معلومات بيروت تختلف قليلاً عن المواقف والتحليلات الإسرائيلية. في بيروت، التركيز هو على حزب الله و”حاجاته” السياسية. القيادة الإسرائيلية تميل إلى التعامل مع موضوع الطائرة كتحدّي إيراني، وتشكّك في رواية استطلاع حقول الغاز والنفط.
*
أشارت معلومات من العاصمة اللبنانية بيروت الى ان حزب الله يقف وراء إرسال طائرة تجسس من دون طيار في مسعى ثان لاختراق الاجواء الاسرائيلية، خصوصا المياه الاقليمية المشتركة التي لم يتم تحديدها بعد بين لبنان وإسرائيل والتي تختزن حقول النفط والغاز.
وأضافت ان إخفاق الحزب في إيصال الطائرة وبلوغ أهدافها حال دون مسارعته الى تبني العملية، خصوصا انها كانت حاجة ماسة للامين العام لحزب الله لتشكل المادة الأساس لكلمته المنتظرة في إطلالته المرتقبة والتي لم يعلن عنها الى الآن.
وأشارت المعلومات الى ان حزب الله، خصوصاً بعد تصريحات أمينه العام الأسبق الشيخ صبحي الطفيلي الذي تحدث عن ١٣٨ قتيل للحزب في سوريا (مصادر أخرى تتحدث عن ٣٥٠ قتيل)، بات في حاجة ماسة الى نصر إعلامي في الوجهة المسماة “مقاومة إسرائيل”، بعد ان زاد تورطه في المستنقع السوري وارتفع عدد قتلاه الى اكثر من 140 قتيلا فضلا عن عشرات الجرحى.
وقالت المعلومات ان من اهداف الطائرة من دون طيار إجراء مسح جوي لحقول الغاز المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، إضافة الى محاولة إختراق الاجواء الاسرائيلية، بما يعطي الحزب وامينه العام نصرا معنويا مؤقتا يؤمن للحزب حرف الانظار عن قتلاه في سوريا من جهة، وإعادة إعطاء سلاح حزبه وظيفة وطنية فقدها نتيجة التورط في الوحل السوري ووضع هذا السلاح على طاولة التفاوض الداخلي من جديد، في اعتباره سلاح مقاومة اسرائيل واستعادة حقوق لبنان النفطية ومنعة لبنان وعزته!
ردّ على اغتيال حسن شاطري؟
بالمقابل، فالتحليلات الإسرائيلية، كما عرضها “أموس هاريل” في جريدة “هآرتز” تبدو مختلفة، وتركّز على إيران وليس على حزب الله!
محلّل “هأرتز”، أموس هاريل، يلاحظ أن كل المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين نجنّبوا التطرّق إلى نقطة محددة: من هي الجهة التي تقف وراء إطلاق الطائرة بدون طيّار التي إسقاطها فوق المياه الإقليمية الإسرائيلية، وعلى مسافة ١٠ كيلومتر إلى الغرب من “حيفا”.
ويضيف: “رغم عدم وجود تفسيرات رسمية لعدم توجيه إتهام إلى حزب الله، فإنه يبدو أن المسؤول عن إطلاق الطائرة كان “الحرس الثوري” في لبنان. وإلى جانب الإتهامات الإيرانية الكثيرة لإسرائيل، وبينها سلسلة الإغتيالات لعلماء نوويين إيرانيين والهجمات بالإنترنيت على البرنامج النووي الإيراني، فهنالك اتهام جديد يتعلق باغتيال قائد كتيبة “قوة القدس” التابعة للحرس الثوري في لبنان على مقربة من الحدود السورية. وليس واضحاً ما مدى صحة هذا الإتهام، حيث أن بعض التقارير نسبت عملية الإغتيال إلى المعارضة السورية.”
وكانت عملية إطلاق طائرة بدون طيار في أكتوبر ٢٠١٢ قد اتبرت عملية قام بها الحرس الثوري الإيراني ولعب فيها حزب الله دور “المضيف”. ويمكن الإعتقاد بأن حزب الله لعب الدور نفسه هذه المرة، سوى أن حزب الله وإيران فضلا التنصّل من العملية لأن الطائرة أسقطت قبل أن تحلّق فوق الأراضي الإسرائيلية.
“وعدا الجانب الثأري، فإنه يبدو أن إيران أرادت أن تُظهر علناً أنها قادرة على إلحاق إضرار بمرافق أساسية في إسرائيل، في وقت تشعر بضغوط العقوبات الدولية ضد برنامجها النووي، وفي حين تجري مشاورات دولية للقيام بعمل ما ضد حليفها السوري.”
ولكن “أموس هاريل” ينتهي إلى التشكيك في فرضية أن هدف الطائرة كان استطلاع مرافق استخراج الغاز في المتوسط. “فلو كان مقرّراً ان تحلق الطائرة فوق مرفق “تامارا” الذي تم تدشينه مؤخراً، فلماذا حلّقت جنوباً باتجاه حيفا، بدلا ًمن تأخذ مساراً أقصر في اتجاه جنوب غربي، الأمر الذي كان سيخفّف من خطر إسقاطها؟”
خاص: الجنرال الإيراني شاطري اغتيل في بيروت وليس في دمشق!
” الجنرال” حسن شاطري قُتِل في الغارة الإسرائيلية على “جرمايا” وليس أمس
طائرة “الحرس”: حرف الأنظار عن قتلى سوريا، ورد متأخّر على اغتيال حسن شاطري!لماذا لا تكون الطائرة انطلقت من منطقة الساحل شرق المتوسط : إما من قاعدة البحرية السورية أو من البوارج الروسية كردّ على عملية التجسس الإسرائيليي على الأسطول الروسي بقاعدة طرطوس. ستحل الكارثة لو اكتشفت إسرائيل أنها من بعض الطائرات التي باعتها لروسيا, ولذلك التبس على البحرية الإسرائيلية الأمر في أن تكون طائرة “صديقة”, لأن لها نفس البصمة الرادارية لطائرات الإستطلاع الإسرائيلية. لا يمكن أن تكون الطائرة من نفس طراز أيوب, ولو كانت إيرانية, لأمكن إرسال النسخة المتخفيّة عن الرادار وتنفيذ أي هجوم داخل إسرائيل, عندها يكون إنتقاماً لاغتيال… قراءة المزيد ..