في مقال مخصّص لأرمينيا لمناسبة انتخابات الرئاسة التي جرت أمس الإثنين، ذكر مراسل “الفيغارو” الفرنسية “بيار أفريل” أن ٦٠٠٠ أرمنياً سورياً نزحوا إلى “يريفان” منذ بضعة أشهر، أي منذ وصول الثورة إلى مدينة “حلب” في شمال سوريا.
وقال مراسل “الفيغارو”: من أصل هذه الجماعة المثقفة التي يبلغ تعدادها ٨٠ ألف شخص في سوريا، والموالية عموماً لبشّار الأسد، والتي كانت تنتمي إلى برجوازية حلب، فإن ٦٠٠٠ شخص يعيشون الآن في “يريفان”.
ويقول قسم كبير منهم أنهم يرغبون بالبقاء في أرمينيا: “نظراً لتطوّر الأوضاع في سوريا، فإن فرصتي الوحيدة قد تكون الإستقرار في أرمينيا، وهي بلاد أجدادي”، كما يقول “هاغوب كازاندجيان” (٢٥ عاماً). ومنذ وصوله قبل ٨ أشهر، فقد نجح في الحصول على عمل، واندمج بالمجتمع الأرمني، خصوصاً أنه كان طوال حياته يتحدث اللغة الأرمنية.
أرمن لبنانيون عادوا من.. أميركا!
ويشير المراسل إلى “عودة” بعض أصحاب “الكفاءات” الأرمن من الولايات المتحدة بصورة خاصة، وبين أبرزهم عدد من الأرمن اللبنانيين، مثل “رافي قصارجيان”، الذي ولد في لبنان، ثم قضى ٣٠ سنة في “سان فرنسيسكو”، قبل أن ينتقل إلى “يريفان” في العام ٢٠٠٨. وقد لعب دوراً مهماً في تطوير “الإنترنيت” في الجمهورية الأرمنية. وكذلك الاخوان “بيار وديران بغداديان، اللذان أسّسا مصنعاً حديثاً لصنع الشوكولاته في ضواحي “يريفان”..
ويضيف المراسل أن سلطات أرمينيا التي لم تستطع إدارة “أزمة” عودة الأرمن من العراق بعد الغزو الأميركي في العام ٢٠٠٣، استحدثت “وزارة المغتربين” في العام ٢٠٠٨. ولكن الجمهورية، التي يسيطر عليها نظام “الأوليغاركيات” مثل روسيا، تنظر “بحذر” لـ”أصحاب الشهادات العليا” القادمين من أميركا وغيرها، وللنازحين من سوريا.
ويضيف المراسل: “وبين ما يثير قلق سلطات “يريفان” مسألة إستقرار الحدود الجنوبية مع إيران. ففي إيران نفسها، يعيش ١٣٠ ألف أرمني.