بعض الظن “إثم”، وبعضه، مثل الخطف والتعذيب، “جناية” بنظر القانون!
يتمنّى “الشفاف” على وزير الداخلية، الجنرال مروان شربل، أن يعتبر هذا المقال بمثابة “إخبار” ضد “الزعران” الذين اعتقلوا و”أدّبوا” مواطناً بتهمة “التعامل” مع “الإعلام”! وهذه تهمة “فريدة” من نوعها في لبنان الذين كان يفاخر بحرياته الإعلامية!
*
خاص بـ”الشفاف”
لم يحتمل “حزب الله” المقابلة التي أجراها “الـشفاف”منذ 40 يوماً تقريباً مع “محمد أمهز” الذي أحاطنا بمعلومات دقيقة حول أخر الأخبار المتعلقة بالفتاة “بنين قطايا”، إبنة بلدة نيحا البقاعية وكريمة إمام البلدة الشيخ أحمد قطايا الذي توعد بالذهاب إلى “حرب أهلية” بعد هروب “بنين” من منزل العائلة لتلتحق بأحد الأديرة لممارسة شعائرها الدينية على النحو الذي تراه مناسباً لفتاة وجدت ضالتها في دينها الجديد.
معلومات مسرّبة من بلدة نيحا اكدت لـ”الشفّاف” أن شاباً يُدعى “محمد أمهز”، وهو شخص لا صلة له بالمعلومات التي حصلنا عليها حينذاك لكنه يحمل الأسم ذاته، قد تم اختطافه يوم السبت الماضي الساعة التاسعة ليلاً على يد مجموعة أمنية تابعة لـ”حزب الله” وهو في طريق عودته إلى منزله الذي يبعد مسافة قريبة عن منزل الشيخ قطايا بعد ان كان في زيارة عائلية لخالته الحاجة مريم زوجة الحاج عبدالله امهز.
التهمة “الجاهزة”: “التعامل”!
وتفيد المعلومات ان الشاب محمد قد تعرّض للضرب أثناء التحقيق معه على يد هؤلاء بعدما رفض الإعتراف بالتهم الموجهة اليه والتي تشير إلى تعامله مع جهات أمنية أجنبية وتزويدها بمعلومات تتعلق بأمن “حزب الله” وكيفية إنتشار وحداته في المنطقة إضافة إلى مراقبة تحركات بعض المسؤولين الحزبيين في البقاع! لكن محمد، وبحسب أحد الأشخاص المقربين من عائلته، تأكد أثناء التحقيق معه أن توقيفه هذا لا يتعلق بالإدعاءات التي على أساسها يجري التحقيق معه وأن هناك “قطبة مخفية” في الأمر خصوصاً في ظل غياب الترابط بين الأسئلة التي كانوا يطرحونها عليه.
و”بيت القصيد”: “الشفاف”
ويقول الشخص نفسه أن محمد بقيّ محتجزاً لدى أمن “حزب الله” لمدة يومين ولم يطلق سراحه إلا يوم الإثنين الساعة العاشرة ليلاً في منطقة زحلة. لكن قبل موعد الإطلاق بساعتين سأله أحد المحققين عن علاقته بـ”الشفّاف” وبكاتب المقال المتعلق ببنين قطايا المدعو “ع. ح.” وعن كيفية التواصل الذي جرى بينه وبين الصحافي.
رفض محمد كل التهم الموجهة اليه وقال لهم بالحرف الواحد “أنا لا أعرف هذا الموقع ولا حتى اسم الشخص الذي ذكرتموه، وإذا كان هناك من استغل اسمي فهذه ليست مشكلتي“، مؤكداً لهم أنه لن يسكت عن عملية الخطف هذه وبأنه سوف يتقدم بشكوى ضدهم. لكن في اللحظة التي أنهى محمد كلامه هذا تقدم احد الخاطفين ويدعى “بلال” فرفس برجله محمد في جهة الظهر واحدث له رضوضاً ما زال يعاني منها لغاية اليوم.
ويشدد الشخص المقرّب من عائلة أمهز أن عملية الخطف هذه ما كانت لتنتهي لولا تهديدات والدة محمد لمسؤول المنطقة في “حزب الله”، ولوالد بنين قطايا الشيخ أحمد، وفضحهم أمام كبار المسؤولين في الحزب والدولة. وقد توعّدت الشيخ قطايا تحديداً في حال لم يُصار إلى الافراج عن ولدها. وينهي كلامه جازماً بـأن ملاحقات ومضايقات كان تعرض لها محمد منذ الشهر تقريباً على يد عناصر من الحزب، وأن عددا من وجهاء عشيرته تحركوا يومها لإزالة هذا الإشكال الذي يبدو أن ذيوله ما زالت مستمرة حتى اليوم.
وهنا يهم “الشفاف” أن يوضح أنه في بعض الأحيان يضطر إلى استعمال أسماء وهمية حماية للكتّاب وللمصادر معاً.