الصورة: التركية سيلا شاهين على غلاف بلاي بوي الألمانية
*
يعيش الشباب المسلم في ألمانيا في صراع بين الرغبة في الاستمتاع بالحرية الجنسية المتاحة والحاجة الجامحة لإشباع العزيزة الفطرية لديهم، وبين الخوف من كسر محظور ديني واجتماعي. DWحاولت معرفة آراء عينة من هؤلاء الشباب.
على ضفاف نهر الراين بمدينة بون الألمانية، يقضي العشاق لحظات رومانسية يتبادلون حلالها أطراف الحديث والقُبل. بينهم شباب عرب أو من أصول عربية من كلا الجنسين. تقدمنا إلى مجموعة منهم وسألناهم عما إذا كان عندهم تجارب جنسية قبل الزواج أم لا. يقول جعفر أحمد، ذو الأصول الصومالية بعدد تردد لم يدم طويلا، “رغم أنني عازب لكن عندي تجارب جنسية كثيرة سواء في الصومال أو في ألمانيا”. أما صديقه محمد المغربي فيقول مبتسما “هذا طبيعي جدا. نحن شباب ويجب أن نستمتع بشبابنا قبل أن ندخل إلى قفص الزوجية”، مضيا أن “الشاب العربي لا يمكن أن يستغني عن الجنس لمدة طويلة. فإذا لم تكن لديه صديقة فهو يذهب إلى بائعات الهوى”. وبدوره يروي إبراهيم من سوريا مغامراته الجنسية مع فتيات من مختلف الجنسيات والأعمار بفخر وثقة كبيرين.
حلال على الذكور وحرام على الإناث
أغلب الفتيات اللواتي التقتهن DWعربية رفض من حيث المبدأ الحديث في الموضوع بسبب الحشمة. لكن من قبلن بالحديث معنا، انقسمن بين معارض بشدة لفكرة الجنس خارج إطار الزواج، ومؤيد ولكن، تحدث باسم مستعار. نادية من المغرب قالت” الإسلام يمنع الممارسات الجنسية قبل الزواج ويجب أن نمتثل لذلك وأنا أرفض رفضا قاطعا فعل ذلك قبل الزواج، رغم أن أغلب الذكور لا يلتزمون بذلك”.
غير أن سميرة، وهو اسم مستعار لشابة ذات أصول عربية، كشفت إقامتها علاقة جنسية سرية مع صديق ألماني. وتقول “أنا ما زلت عذراء، ولكن أمارس الجنس السطحي مع صديقي الألماني الذي أحبه كثيرا، وأنا أستمتع بتبادل القبل معه كلما أزوره في غرفته دون علم عائلتي”.
البكارة كشرط للزواج
رغم أن أغلب الشباب المسلم من الذكور يعترف بممارسة الجنس قبل الزواج، إلا أنه عندما يتعلق الأمر باختيار زوجة المستقبل فهم متشددون فيما يخص العذرية. يقول الشاب جعفر أحمد “عندما أنوي الزواج فسأختار زوجة عربية عذراء لأن تقاليدنا تملي علينا ذلك”. نفس الموقف يتقاسمه معه كل من محمد المغربي وإبراهيم الجزائري. فالأول “يريد أن يتزوج بفتاة مغربية عذراء ليس لها تجارب جنسية مع شخص آخر”، أما الثاني فيقول “لن أتزوج عاهرة أو فتاة من الملهى الليلي. يجب أن تكون من عائلة محافظة وملتزمة لتقوم بتربية الأولاد على نحو جيد”. لكن سميرة تقلل من أهمية البكارة كمؤشر على الأخلاق النبيلة قائلة؛ “هناك فتيات يمارسن الجنس بشكل سطحي دون فقدان العذرية. والمشكلة هي أن فتيات كثيرات يبقين عذراوات حتى يصلن سن اليأس دون أن يطلبهن أحد للزواج”. وتضيف سميرة ” أنا لا أريد أن أبقى عذراء طوال حياتي”.
الكاتب حامد عبد الصمد “الشرف لا يمكن اختزاله في العذرية”
يرى الكاتب المصري المتخصص في قضايا الإسلام والمسلمين في حوار مع موقع DWعربية في كون الرجال يقومون بتجارب جنسية قبل الزواج بينما يرفضون ذلك إذا ما تعلق الأمر بزوجة المستقبل بكونه “ازدواجية في الموقف تبين أن الذكر هو الذي يحدد معايير الأخلاق. والمجتمع الذكوري يختزل الشرف في البكارة”. ويضيف حامد عبد الصمد أن “مفهوم الشرف له دلالة أكبر بكثير من غشاء البكارة ولا يمكن اختزاله في شيء مادي”.
رفض للمثلية الجنسية ـ مثليون يجدون ملاذهم في الأنترنيت
لا تقتصر التجارب الجنسية للشباب العربي المسلم فقط على العلاقة بين الذكور والإناث، بل تتعداها إلى العلاقات الجنسية المثلية بين الذكور فيما بينهم أو الإناث فيما بينهن. وبسبب صعوبة العثور على شباب من الصنف الأخير لديهم الاستعداد للحديث عن ميولاتهم الجنسية المثلية دخلنا إلى أحد المواقع الإليكترونية التي ينشط فيها مثليو الجنس من الذكور والإناث الباحثين عن نصفهم الآخر. ويسرد رواد الموقع قصصهم مع ميولاتهم الجنسية وخوفهم من الإفصاح عنها لعائلاتهم وأقاربهم كـ”ليلى” التي عقدت القران مع شابة ألمانية، وعن ردة فعل الجالية المسلمة هناك التي وصلت حد تهديدها بالقتل، كما تقول. وعبر معظم من تحدثنا معهم عن رفضهم للمثلية الجنسية لأسباب دينية. ويرى الكاتب حامد عبد الصمد أن “هذا الموقف من المثلية الجنسية في صفوف الشباب العربي في ألمانيا هو شيء طبيعي في مجتمع ذكوري متمسك بمفاهيم دينية قديمة ولم يستوعب أن الجنس هو طبيعة وليس اختيار”.
وفي معرض جوابه عن سؤال حول التوجه التقليدي والمحافظ للشباب العربي في ألمانيا يقول حامد عبد الصمد “المسلمون في ألمانيا محافظون أكثر من المسلمين في البلدان العربية والإسلامية” ويرجع ذلك حسب عبد الصمد إلى “الخوف من التشتت الأسري في المجتمع الغربي”.
إقرأ أيضاً:
“ثورة جنسية في الإسلام”: مقابلة مع الكاتبة التركية سيران أتيس