قبل يوم من إنفجار “مصراته” ضد كنيسة للأقباط المصريين أقحم مفتي ليبيا (وأحد رجال “سيف الإسلام القذافي” سابقاً) نفسه في موضوع صياغة دستور لليبيا، وألقى مداخلة جاء فيها ما يلي حسب وكالة الأنباء الليبية:
“دعا الشيخ ” الغرياني ” – في ورقته التي كانت بعنوان ” صعوبات المرحلة ووضوح الأهداف ” – الأئمة والوعاظ والمهتمين بالأمور الدينية إلى الوقوف ضد بعض السلوكيات الهدامة التي تعترض المجتمع الليبي بين فينة وأخرى كالدعوة إلى التنصير والتشيع ، والحد من انتشار المخدرات والفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة الداخلية والخارجية”.
لا نعرف كم عدد الليبيين المسلمين الذين “تنصّروا” أو “تشيّعوا”، ولكننا نعرف أن مفتي ليبيا المحرّض على الكراهية والفتنة لم يُصدِر أي بيان إدانة لتفجير الكنيسة! ولم يصدر أي بيان إدانة عن الشيخ القرضاوي ولا عن جماعة الإخوان المسلمين المصريين (الكنيسة التي تم تفجيرها يصلي فيها أقباط مصريون) التي يُعتبر الشيخ الغرياني مقرّباً منها!
*
“أ ف ب”
اعلن دبلوماسي مصري لوكالة فرانس برس ان انفجارا استهدف كنيسة قبطية قرب مدينة مصراتة الليبية الواقعة على بعد 200 كلم شرق طرابلس ما ادى الى مقتل شخصين واصابة اثنين اخرين بجروح.
وقال هذا الدبلوماسي المقيم في طرابلس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان “مصريين قتلا واصيب اثنان اخران بجروح”، مضيفا ان الانفجار استهدف كنيسة في بلدة الدافنية في محافظة مصراتة، رافضا ان يؤكد على الفور فرضية الاعتداء او الحادث.
واضاف المصدر نفسه ان الانفجار وقع ليل السبت في الساعة 23,30 في كنيسة مار جرجس في الدافنية، موضحا انه ابلغ بالحادث في الساعة السادسة من صباح الاحد ومضيفا ان “القنصل المصري توجه على الفور الى المكان لمتابعة الوضع مباشرة، والمعلومات التي لدينا لا تزال غير مكتملة”.
وكان مصدر امني في مصراتة اعلن في وقت سابق ان الانفجار ادى الى مقتل شخص واصابة ثلاثة اخرين بجروح جميعهم من المصريين. وقال الدبلوماسي ان احد الجرحى الثلاثة توفي في المستشفى متأثرا بجروحه ما رفع عدد القتلى الى اثنين.
واكد المصدر الامني ان “التحقيق جار” من دون ان يوضح طبيعة الانفجار.
وقال مصدر امني آخر ان الانفجار وقع “خلال موعد صلاة”.
وتقع بلدة الدافنية الساحلية على بعد نحو 30 كلم غرب مصراتة.
من جهتها نقلت وكالة الانباء الليبية الرسمية (وال) عن “مصادر مسؤولة” ان الانفجار ناجم عن “عملية تفجير نفذها مجهولون”.
وقالت المصادر بحسب هذه الوكالة ان “عملية التفجير جاءت بعيد انتهاء المسيحيين المقيمين بالمدينة من أداء طقوسهم وخروجهم من مبنى الكنيسة”.
ونقلت الوكالة عن شاهد عيان مصري قوله ان “عملية التفجير استهدفت المكان المعتاد أن يكون مزدحما برواد الكنيسة، إلا أن هؤلاء الرواد كانوا قد غيروا مكان تواجدهم الى الناحية الاخرى من المبنى”، مضيفة ان “الجهات المختصة باشرت التحقيق في الحادثة”.
من جانبها نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية عن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو “ادانته التفجير الذي استهدف الكنيسة وأسفر عن مقتل مواطنين مصريين يعملان فى الكنيسة وإصابة اثنين آخرين بجروح”.
واضافت ان الوزير المصري “اعرب عن خالص عزائه لأسر الضحايا”، مؤكدا “مطالبة مصر بالتحقيق في ملابسات العملية وتقديم مرتكبيها للعدالة”.
واشارت الوكالة المصرية الى ان “السفارة المصرية وجهت مذكرات عاجلة لكل من الداخلية والخارجية في ليبيا للمطالبة بتوفير التأمين اللازم لمباني الكنائس”.
وقبل اندلاع الثورة الليبية كان يعيش في ليبيا 6,3 مليون نسمة بينهم نحو مليون ونصف مليون مهاجر افريقي غادرت غالبيتهم خلال المعارك التي سبقت سقوط نظام معمر القذافي.
وكان المسيحيون يمثلون نحو 3% من السكان وهم من الاجانب خصوصا من المصريين الاقباط.
وتعاني ليبيا من فوضى امنية حيث لم تتمكن بعد القوات الامنية الرسمية من شرطة وجيش من اعادة هيكلة مؤسساتها بعد تفككها خلال النزاع الاخير الذي ادى الى الاطاحة بنظام القذافي.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر اوقفت عملياتها في مصراتة بعد تعرض مقرها لهجوم.
كما شهدت ليبيا هجمات نسبت الى اسلاميين متشددين وابرزها تعرض القنصلية الاميركية في بنغازي لهجوم في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر الماضي ادى الى مقتل اربعة اميركيين بينهم السفير كريس ستيفنز.