سيدة سعودية في العشرين من عمرها، ولديها ابنة عمرها ثلاث سنوات، هربت من زوجها الذي كان يحبسها في دورة المياه، يضربها بلوح من الخشب، يعذبها، يكويها بالنار، وعندما تجوع يضع لها البول والبراز، ويجبرها على أكلهما. لكن المصيبة ليست في كل ما سبق، على بشاعته، الكارثة أن الزوجة دأبت على الشكوى من زوجها لأهلها وللشرطة المحلية، الا ان والدها كان يرفض تسلمها، وفي كل مرة يعيدها ب
نفسه لزوجها المغوار.
اصرخ، اضرب، عذب، اقتل.. فأنت رجل، هذا للأسف، مفهوم الرجولة لدى بعض الرجال (أعراب وأجانب) الذين فهموا أو أُفهموا أن الذكورة تعطيهم صك ملكية المرأة، وتمدهم بحق التطاول عليها.
العنف ضد المرأة ليس موضوعا جديدا، بل هو قديم قدم البشرية، عندما كانت المرأة تعتبر من أملاك الرجل تماما كقطعة الأرض أو السرير، اذ لغاية القرن التاسع عشر كان ضرب الزوجة قانونيا «ممارسة صحيحة»، ومن ضمن سلطة الزوج ضد زوجته، ولم يظهر قانون يحرّم ضرب الزوجات في العالم إلا في عام 1850 في ولاية تينيسي بالولايات المتحدة.
عرّفت الأمم المتحدة العنف كأي تصرف يؤدي إلى أذى جسدي أو جنسي أو معنوي أو تهديد بأي منها، كالحرمان من الحريات في الحياة العامة أو الخاصة. وبناء على دراساتها تبين أن: 7 من بين كل عشر نساء يتعرضن للعنف، وأن ضحايا العنف من النساء يبلغن من %60 إلى %95 في الدول المتحضرة. أما عندنا، حيث الحديث عن هذه الأمور يعتبر عيبا، والشكوى من عنف الزوج يعتبر حراما، لا إحصاءات ولا دراسات، بعد ان زج في عقول كثيرين (وأقصد هنا من كلا الجنسين، الرجل والمرأة) أن من حق الرجل، بل من واجبه أن يعنف المرأة، جسديا ونفسيا ولفظيا.. حتى «يقوّمها»، وحتى إن لم يكن هو قويما بذاته.
الهيئات العالمية تنادي بوقف العنف ضد المرأة، ذاك العنف المحسوس الذي بات حديث الأنباء والاعلام: كالضرب، الحرق، القتل، وجرائم «الشرف».. هذه القضايا نسمع عنها في خواتيمها، وعندما تسجّى المرأة في مثواها الأخير. لكن ماذا عن العنف «المخفي» غير المنظور بالعين وغير المسموع أنينه، كالقهر والضغط، وحشر المرأة في الزوايا المظلمة، تكميم فمها، عزلها ووضعها في مرتبة أدنى من مرتبة الرجل؟ ماذا عن تزويج القاصرات، وختان الصغيرات؟ ماذا عن حرمانها من حق الاختيار في التعليم والزواج؟ تلك آليات للعنف لا تندرج في قوائم المنظمات والهيئات، لأنها مازالت تعتبر من ضمن «العادات والتقاليد» لبعض الدول، والثورة عليها هي ثورة على المجتمع بذاته.
لقد شرخت اسطوانة «حقوق المرأة»، وأصبحت مجرد مناسبة تنظم من اجلها المهرجانات، تعلق اللافتات، تلقى الخطب الرنانة، يذكر أسماء المناضلات، وفي النهاية كل يمضي إلى سبيله، بينما في زاوية ما في زمن ما، و(اعذروني على قماءة الصورة) هناك امرأة تجبر على شرب بول زوجها عقابا لها، لأنها خلقت أنثى.
shafgha@hotmail.com
كاتبة كويتية
القبس
اصرخ.. اضرب.. عذّب.. فأنت رجل
سيدة عمرها (٢٠) سنة عندها بنت عمرها ٣ سنوات يعني نحن أمام : ٢٠ عمر السيدة ناقص ٣ سنوات عمر البنت ناقص ١ سنة فترة الحمل ناقص ١سنة بعد الزواج يساوي : ١٥ سنة هو عمر هذه السيدة عندما تزوجت فهل هذا معقول ؟ اما الشغلة قطش ولحش ؟لقد كانت صغيرة على الزواج! ومع ذلك فلا زالت صغيرة على اكل الخرا .
اصرخ.. اضرب.. عذّب.. فأنت رجل
From where did you get this statistics (60 to 90% of women are hit by men in developed countries)?