بعد تزايد موجة النزوح السوري الى دول الجوار، لوحظ مؤخرا ارتفاع نسبة رجال الاعمال من الطوائف السورية المختلفة عموما، ومن المسيحيين خصوصا.
بعض من هؤلاء من الصناعيين الذين يمثلون اركانا رئيسية في الاقتصاد الوطني السوري، كانوا حتى الامس القريب يعتقدون بما يشبه الجزم، بأن النظام لديه القدرة على استعادة زمام المبادرة وبسط سيطرته على كامل التراب السوري، متحدثين عن امكانات “الفرقة الاربعة” و”الحرس الجمهوري” السوري.
صناعي سوري يعمل في قطاع انتاج المنتجات البلاستيكية قال إنه دفع بعد اندلاع الثورة ملايين الدولارات من اجل تحديث مصانعه، إلا أنه حاليا، وبعد توقف الانتاج، بات مضطرا لتسديد القروض الميسّرة للمصارف من ماله الخاص. وهذا الامر لم يعد متاحا لديه بعد ان طال انتظار استتباب الوضع الامني، لتدور العجلة الاقتصادية من جديد.
الصناعي السوري بدأ بنقل معداته ومصانعه الى لبنان، وهو يخطط كمرحلة اولى لتصفية مجال الصناعة الذي يعمل فيه، والهجرة نهائيا الى الولايات المتحدة، بعد ان كان استحصل على “الغرين كارد” مع عائلته.
صناعي آخر مسيحي ايضا يملك مصانع لصناعات مختلفة داخل سوريا وخارجها، كان غادر دمشق مع بداية وصول الثوار الى العاصمة السورية، فمكث في لبنان قرابة 15 يوما، لينتقل بعدها الى المغرب ومنها الى اوروبا. إلا أنه عاد بعد حوالي الشهر، قائلا إن الامن استتب في دمشق، وان النظام ما زال يملك القدرة على الحسم!
الصناعي نفسه دخل لبنان مع عائلته قبل ايام، متوجها الى شمال افريقيا حيث يملك مصانع ومنزلا وأخبر شركاءه اللبنانيين ان العودة الى سوريا اصبحت اقرب الى الحلم حسب تعبيره! فلا نظام، ولا امن، والنظام اقرب الى السقوط منه الى فرض سيطرته من جديد، وذلك بالتزامن مع إقفال مصانعه في سوريا آملا في العودة ذات يوم، ليس بقريب!
وعلى قاعدة “مصائب قوم عن قوم فوائد”، سجل صناعيون لبنانيون ارتفاع صادراتهم الى الخارج لسد النقص الذي سببه توقف المصانع السورية، بحيث تشهد الصناعات المتشابهة بين لبنان وسوريا حركة تصدير لافتة من لبنان الى الخليج العربي وبعض دول اميركا اللاتينية وافريقيا لنفس المنتجات الصناعية، من دون ان تتوفر الى الآن ارقام تظهر حجم هذا ارتفاع الصادرات الصناعية اللبنانية البديلة للسورية.
إقرأ أيضاً:
[ميليارديرات نظام الاسد فروا الى دول الجوار…. وثلث الاقتصاد إنتقل الى القاهرة.
->http://all4syria.info/Archive/60941
]