ماذا حدث في “تولا”، المدينة المتخصصة بتصينع السلاح التي تقع على بعد ٢٠٠ كيلومتر جنوب موسكو؟ يوم الأربعاء، ٢١ نوفمبر، وُجدَ مهندس السلاح “فيتاتشيسلاف تروكاتشوف” (٥٨ عاماً) جثة هامدة على رصيف بعد أن أصيب برصاصة في صدغه الأيسر.
وأفادت التحقيقات الأولية أن المهندس كان قد غادر مكتبه مساء اليوم السابق. وهو كان يعمل منذ ٣٥ عاماً في “مركز أبحاث وتصميم أسلحة الصيد والأسلحة الرياضية”! ولكن هذه التسمية البريئة تخفي، حسب تراث “سوفياتي” قديم، أن المكتب كان يطوّر، كذلك، نُظُم دفاع مضاد للطيران، وقواذف قنابل، ومدافع رشاشة للطائرات!
وتستغرب مراسلة جريدة “لوموند” الفرنسية في موسكو أن القاتل لم يُخفِ وجهه وأنه فرّ على قدميه بعد الجريمة (مما يعني أنه لم يكن يخشى من الملاحقة)! وتلاحظ أن الجرائم نادرة في “تولاً”، التي تعدّ ٥٠٠ ألف نسمة، وتخضع لحراسة الـ”في كا بي”، أي المجمع العسكري-الصناعي، الذي يُعتبر رب العمل الأول في المنطقة.
وقد سرت شائعات بأن الإغتيال يممكن أن يكون مرتبطاً بفضائح الفساد في وزارة الدفاع الروسية. ولكن اغتيال مهندس السلاح “فيتاتشيسلاف تروكاتشوف” يمكن أن يكون مرتبطاً بالتحقيق الذي يجريه جهاز الأمن الروسي (“إف إس بي”) حول تسرّب المعلومات الذي حصل في الخريف الماضي حول شحنة أسلحة مُرسلة إلى النظام السوري.
ففي يوم ١٠ أكتوبر، احتجزت السلطات التركية في مطار “أنقرة” طائرة “إيرباص” مدنية تابعة للخطوط الجوية السورية وعلى متنها “شحنة غير مدنية”!
والواقع أن الطائرة السورية كانت قد حطّت في “تولا”، بعد إقلاعها من “موسكو”. وفي “تولاً” قامت بتحميل ١٢ صندوق ذخيرة وقطع رادار لبطاريات نُظُم الدفاع الجوي السورية.
لكن كيف وصلت هذه المعلومة إلى السلطات التركية؟
الصحافة التركية ذكرت، في حينه، أن الأجهزة الأميركية هي التي أبلغت تركيا عن الشحنة. وحتى لو كان ذلك صحيحاً، فلا بدّ أنه كان هنالك “مصدر” في “تولا” نفسها أبلغ الأتراك بأن هذه “الإيرباص” وليس غيرها هي التي ستؤمن شحن الأسلحة إلى سوريا!
في أي حال، كانت مصادر تركية قد ذكرت لجريدة “زمان”، منذ شهر أكتوبر، أنه بعد تفتيش الطائرة السورية فقد “بات محتّماً أن موسكو ستقوم بتحقيق حول الثغرة المخابراتية” التي سمحت لتركيا بمعرفة الشحنة. عدا سؤال آخر وأساسي هو: لماذا فضّلت روسيا استخدام طائرة ركّاب مدنية لنقل شحنة عسكرية طالما أنها، حسب القانون الدولي، تملك حقّ إرسال معدات عسكرية إلى سوريا؟
إغتيال في “تولا”: هل عاقب جهاز الأمن الروسي “الجاسوس” الذي كشف شحنة السلاح السورية لـ”أنقرة”؟
These kind Mafia Regimes have one Language, KILL and KILL and KILL. We have a good example in Syria. This Murdered Engineer is a Victim Executed by by Mukhabarat similar to those in Syria, actually their Masters in Moscow. May his soul rest in peace. He is a Martyr of the Syrian Revolution.
khaled-democracytheway