أعرب قيادي في قوى 14 آذار عن خشيته من ان هذه القوى لم تستطع الى الآن إستيعاب الصدمة التي أحدثها إغتيال اللواء وسام الحسن، بتداعياتها السياسية على هذه القوى، من جهة، من دون إغفال التداعيات الامنية من جهة ثانية.
القيادي قال في مجلس خاص إن إغتيال اللواء الحسن أعاد الاوضاع في البلاد الى مربع خاوٍ، وكشف الخواء السياسي الذي يضرب لبنان، في ظل حال الانتظار الذي تعيشه البلاد، لجلاء التطورات في الاقليم للبناء على الشيء مقتضاه، كاشفا في الوقت نفسه، أن قوى 14 آذار كانت تعمل على الوصول الى الانتخابات النيابية بأقل الاضرار الممكنة سياسيا وأمنيا، مع إدراكها لعمق التهديدات التي تواجهها قيادة وشعبا.
وأضاف القيادي ان الإعتقاد السائد بأن قوى 14 آذار كانت تنتظر سقوط النظام السوري لتبني عليه مقتضى سياسيا، هو إعتقاد واهم. والواقع ان عين هذه القوى كانت على المعطى السوري في الوضع الداخلي اللبناني، في حين انها كانت تعمل على التحضير للانتخابات المقبلة، من اجل تأمين أغلبية نيابية، تسمح بتشكيل حكومة أغلبية، تأتي برئيس لمجلس النواب، من الاغلبية، بما يضمن لها تعطيل مفاعيل سلاح حزب الله، من خلال إعادة صياغة الوضع العام في البلاد أمنيا وسياسيا.
ويقول القيادي إن مسألة إسقاط الحكومة الميقاتية لم تكن على رأس إهتمامات قوى 14 آذار. بل على العكس من ذلك، فإن هذه الحكومة أعطت قوى 14 آذار شعبيا، ما لا يمكن لاي حكومة ان تعطيه لقوى 14 آذار. فشكلت الحكومة الميقاتية بعجزها وفشلها، مادة يومية لقيادات قوى 14 آذار للهجوم على الحكومة، وتعرية القوى الحاضنة لها، وكشف مشاريعها المخيبة لآمال اللبنانيين على المستويات الاقتصادية والسياسية والامنية.
ويضيف القيادي ان إغتيال اللواء الحسن شكل صدمة وعي سياسي لدى قوى 14 آذار، معيداً الوضع في البلاد، الى مربع ما قبل إتفاق الدوحة ومرحلة الاغتيالات بحيث أصبح إسقاط الحكومة الميقاتية واجهة لمواجهة مشاريع الإغتيالات والرد عليها سلميا وسياسيا.
ويقول القيادي في قوى 14 آذار، إن هذه القوى لن تقبل بأقل من إسقاط الحكومة كمرحلة اولية رداً على عودة الاغتيالات مهما كانت العواقب، مشيرا الى ان التحذيرات التي بلغت مسامع هذه القوى من ادخال البلاد في الفراغ لا معنى لها. فالفراغ قائم، ولا حياة سياسية فعلية في لبنان، بل إن قوى 14 آذار من خلال ممارستها السياسية من سياسية اليد الممدودة والمشاركة في طاولة الحوار وسوى ذلك إنما توحي للرأي العام اللبناني والمجتمعين العربي والدولي، بأن الحياة السياسية مستقيمة في البلاد، علما انه في الواقع فإن حزب الله هو من يدير اللعبة اللعبة السياسية وفق اجندته المحلية والاقليمية. لذلك، فإن تخويف قوى 14 آذار من الفراغ ليس في محله لأن الفراغ قائم اصلا، ويتزامن مع لائحة إغتيالات فشلت مع رئيس حزب القوات اللبنانية والنائب بطرس حرب، ونجحت في إصطياد اللواء الحسن.
موقف السفراء كان ملتبساً
وأشار القيادي الذي التقى سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الامن، ان هؤلاء “أخدو وج وكتروا”، وهم إعتقدوا لوهلة أن في إستطاعتهم فرض إملاءاتهم وأجنداتهم على اللبنانيين، إلا أن لقاءاتهم بقوى 14 آذار على إختلافها، أعادت الامور الى نصابها. فهم خرجوا من اللقاءات مستمعين، ومتفهمين لهواجس قوى 14 آذار. وتالياً، هم أعادوا صياغة مواقفهم ونقلوها الى دولهم مشيرا الى التبدل الذي طرأ على مواقف الدول الغربية من حكومة ميقاتي وعدم التمسك بها لصالح حكومة بديلة حيادية، يتم الاتفاق على شكلها والوزراء الذين سيتمثلون بها.
ويضيف القيادي ان قوى 14 آذار استعادت الوضوح والرؤيا فهي وضعت نصب عينها هدف إسقاط الحكومة الميقاتية من خلال تكثيف وتفعيل التحركات السلمية التي بدأت بمقاطعة الحكومة والمجلس النيابي، وكل ما يمت الى المشاريع الحكومية بصلة. مع تعزيز الاعتصامات وتكثيفها وتفعيلها وصولا الى إستقالة الحكومة، من دون ان يبدي القيادي تخوفه من الفراغ او التعايش مع حكومة تصريف أعمال، فحكومة تصريف الاعمال او حكومة تكنوقراط أفضل بكثير من الحكومة الحالية.
ويبرر القيادي في قوى 14 آذار الدعوة الى إسقاط الحكومة بالواقعية السياسية: فما الذي يمكن ان نقوله لجمهورنا أقل من المطالبة بإسقاط الحكومة التي تتحمل مسؤولية تغطية جميع الارتكابات في البلاد؟
وكشف القيادي عن ان عودة الرئيس ميقاتي من المملكة السعودية، حيث يؤدي فريضة الحج، سوف تعيد تحريك المياه الراكدة في مستنقع الوحل السياسي الذي خلفه اغتيال اللواء الحسن. وأضاف ان ميقاتي قد يسمع في المملكة نصيحة بالاستقالة، فإذا أخذ بها يكون قد وفر على البلاد مزيدا من التأزيم السياسي، ومزيدا من الاضرار الاقتصادية والاجتماعية.