ما زالت المعلومات حول اختفاء مسؤول سلاح الإشارة في حزب الله، “محمد فحص”، غير متوفرة. ونقلت مصادر أمس أن “فحص” فر إلى إسرائيل عبر معبر حدودي جنوبي وبحوزته مبلغ كبير من المال إضافة إلى خرائط ووثائق.
وكانت وسائل إعلامية قد نشرت منذ حوالي الشهر أن عناصر من أمن حزب الله قد تمكنوا من اعتقال “فحص” في مطار بيروت رفيق الحريري الدولي وهو يهم بالمغادرة إلى مكان لم يكشف عنه. بينما ذكرت مصادر أن “فحص”، وهو مهندس اتصالات من بلدة “قبريخا” في قضاء بنت جبيل، يبلغ من العمر 29 عاما، وخمسة آخرين قد اعتقلوا في ضاحية بيروت الجنوبية بتهمة الإختلاس والإتصال بالعدو الإسرائيلي وتسريب معلومات عن شبكة إتصالات المقاومة، من بينهم المسؤول الإعلامي لحزب الله في الجنوب “الحاج عماد عواضة”، الذي أخلي سبيله بعد خمسة أيام من التحقيق. أوساط متابعة لحزب الله تقول إن خبر فرار “فحص” ما هو إلا خديعة أمنية من قبل حزب الله، الذي بات محرجا بالإجابة عن أسئلة بيئته حول حجم الإختراق الإسرائيلي لكافة أجهزته وغالبية كوادره المتقدمين!
وتتابع المصادر أن حزب الله هو نفسه سرب خبر فرار “فحص”، كي يتمكن لاحقا من تصفيته بعيدا عن الأعين، وذلك بناء على استراتيجية جديدة في مقاربة ملف العمالة. إذ يبدو أن اعتقال العملاء والتحقيق معهم وتسليم بعضهم إلى السلطات اللبنانية لاحقا، أسلوب لم ينعكس إيجابا على حزب الله في الحد من اتساع مساحة الإختراق الأمني في كيانه، لذلك إرتأى الحل الآخر أي التصفية الجسدية، لكن هذه الخطوة لا بد أن تسبق بخطوة أولى، أقلها الفرار إلى جهة حدودية دون شاهد أو رقيب!
تفجير مخزن “النبي شيت” لإخفاء أعداد القتلى في سوريا؟
من جهة أخرى، تعليقا على انفجار الذي وقع في بلدة النبي شيت أمس، في أحد مخازن الأسلحة التابعة للمقاومة الإسلامية، نُقل عن شخصيات بقاعية أن المبنى الذي سقط يقع في مكان بعيد عن المساكن المأهولة في بلدة “النبي شيت”، وهو مبنى سكني يوجد تحته مخزن عادي لا يمكنه استيعاب كمية كبيرة من السلاح. والمقصود أنه ليس مخزنا رسميا لسلاح المقاومة، وربما يكون من المخازن المؤقتة التي تستريح فيها بعض الحمولات، ليتم نقلها في ما بعد إلى مناطق الجنوب.
وتقول هذه الشخصيات إن المنطقة طُوقت قبل الإنفجار بقليل ومنع الدخول إليها! وقد وقع الإنفجار في وقت ملتبس، ليس في الصباح وقت خروج الناس إلى أعمالهم وليس في ساعات إيابهم، ما يدل أو يثبت فرضية واحدة أن حزب الله هو من فجر مخزنه بكميات من المواد المتفجرة، وأوقع شهداء وهميين في المكان! وذلك لأن المعلومات القادمة من سوريا تفيد عن وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف حزب الله داخل المدن السورية، وقد أصبح الحزب مربكا في الإعلان عن أسمائهم وتشييعهم في المناطق لئلا يثير المزيد من الضجيج المحلي والخارجي حوله. لذا كان لا بد من “تفجير على السريع” كي ينقذ الموقف!
وكما قال أحد البقاعيين أمس “انتظروا في الأيام المقبلة كم ستشيع القرى شهداء سقطوا في الإنفجار”!