(ورد صباح الخميس أن بين القتلى في الانفجار شخصان من بلدة سحمر من آل الخشن وعلاء الدين
)
*
البقاع – “الشفاف”
قتل عشرة من “الأخوة المجاهدين” على الاقل، في الانفجارات الضخمة التي هزت مستودعات تحت الارض في بلدة “النبي شيت” البقاعية تحتوي على ذخائر واسلحة حربية متوسطة وخفيفة.
الحزب والحرس الإيراني قرّروا القيام بعملية تفتيش مفاجئة للمستودعات..!
السبب، وببساطة، يرجع الى ان ثلاثة من “القادة المجاهدين” شعروا بافتضاح دورهم في سرقة أسلحة ومتفجرات من المستودعات وايصالها للجيش السوري الحر عن طريق النبي شيت – عرسال – القصير، أو النبي شيت – الحدود اللبنانية – السورية المشتركة وصولا الى منطقة الزبداني، فأقدموا على تفخيخ المستودعات وتفجيرها اخفاء لارتكاباتهم، بعدما بلغتهم معلومات عن نية “أمن الحزب” إجراء كشف طارىء، في غير موعده الدوري، على موجودات المستودعات.
وبحسب المعلومات القليلة المتوفرة، فان “المجاهدين الثلاثة” خططوا ونفذوا عملية احراق وتفجير المستودعات بطريقة احترافية عالية تبعد الشبهة عنهم، وتخفي اي اثر لاختفاء كميات الاسلحة المباعة. وهذا ما تاكد بنتيجة التفجير الضخم الذي اتى على كل شيء في منطقة المستودعات المخصصة اصلاً لاجراء المناورات العسكرية، وتدريب المجموعات الخاصة بما فيها مجموعات الحرس الثوري وفيلق القدس.
ضابط كبير في الشرطة اللبنانية أسرّ لـ”الشفاف” خلفيات التفجير الكبير في النبي شيت، وأكد علاقة هذا الحدث الاستثنائي، في لحظة استثنائية، في منطقة استثنائية، مجاورة تماما للحدود اللبنانية السورية بعمليات بيع اسلحة الى الداخل السوري. وجزم أن صفقات الاسلحة الخارجة من مستودعات “النبي شيت” ذهبت الى “الجيش السوري الحر”. وذكّر بعمليات مماثلة تورط فيها نجل الوكيل الشرعي للامام الخامنئي في لبنان “الشيخ محمد يزبك”.
وكشف عن حصول “مجاهدي المقاومة” على ملايين الدولارات من تجارتهم في الاسلحة المسروقة من مستودعات الحزب، وحدد نوعية البضاعة المسروقة وقيمتها.
تعرفة السلاح: الطلقة، والرشاش، والمدفع
اذ بيعت بندقية الكلاشنكوف بـ ٣٠٠٠ دولار, وقذيفة “بي ٧” بـ500 دولار، وقذيفة الهاون بـ١٠٠٠ دولار، والـ”بي كي سي” رشاش متوسط بـ ١٠٠٠٠ دولار , والقنبلة اليدوية الهجومية (رمانة) بـ500 دولار، وطلقة الرصاص لسلاح رشاش خفيف (كلاشنكوف، ام 16، الخ بـ ٣٠٠٠ ليرة , ومدفع هاون 60 ملم بـ ٢٥٠٠٠ دولار، الخ.
وبعدما اشار الى سرقة كميات كبيرة جدا من الانواع السابق ذكرها، لفت الى أن “الاخوة المجاهدين” في حزب الله حققوا ثروات كبيرة جدا لانهم سبق وافرغوا اجزاء كبيرة من “مستودعات المقاومة” في “القطراني” و”السريرة” و”بوداي”! واليوم، سرقوا الاسلحة الخفيفة والمتوسطة من مستودعات “النبي شيت”! وعندما افتضح امرهم، عمدوا الى تفجير المستودعات التي تضم قذائف مدفعية من اعيرة ثقيلة، وصواريخ “غراد”، وانواع كثيرة من المتفجرات.
من سرّب خبر “الكَبسة” المفاجئة على المستودعات؟
وردا على سؤال، لم يستبعد الضابط في الشرطة اللبنانية وجود تنسيق بين “الاخوة المجاهدين” واحد قياديي حزب الله الذي سرّب معلومات عن تحرك فريق تفتيش من حزب الله، بإشراف احد ضباط الحرس الثوري الايراني، للكشف على محتويات المستودعات بعدما تسرّبت معلومات عن “حركة تجارة الاسلحة” بين الاخوة المجاهدين والجيش السوري الحر!
ولكن كيف يُقرأ بيان العلاقات الاعلامية في الحزب والذي اشار الى انفجار في مستودع تجميع قذائف قديمة من مخلفات العدو الصهيوني واستشهاد ثلاثة “إخوة”؟
أجاب: “معزوفة قديمة، وعبارات الصهيونية والممانعة والمقاومة لم تعد تنطلي على احد. نحن امام فضيحة جديدة، وفاقعة، عن الفساد والتجارة داخل حزب الله وقيادته. وليتفضل حزب الله ويشرح موقفه امام المخابرات السورية التي سألته تكرارا عن نوعية اسلحة يستخدمها الجيش الحر في مقاتلته النظام السوري، سبق وارسلت من مستودعات الجيش السوري الى حزب الله في السنوات الخمس الماضية”.
وتابع: “أما بشأن اعتراف حزب الله بسقوط ثلاثة قتلى في الانفجار، نود منه التواضع وعدم استغباء الناس، لان التفجير أتى على مجموعة من المستودعات تحت الارض، وقتل فيها عشرة عناصر من حزب الله على الاقل وضابط او اكثر من الحرس الثوري الايراني! واعتقد ان ليس بمقدوره اخفاء اسماء القتلى خاصة وان نصفهم من البقاع الشمالي”!
*
من انفجار “روالبندي” في ١٩٨٨ إلى انفحار النبي شيت في ٢٠١٢
بعد انتهاء حرب أفغانستان الأولى، أصرّت “السي آي أي” الأميركية على الكشف على مستودعات “سلاح المساعدات الأميركية” التي كانت بحوزة الجيش الباكستاني! وحيث أن الباكستانيين كانوا قد “تصرّفوا” بالأسلحة الأميركية على هواهم، وحسب مصالح “جيوبهم”، فقد “صادف” أن وقع انفجار في “أوجيري” قرب “روالبندي” انتهى بتدمير المستودعات كلها، ونجم عنه، كذلك، “خسائر ثانوية” تمثّلت بمقتل ١٠٠ مدني وجرح بضع مئات من المدنيين الباكستانيين!
وقد اعتبرت حكومة باكستان في حينه أن الإنفجار وقع بالصدفة، ولكن الجنرال حميد غول أعد تقريراً لجهاز المخابرات المشترك خلص فيه إلى أن الإنفجار كان متعمداً لإخفاء “السرقات”. وقدّر السفير الأميركي في باكستان أن الإنفجار أدى لتدمير متفجرات بقيمة ١٢٥ مليون دولار.