البقاع – “الشفاف
صحت توقعات ومعلومات “الشفاف” بشأن فشل القوى الامنية اللبنانية في شلّ مجموعات الخطف المسلح في محافظة البقاع المتاخمة للحدود السورية.
فعملية اختطاف “علي احمد منصور” من “غزة”، ومطالبة خاطفيه بفدية قيمتها 16 مليون دولار , خفضت لاحقا الى 600 الف دولار (!) انتهت إلى ما اشتهى الخاطفون .اذ استطاع زعيم المجموعة، “مشهور صالح”، قيادة مفاوضات مباشرة مع “حسين” نجل “احمد”، ادت الى جر الاخير الى اتفاق نفّذ في منطقة “بريتال” حيث مقر العصابة العاملة في “مربّع امني” محمي وممسوك من قبل حزب الله وحركة “امل”.
وتفيد معلومات دقيقة لـ”الشفاف” عن تنفيذ “صالح” لخواتيم العملية وفق برنامج رسمه وطبقه بدقة، رغم الاجراءات الامنية للجيش اللبناني ومخابراته و”شعبة المعلومات” وغيرها من القوى الامنية. فقد تسلم الفدية البالغة 600 الف دولار عند مدخل قرية “بريتال”، اي على الطريق العام الذي يربط “زحلة” بـ”بعلبك”، ومن ثم اطلق سراح منصور الذي وصل قريته “غزة” في البقاع الجنوبي فجر الاثنين.
“عقل مخابراتي” و”فائض القوة” الشهير..!
ضابط في الشرطة اللبنانية يعتقد بوجود “عقل مخابراتي واعٍ” خلف صالح! فالمعلومات المتوفرة حول الاخير لا تؤشر الى خبرة وذكاء حادّين تمكناه من ادارة عملية اختطاف بمثل الدقة التي نفذت بها عملية منصور.
ويلفت الى تفاصيل دقيقة تؤكد صحة توقعاته، وترتبط بمعظمها بـ”فائض القوة” الذي تستشعره عصابات الخطف المنظم نتيجة الحماية الامنية المتوفرة لها من “قوى الامر الواقع” في “بعلبك” و”بريتال” وغيرهما!
وبالعودة الى “منصور” الذي أكد عدم دفعه اي فدية (!)، فان معلومات أمنية، بعضها مستقى من اقارب الاخير، تؤشر الى دفعه فدية تتجاوز الرقم المعلن عنه، وهو 600 الف دولار!
فالخاطفون يعرفون جيدا موقع “منصور” بين رجال الاعمال اللبنانيين المنتشرين في فنزويلا. ويعرفون قدرته المادية الهائلة بحكم علاقاته التجارية مع الرئيس الفنزويلي تشافيز. وبالتالي، فإن رحلته الى “بريتال” لم تكن نزهة، بل انها تخفي خلفها الكثير خاصة في الموضوع المادي.
وفي فشل القوى الامنية ايضا!
فالمخطوف الثاني، “باسم الميس”، أُفرِج عنه بطريقة ملتبسة جداً. اذ تركته المجموعة الخاطفة وحيدا في كسّارة قريبة من قريته، “مكسة”، حيث غادرها باتجاه منزله بعد مسيرٍ دام ساعات. وحول هذا الافراج، قالت مصادر امنية ان الخاطفين ايقنوا ان “الميس” لا يملك مالاً، وهذه حقيقة. وكشف ان القوى الامنية استطاعت تحديد هوية الخاطفين، وهي تعمل على ملاحقتهم.
وفي المحصلة، تعتبر ساحة “البقاع” ملعبا نموذجيا لعصابات الخطف المسلح والمنظم، وهي لن تكون بمنأى عن عمليات مماثلة في المقبل من الايام. فأصل المشكلة قائم، سواء في “المربعات الامنية” التابعة لـ”حزب الله”، والتي تشكل حاضنا رئيسيا لعصابات الخطف المسلح، او بالنسبة لبرنامج الفوضى الامنية المنظمة الذي وضعته وتديره مخابرات النظام السوري على الساحة اللبنانية.
وفي السياق نفسه، نفى وزير الداخلية مروان شربل ان يكون قد اعطى مهلة اسبوع لوقف عمليات الخطف، مشدداً على ان “التوافق السياسي هو اهم شيء لضبط السلاح ونزعه من متناول كل اللبنانيين”!
وكانت تقارير صحفية قد نقلت عن شربل اثر جلسة مجلس الوزراء الاسبوع الفائت، انه قال ان عمليات الخمطف ستنتهي كلها خلال اسبوع!
إقرأ أيضاً:
صديق “تشافيز”، المغترب “علي منصور”، من “غزّة” إلى “بريتال”.. مخطوفاً