البقاع- “الشفاف”
فشلت القوى الامنية في تحقيق تقدم يحررّ صديق الرئيس الفنزولي تشافيز، المغترب المليونير “علي أحمد منصور” (٧٣ سنة) من أيد خاطفيه الذين اقتادوه عنوة، وبقوة السلاح، من بلدته “غزة” في البقاع الجنوبي الى معقلهم المحصن بنفوذ حزب الله في بريتال. ويٌُقال أن الخاطفين طلبوا 15 مليون دولار للإفراج عنه نظراً لثراء “منصور” الذي يملك محلات تجارية ضخمة في فنزويلا تتعاطى الملابس والإلكترونيات وغيرها.
وتفيد معلومات أنه كان معه في سيارته حينما خُطَف متموّل آخر هو “الشيخ أحمد مجذوب“، الذي تُقّدّر ثروته ب،٥٠٠ مليون دولار، ولكنه نزل من سيارة “منصور” قبل دقيقتين من خطف “منصور”. وبعدها فرّ من البلاد خوفاً من محاولات خطف جديدة!
فالتطور الايجابي الاوحد اقتصر على توقيف ثلاثة متورطين من أبناء البلدة والمحيط استخدمتهم المجموعة المحترفة في مجالات الرصد والتقصي وضخ المعلومات وهم: “عبد المنعم فرحات” مصري الجنسية، والدته لبنانية، مقيم في غزة. والثاني أبو جخ من “غزة” ايضاً. والثالث من البدو المجنسين يتردد باستمرار على “غزة”.
وباستثناء ذلك، فأن المتابعة الامنية، والتي افضت الى تحديد مكان الخاطفين والمخطوف في منطقة “تل الابيض” في منطقة “بريتال”، لم تسمح حتى الساعة بتنفيذ عملية دهم لاستعادة المخطوف “منصور”، على غرار ما حصل في “واقعة” فؤاد داود، ابن زحلة الذي حررته القوى الامنية من خاطفيه من آل علاو بعد رفع الغطاء الحزب اللاوي عنهم.
“سيناريو” للتحرير
وفي هذا الاطار، اشارت مصادر امنية الى توصل القوى الامنية من مخابرات جيش وشعبة معلومات الى تحديد هوية ومكان الخاطفين نتيجة تحريات مكثفة بدأتها منذ اللخظة الاولى لاختطاف “منصور”. وقد أغنىت اعترافات الموقوفين الثلاثة التحقيقات والتحريات بشأنهم هوية المرتكبين كثيرا. الا ان العقبة الرئيسية تتمثل حتى اللحظة في ايجاد السيناريو المناسب من الناحية الامنية لتحريره. وهذا الامر لن يتم الا بعد توفير الغطاء السياسي المناسب ايضا لأي عملية امنية في “بريتال” لا يمكن ان تنفذ من دون موافقة “قوى الامر الواقع”، وفي طليعتها حزب الله، “صاحب المربع الامني” في “بريتال” وجوارها!
إحتيال على الطريقة “التشافيزية”!
وبانتظار التوصل الى “السيناريو التقليدي” في مثل هذه العمليات الجارية (!)، فان اختطاف “منصور” بلغت مفاعيله مجموعة واسعة من التجار الكبار الذي استفادوا من “الرفيق تشافيز”، رئيس فنزويلا، الذي ابتدع نظاما تجاريا يعرف بـالكاديفي”، وهو نظام يتيح للتجار انشاء شركات تجارية وهمية تستورد بضائع من الخارج الى فنزويلا على ان تسدد الدولة قيمة مضاعفة لقيمة البضائع وبالعملة الصعبة! فتصيب المنفعة التجار من جهتين: الاولى البضائع المستوردة المدعومة من تشافيز، والثانية من تسويقها بأسعار خيالية تفوق سعر المصدر والذي عادة ما يكون الصين!
النظام التشافيزي المذكور، والذي اهتدى اليه مئات اللبنانيين وبخاصة في البقاع الغربي، اصاب هؤلاء بثراءٍ فاحش وغير تقليدي وبسرعة قياسية! حتى ان بعضهم، ومنهم “منصور”، تلامس ثروته المليار. ويحكى ان ابنته “مريم منصور” ابتاعت آلاف الدونمات من الاراضي في البقاع وبيروت والجنوب وباسعار فاقت السعر الرائج بعشرات الاضعاف! ويحكى انها وضعت وديعة في مصرف لبنان بقيمة 600 مليون دولار، في لحظة كانت الانظار مسلطة على هذه المجموعة!
وقد استفاد هؤلاء التجار “المغتربون” من علاقاتهم مع المخابرات السورية في تسهيل اعمالهم في لبنان وفنزويلا قبل خروج الاحتلال السوري من لبنان. ويقال ان هذه العلاقة لم تنقطع.
وفي واقعة سابقة، تابع الانتربول الدولي تجار “الكاديفي” في البقاع، و قدمت مجموعة من عناصره الى لبنان، وزارت “غزة”، وبالتحديد منزل “منصور” واجرت تحقيقات واسعة شملت موضوع “غسيل الأموال”! من دون معرفة النتائج التي افضت اليها مهمتهم!