يا شعب لبنان العظيم، إليكم بشرى الجنرال “الإختبارية” لذكاء حزب الله، “فإن كان حزب الله ذكيّاً، يبدأ معهم، فإمّا أن يسقطوا معاً وإمّاً أن يربحوا معاً. بأيّ صفة وبأيّ حقّ تعلن إسرائيل إنّها تريد أن تضرب إيران؟”. بهذه الطريقة التبسيطية بدأ يسّوق العماد ميشال عون للمشروع الإيراني في لبنان تبريراً لأي عمل عسكري يقوم به حزب الله دفاعاً عن إيران و”سوريا الأسد”.
ماذا نقول، نِعْمَ التفاهم أم بئس التحالف، هل هذا ما بشّرتَنا به جنرال، عشيّة لقاء 6 شباط 2006 يوم أخبرتَنا أن هذا “التفاهم” هدفه الأول “لبننة حزب الله” وتخّليه عن مقولته الشهيرة “زحفاً زحفاً نحو القدس” و “يا قدسُ نحن قادمون”، ألم يكن الهدف الأساس من “التفاهم المبارك” تطويق حزب الله إيجابياً عبر طمأنته بوجود فريق أساسي سيادي إلى جانبه لكبح جموحه والحدّ من إرتباطاته الخارجية والتذكير بلبنانيّته أولاً بعيداً عن إلتصاقه بالمحوّر “السوريّ الإيرانيّ”؟
نعم، هذا ما قاله لنا العماد عون، هذه الأفكار التي حملناها من شاشة إلى أخرى ومن صحيفة إلى أخرى ومن موقع إلكتروني إلى أخر ومن بلدة إلى أخرى ومن صالون سياسيّ إلى صالون أخر ومن مطران إلى أخر ومن كاهن إلى أخر ومن شيخ جليل إلى أخر ومن بيت إلى أخر ومن دسكرة إلى أخرى ومن متردد إلى أخر… لنكتشف رويداً رويداً ويوماً بعد يوم وإستحقاقاً بعد إستحقاق وثلثاء بعد ثلثاء بأننا لم نكن سوى “كومبارس” في مسرحيّة هزلية وشهود زور في مشروع مُدمِّر، كم كنّا مغشوشين!!!
بئس التفاهم الذي لم يُعد معتقلاً من السجون السوريّة، بئس التفاهم الذي لم يُعيد لاجئاً لبنانياً من إسرائيل، بئس التفاهم الذي لم يُنفّذ منه شيء على الإطلاق، فبدأ في مرحلته الأولى “ورقة عمل” مشتركة بين طرفين أساسييّن قبل أن يتحّول في المرحلة الثانية إلى تحالف_غطاء مسيحيّ إستفاد منه حزب الله لتغطيّة مشروعه الكبير_القديم_الجديد للتمدد تحت الشمسيّة البرتقاليّة إلى حيث حَلِم منذ نشأته، هذا التحالف الذي شرعن أحقيّة إستعمال السلاح إلى ما لا نهاية وفي كلّ المدن والأزقة والدساكر، وبفضل البروباغاندا القاتلة، بات النصف المسيحيّ المؤمن بلبنان السيّد الحرّ المستقل أداةً طيّعة لمشروع غير لبناني وغير عربي ولا يمتّ للسيادة بِصِلة، لتأتي المرحلة الثالثة التي تُغطي مساندة إيران وسوريا في أيّ حرب مُحتملة مع إسرائيل. في حين يتبيّن أن حرب تموز 2006 التي خاضها حزب الله بالوكالة عن سوريا وإيران فكان لبنان ساحة مستباحة للدمار والقتل بينما عمّ الهدوء على “جبهة” الجولان وحلّ الأنس في إيران المُتفرجة من بعيد، فأين كان الذكاء السوريّ الإيرانيّ الذي يُريده العماد عون لحزب الله.
هل كان يحلم حزب الله المرتبط عضوياً وعقائدياً وإيمانياً بولاية الفقيه أن يصير له كهنة وأديّرة ورهبان، يُدافعون عن إرتباطه المحوّري عن قصد أو عن غير قصد كرمى لعيون جنرال نيرونيّ أعمت السلطة بصيرته حتى لو إحترقت البلاد والعباد؟ قطعاً لا… فيا حزب الله: لقد أخطأتم كثيراً بحق الجنرال، هو أعطاكم كلّ ما عنده، أمّا أنتم، فإستكترتم التنازل عن مركز المدير العام للأمن العام الذي سبق له أن وعد الشعب العظيم بإسترداده.
بئس المصير، يوم راهنّا على لبننة حزب الله على أيادي العماد عون لنكتشف أن ليالي الأحلام الوردية والحنين للعودة إلى “بيت الشعب” كانت كفيلة بــ”أيرنة” جنرال بات لا يخجل بأن يكون جندياً في مشروع إيران في المنطقة، ولا يُمانع من جرّ لبنان إلى حرب مع إسرائيل في حال قررت ضرب النووي في إيران غيرَ إبهٍ بالتداعيات والكوارث المحتملة، كلّ ذلك على حساب ما كان يقوله لنا وعبرنا كما في السرّ كذلك في العلن. الكارثة أنه على الصعيد الشخصيّ لم يخسر إلّا مصداقيته وتاريخه، أمّا نحن، فحوّل بعضنا إلى دمىً تصفّق طرباً على ضريح المشروع السياديّ التاريخيّ للتيار الوطني الحرّ…
فيا دولة الجنرال الأسبق: “قسماً بأرواح شهداء 13 تشرين، قسماً بالمعتقلين الأبطال في السجون الأسديّة الذين بعتَ قضيّتهم في سوق الحميديّة وقسماً بربّ السماء، سننتفض كطائر الفينيق مهما حاولت دفن قيّمنا وثوابتنا وتاريخنا والمبادىء، تحت الرماد”.
باقة من مواقف العماد عون السابقة
بتاريخ 10 نيسان 1995 إنتقد العماد عون في حديث أوردته صحيفة النهار، “إرتكاب رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين خطأ مزدوجاً. أوّلا بتفاوضه مع سوريا وإهماله لبنان، وثانياً بتأكيده أنّ إيران هي التي تدرّب عناصر حزب الله”. وأضاف: حزب الله “هو من صُنع سوريا، فهي تدرّب مقاتليه وتمدّهم بالأسلحة”.
بتاريخ 16 نيسان 1996، أوردت صحيفة النهار بياناً صادراً عن التجمّع من أجل لبنان (التابع للعماد عون) يؤكّد خلاله أنّ حزب الله “يعمل ضد مصالح لبنان نتيجة خضوعه لإيران وسوريا”. بعدها، كتب الجنرال عون مقالاً في صحيفة لوموند الفرنسيّة، نشرته صحيفة النهار بتاريخ 25 نيسان 1996 قال فيه: “إنّ الجميع يعلم، أنّ سوريا تقدّم السّلاح والذخيرة إلى حزب الله الذي يتحدّى كلّ يوم سلطة الدولة ويشكل نوعاً من الإحتلال الأجنبي”، معتبراً أنّ “النظريّة التي تدّعي أنّ هذه الميليشيا تركّز مقاومتها ضدّ الإحتلال، مرفوضة”.
وتابع قائلا: “في الحقيقة، إنّ سوريا من خلال رعايتها حزب الله، ترمي الى تحقيق ثلاثة أهداف: تدعيم تحالفها مع إيران عبر توفير رأس جسر لها على ساحل المتوسّط للضّغط على إسرائيل في المفاوضات الحاليّة والإبقاء على جوٍّ غير مستقرّ في لبنان، في شكل يبرِّر في نظر العالم إحتلالها بلد الأرز”. ثمّ توقف عند “دَور سوريا الذي يُشعل الصراعات من أجل توكيله مهمة إطفائها”. وسأل: “هل تتلقى سوريا ثمناً غالياً للسّيطرة على حزب الله؟ وهل تُعطى تحت ستار ضمان أمن حدود إسرائيل الشماليّة شيكاً على بياض للإبقاء على إحتلالها للبنان؟”.
بتاريخ 18 آب 1997، صدر بيان عبر وكالة الأنباء المركزيّة أوردته صحيفة النّهار، حَمَلَ فيه عون على تفاهم نيسان الذي أقرَّ بعد عمليّة عناقيد الغضب، واعتبر أنّه “يبيح لإسرائيل حرمة اللبنانيّين”، وسأل: “كيف تفاوض المقاومة عدوّها وتقبل بشروطه فتصبح مقاومة بالتراضي، كما أنّها تعطيه أمنًا كاملا على أراضيه وتجعل من أراضيها جهنّم كاملة؟”.
بتاريخ 2 حزيران 2000، بموضوع اللبنانيّين اللاجئين إلى إسرائيل قال العماد عون: “لماذا خافت النّساء وهربت الأمّهات مع أطفالهنَّ إلى المخيّمات الإسرائيليَّة؟ أليس الذي حدث هو نتيجة خطابات بَقرْ البطون في الأسِرَّة؟
في 6 شباط 2001، وضمن محاضرة بعنوان “عشر سنين من السّلام ولا سلام” ألقاها الجنرال عون في مدينة ليون الفرنسيّة في مكتب التجمُّع من أجل لبنان في منطقة الرّون آلب، نقلتها صحيفة النهار، أكد أنّ “سوريا تتحكم بورقة المقاومة في الجنوب اللبناني”.
في كلمة للطلاب في حرم كلية العلوم الإنسانيّة في الأشرفيّة بتاريخ 27 شباط 2002، نشرتها صحيفة النهار جدّد الجنرال عون دعوة حزب الله الى “أن يصفّي وضعه العسكري وينضمّ إلى الحظيرة السياسيّة اللبنانيّة، لأنّني لا أعرف ماذا يفعل الآن وهو يؤدّي حالياً دور الجيش وهذا غير مقبول”.
وتابع يقول: “حزب الله كيان مستقلّ ضمن الكيان اللبناني. فهو يشتغل سياسة والدولة تلحق به. فالمقاومة تكون على الأرض المحتلة، وليس على الأرض المحرّرة. إنّ حزب الله يؤدّي دور الجيش، وهو ينشئ جيشاً بديلاً حالياً”.
كما اعتبر العماد عون، أنّ حزب الله، “يرفع سعر سوريا في لبنان، لا أكثر ولا أقلّ”، متسائلا الى أين امتداده؟ ومع من؟ وما دور المقاومة؟”. وقال: “أعرف ما قام به خارج إطار الشّرائع والإتفاقات الدوليّة، ولا أحد يدافع عنه، لأنّ أعمالا نُسبت إليه، تنطبق عليها مواصفات الإرهاب”.
وأضاف قائلا للطلاب بحسب جريدة النهار: “بعد تحرير الجنوب، على حزب الله أن يصفّي وضعه العسكري وينضمّ الى الحظيرة السياسيّة اللبنانيّة، لأنّني لا أعرف ماذا يفعل الآن.”
وفي مقابلة على محطة “أم تي في” بتاريخ 9 نيسان 2002، “وصف العماد عون عمليات المقاومة في الجنوب بالإنتحاريّة ولم يعترف بفضل المقاومة بتحرير الجنوب، بل قال أنّه كان هناك قرارٌ دوليٌّ والمقاومة أطالت أمد الإحتلال، وفي المقابلة ذاتها وردّاً على سؤال حول مطالبته الدائمة بنزع سلاح حزب الله قال حرفيّاً: “ألم تسمع الخطابات التي هدّدتنا بالحرب الأهليّة في حال مطالبتنا بالإنسحاب السّوري؟ حزب الله هو الذي هدّد ومن غيره يملك السّلاح؟ قال أنّنا نريد أن نقوم بكوسوفو ثانية وأنّه سيتصدّى لهذا الأمر، وأنّه في الخطّ الأمامي في الدفاع عن سوريا، وهذا ورد في صحيفة السّياسة الكويتيّة وعلى لسان السّيد حسن نصرالله، وكأنّه يتهمنا أو يهدّدنا بالحرب الأهليّة إذا طالبنا بالإنسحاب السّوري من لبنان، لماذا لا يعترف لي بحقّ الإختلاف؟ ولماذا حزب الله هو خطّ الدّفاع عن سوريا في لبنان”؟
وحول موضوع مزارع شبعا قال عون: قضيّة مزارع شبعا كذبة، وأنا مسؤول عمّا أقول. لا يمكننا تعديل الخريطة على مزاجنا. مزارع شبعا ليست لبنانيّة”.
في 10 نيسان 2002 وعبر صحيفة النهار، هاجم العماد عون موقف سوريا وحزب الله من الصّراع الفلسطيني الإسرائيلي وتطرّفهما إزاءه والذي هو “نتيجة إمّا موقف طائش، أو موقف متواطئ مع إسرائيل لتحرير قدرتها التدميريّة وتحليل استخدامها”. ورفض فتح جبهة لبنان، داعيًا الى “إقفال الحدود أمام أيّ عمليّات عسكريّة ضدّ إسرائيل”، وقال: “جبهة لبنان لم تقفل ولا تزال مفتوحة، والحدود مع سوريا وإسرائيل ليست مقفلة ولاجيشاً لبنانيّاً منتشراً عليها”. وأضاف: “ثمّة إثنان ظاهران في هذا الإتجاه، سوريا وحزب الله اللذان يضغطان على الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية من أجل توجيههما في إتجاه معيّن ومن الخطأ إنشاء أجواء عام 1967”.
كما عارض عون خطاب حزب الله وسوريا “الذي يحلل قتل المجتمع الإسرائيلي”. ورأى “أنّ التصعيد العسكري لا ينفع وخصوصاً في ميزان قوى خاضع للضوابط العالميّة وليس لقوّة ذاتيّة عربيّة تتوازن مع إسرائيل”. وأضاف: “إنّ من كانت لديهم تجربة الحروب مع إسرائيل أظهروا حكمة في هذا الشأن ومن لم تكن لديهم الخبرة يظهرون حماسة للحرب، ومنهم حزب الله والرّئيس السّوري بشار الأسد”.
وفي حديث إلى محطة “أمّ تي في” من مقرّ إقامته في باريس بتاريخ 10 نيسان 2002، ونقلت صحيفة اللواء بعض ما جاء فيه، طالب عون بجدولة الإنسحاب السّوري واتهم المقاومة بإطالة أمد الإحتلال وبأنّها أودَت بالإقتصاد اللبناني. “نعم المقاومة أطالت أمد الإحتلال، صحيح. لا بل أكثر من ذلك. فقد أقامت إحتفالاً جماهيريّاً ضخماً، لشكر سوريا… فيما كانت قوى الحرّية والسّيادة والإستقلال تنادي بخروج هذا الجيش من لبنان وجمهور “التيّار الوطني الحرّ” كان في صلب هذه القوى” وهذا ما تكرر في الثامن من آذار 2005.
في 18 كانون الثاني 2003، نقلت صحيفة النهار عن العماد عون قوله: “أنّ ثمّة قراراً بأن يزول حزب الله المسلح بلا أيّ ثمن، أنّه سيزول بلا أيّ صفقة”. وفي 3 أيّار 2003 نشرت صحيفة الديار تصريحاً لعون اعتبر فيه أنّ حزب الله هو شأن لبناني “ويجب أن يعرف أين حدوده وألا يتجاوزها”.
في لقاء مع طلاب المدارس في التيّار الوطني الحرّ خلال مؤتمرهم السّنوي الثالث بتاريخ 5 نيسان 2003، ورداً على سؤال من أحد الطلاب حول اعتبار الولايات المتحدة الأميركيّة حزب الله منظمّة إرهابيّة، قال عون: “لقد سبق ودعوته إلى حلّ ولست مستعدًّا أن أتحمّل نتائج السّياسة التي يتّبعها وارتباطاته الخارجيّة، لقد نصحتهم بأن يتخلوا عن عملهم العسكري، وأن يعودوا حزباً سياسيّاً فنهنئهم عندها على تحرير الأرض اللبنانيّة. ولكن عندما يريد أن يجنح خارج الإطار اللبناني لأهداف أخرى، فلا يمكننا أن نتحمّل نتائج سياسته. ثمَّ أنا لا أستطيع أن أحاوره وهو يحمل البندقيّة، فليضع البندقيّة جانباً عندها نجلس معاً ونتحاور…
بشارة خيرالله – كاتب وناشط سياسي
عضو لجنة الإعلام السابق في التيار الوطني الحرّ
Twitter: @bechara_kh
لبننة حزب الله أم أيرنة ميشال عون؟
ما من تبرير لانقلاب عون ١٨٠ درجه الا انه قبض.
لبننة حزب الله أم أيرنة ميشال عون؟
The Writer is wasting His Breath. He is trying to bring to Life a Dead Person. Actually this Aoun was SICK with SPLIT PERSONALITY. Aoun was Ungrateful and Betrayal to those supported the Political Path of Tayyar, when he tied it up to Hezbollah’s Boat.
khaled-democracytheway