رمضان في المناطق الشيعية هذا العام كان غريبا عن أي رمضان مرّ على الطائفة من قبل!
وليس القصد من وراء ذلك شدة الحر وعدد ساعات الصيام المرتفع، فذلك طاول المسلمين الصائمين دون استثناء. وليس المقصود أيضا الغلاء، فغالبية الطائفة الكريمة تعيش في بحبوحة إقتصادية إستنادا إلى كرم مصادر ثرائها “النظيف”! كما يستثنى أيضا الإفطارات الرمضانية الضخمة التي تنظمها عادة أحزاب الطائفة ومرجعياتها وشخصياتها، وفي هذا المجال يسجل لأحد المطاعم في منطقة جنوبية أنه نظم وحده ثلاثين إفطارا جهويا هذا الشهر!
ما سبق من وقائع ومظاهر تتكرر سنويا في رمضان أصبح في عداد المسلمات. لكن ما هو غير مسلّم به، ويُخشى الإستسلام له، هو المحو الممنهج للعادات الرمضانية الشعبية، والانقلاب في طريقة تأدية العبادت.
“المسحّراتي” غير مرغوب به!
فرمضان هذا العام شهد على خروج الطائفة الشيعية في أغلب المناطق اللبنانية نهائيا من دائرة التشابه والتواصل مع مسلمي العالم، في ما يتعلق بإحياء العادات الرمضانية، دفعا إلى المزيد من “التمايز” المبرمج حضورا وطقوسا وممارسات! وكذلك الإختلاف المصنطع على قاعدة “خالفوا تُعرَفوا”! فاختفت من هذه المناطق مثلا شخصية المسحراتي” التراثية، رغم أنها وصلت إلينا بشكلها المعروف من مصر الفاطمية، وحل مكانها مواكب سيارة تجوب” الأحياء والشوارع في الأسحار، وتوقظ الناس على وقع الأناشيد الدينية الحزبية.
أما في العبادات، فمن المتعارف عليه مواظبة مؤمني الطائفة على قراءة دعاء الإفتتاح كل ليلة رمضانية بعد الإفطار، في المساجد والحسينيات، حيث يرددون بطريقة جماعية خلف القارئ “اللهم إني أفتتح الثناء بحمدك” إلى آخر الدعاء. ظل الدعاء محافظا على موعده، ولم تتغير كلماته بالطبع، كذلك لم يتراجع عدد الداعين بل ربما ازداد، أو أنه ازداد فعلا بسبب المشاركة النسائية الكثيفة، مع العلم أن خروج النساء ليلا إلى دور العبادة يُضاف إلى جملة العادات الدخلية على البيئة الشيعية، لكن للضرورة أحكامها، فكيف إذا كانت سياسية! أو إذا كانت تلبية لدعوات الهيئات النسائية في حزب الله التي وظفت “الأخوات” منذ بداية الشهر الكريم، في التجوال على ربات المنازل لإقناعهن بضرورة المشاركة في إحياء شعائر رمضان في دور العبادة باعتبار ذلك تكليفا شرعيا وليس خيارا فرديا.
“دعاء الإفتتاح”: اللهجة الإيرانية أقرب إلى الله!
من ضمن ما شهدته عادات وعبادات رمضان هذا العام من تبدل أيضا، طريقة قراءة دعاء الإفتتاح، حيث ابتكر القارئون أسلوبا جديدا لتلاوته، أو استنسخوه عن قارئي الدعاء في الجمهورية الإسلامية، فارتأوا قراءته باللهجة الفارسية أو كما ينطق الإيرانيون العربية، وأخذوا يفخمون الألف ويضخمون الجيم ويلفظون الحاء هاء والعين ألفا، كأن اللغة العربية لا طريق لها نحو السماء رغم “إنا أنزلناه بلسان عربي قويم” ، أو كأن اللهجة المتفرسنة أقرب إلى الله من اللهجة اللبنانية.
والأهم من ذلك كله أن ميكروفونات المساجد والحسينيات في المدن والبلدات الشيعية كافة سجلت رقما قياسيا في ارتفاع مستوى أصواتها، كما عمدت بعض البلديات التابعة لحزب الله إلى تثبيت ميكروفونات إضافية فوق المباني العالية في عدد من المناطق، لتضمن وصول الأدعية والعظات الدينية الموجهة إلى كل بيت وقلب وعقل…
طهران لا تحب المآذن!
وللمفارقة أخبرني صديق زار مؤخرا العاصمة الإيرانية طهران للمشاركة في حدث رياضي آسيوي، أنه لم يسمع خلال إقامته القصيرة فيها صوت أذان، رغم اكتظاظها بالمساجد! وكم تعاظمت دهشته حين علم أن بلدية طهران تنظم دوريات للتأكد من مستوى صوت الميكروفونات في المساجد بما يضمن عدم إزعاج الأهالي وإقلاق سكينتهم خاصة عند الفجر، أو في المناسبات الدينية، كليالي الجمعة وعاشوراء وأعمال شهر رمضان.
في المقابل تحوّل إحياء الشعائر الدينية والمناسبات المذهبية في المناطق الشيعية تدريجياً بعد “الصحوة الدينية” التي اجتاحت المجتمع الشيعي وتمددت فيه، تجاوبا مع انتصار الثورة الاسلامية في إيران، إلى قصاصٍ يومي لمن يعيش في البيئة الشيعية عامة ومن يسكن في محيط المساجد والحسينيات خاصةً، قصاص على مستوى الراحة الفردية وعلى مستوى حرية الرأي.
فاحتلت أصوات ومعتقدات المؤذنين وقارئي الأدعية والمجالس الحسينية المسيَّسة، كل المساحات العامة والخاصة والفضاءات الفكرية والوجدانية للعقل الشيعي، ووجد المجتمع الشيعي نفسه منساقاً، رغما عنه، إلى التخلي عن إرثه الديني التاريخي، رغم أنه ظل حتى وقت ليس بعيداًُ، والتاريخ يشهد، مصنعا للقيم الحضارية، وملتقى لتبادل التثاقف الإجتماعي والإنفتاح الوطني، بهدوء وروية، في ما يتناسب وروحية الدين، وفضاءئه القيمي الإنساني، وجنح نحو تغليب الممارسات الطقوسية والسلوكيات الشكلانية للشعائر الدينية، على المعاني والقيم الإنسانية والإجتماعية الجامعة التي ينادي بها الدين.
رمضان “الضاحية”: “المسحّراتي” اختفى و”دعاء الإفتتاح” باللهجة الإيرانية!الكل اصبح يعلم ان النظام الايراني الفارسي الصفوي الحاقد الخبيث يساعد الطواغيت والديكتاتوريين وينشر الميليشيات الطائفية الارهابية في العالم ومثال على ذلك اسعمار العراق ولبنان وتقديم الدعم اللامتناهي لرئيس الشبيحة بشار الاسد السفاح ونظامه المدمر للشعب السوري وللجوار وان النظام الايراني الطائفي العرقي يتدخل في دول الجوار وبدول العالم على شكل ميليشيات ارهابية طائفية وحسينيات كاوكار تجسسس ويضع في داخلها قبور وهمية كعتبات لال البيت وذلك لاستعمار البلد لاحقا والنظام الايراني المارق يستخدم شعار المقاومة والممانعة المزيف وايضا ال البيت لرش الرماد على العيون ومنه فانه خطر على الانسانية وهو اخطر من الصهيونية… قراءة المزيد ..