البقاع – خاص بـ”الشفاف”
عرفت مناطق بقاعية خاضعة لنفوذ حزب الله يوم امس الجمعة، واليوم السبت، ثلاث عمليات خطف لاشخاص من جنسيات مختلفة، قيل ان منفذيها طالبوا بمبالغ مالية كشرط للافراج عن “ضيوفهم”.
هذا من حيث الشكل. اما من حيث المضمون، على ما سربت جهات أمنية لبنانية لـ”الشفاف”، فأن فشل حزب الله والمخابرات السورية بتعميم الفوضى عبر الجناح العسكري المزعوم لـ”عشيرة آل المقداد”، دفعهم الى العودة الى برنامج الخطف المنظّم تحت عناوين متنوعة ومنها الخطف لقاء المال.
رحيل الأجانب والعرب أثّر على “بنك أهداف” الحزب؟
ويبدو، تتابع الجهات الامنية، ان موجة الرعب التي احدثتها خطة تعميم الفوضى عبر “عشيرة آل المقداد”- بعد فشل مسلسل التفجير بقيادة مستشار الرئيس السوري بشار الاسد الوزير السابق ميشال سماحة وضابط المخابرات السوري علي مملوك- دفع بالمتمولين اللبنانين، وما تبقى من السائحين العرب والاجانب، الى اخذ الحيطة والحذر في تنقلاتهم، الامر الذي انعكس سلبا على “بنك اهداف” مجموعات الخطف الممسوكة بقبضة حديدية من حزب الله.
لذلك، اضافت الجهات الامنية، تحوّلت المجموعات الارهابية المتخصصة بعمليات الخطف الى تطبيق البرنامج المكلفة به “بما تيسّر” ومن “حواضر البيت”، اي عبر اختطاف اشخاص يقيمون في مناطق نفوذ حزب الله! حتى ان بعض الضحايا لا يخفون تعاطفهم مع الحزب!!
محمد حسن صبرا “شيعي فرنسي”!
وليس بعيدا من هذا التوصيف عملية اختطاف محمد حسن صبرا صباح امس من سوق الخضر في بلدة “الفرزل” ومطالبة الخاطفين بفدية مالية قيمتها 400 الف دولار (دولار امريكي بالطبع، فـ”الشباب” يعشقون العملة الخضراء). و”صبرا” المنتمي بحكم الولادة الى الطائفة الشيعية، هو من السكان التاريخيين لبلدة “النبي ايلا” شرق زحلة، وجار المدير العام الاسبق للامن العام اللواء جميل السيد، وحاصل على الجنسية الفرنسية!
تهديد بالعودة إلى “خطف الأجانب”!
ويبدو ان حزب الله اراد وبشكل ملتوٍ، وعلى الطريقة عينها التي اتبعها عبر المجلس العسكري المزعوم لعشيرة ال المقداد رسالة “إلى من يهمه الامر”! رسالة ذات حدين: الاولى، تهديد بامكانية توسيع وتعميم استهداف الرعايا الاجانب! والثانية، التدخل اذا ما طلب منه للافراج عن المختطفين، والتبرع بوضع حد لمثل هذه العمليات.
الكويت “عصام الحوطي”: وضعه المادي متواضع جداً وتحت خط الوسط!
ولا تخرج عملية اختطاف المواطن الكويتي اليوم عصام الحوطي – 52 سنة – عن السيناريو نفسه. فـ”الحوطي” “مقيم منذ ٤ سنوات في منطقة “حوش الغنم” قرب بلدة “علي النهري”. وهو دائم التنقل بين منزله في “حوش الغنم المجاور لمنزل ريفي للوزير السابق محسن دلول وبلدة “طليا” حيث منزل اهل زوجه “فوزية عرفات”. وينقل اهالي “علي النهري” و”حوش الغنم” ان الوضع المادي للحوطي “متواضع جدا، وتحت خط الوسط”، ما يفضح يافطة الخطف لقاء المال، ويؤكد وجود “هدف ما” وراء موجة الخطف الاخيرة في البقاع. مع العلم ان منطقة “علي النهري” ممسوكة بقوة من حزب الله وامنه، وليست بعيدة عن اكبر ثجمع عسكرية للجيش اللبناني في “رياق” و”أبلح” الملاصقة لـ”الفرزل” و”حوش الغنم”.
“المشهداني” ليس بعيداً عن “حزب الله”…!
سبق عمليتي “صبرا” و”الحوطي” اختطافُ شخص من التابعية السورية من ال “المشهداني”.
العملية تمت في منطقة بعلبك. يقول الاهالي هناك ان “المشهداني”، الذي افرج عنه اليوم، ليس بعيدا عن اجواء حزب الله! حتى ان عملية الافراج عنه حملت اكثر من علامة استفهام، اذ انها تمت تحت ستار “سيناريو غير مقنع” اذ ما سلمنا ان الخاطفين يريدون المال. فالمخطوف “يحتاج اصلاً الى من يعيله”! لكن، يقول مرجع امني بقاعي: “يبدو ان الاستغلال الامني للموضوع حقق اهدافه لفترة زمنية محددة، واستُعيضَ عنه بمخطوفين جديدين كي تبقى الحالة مقيمة!
ويختم المرجع الامني: “لن تقف عمليات الخطف عند هذ الحد! أتوقع انها الى تصاعد، خاصةً وان “بنك اهداف” حزب الله عبر المجموعات المنظمة لا ينضب على مستوى الساحة اللبنانية، فكيف اذا ما كان بعض “رصيده” متواجداً في المناطق الخاضعة لنفوذه؟