البقاع – “الشفّاف”
أسَر مستشار احدى الشخصيات اللبنانية الموالية للنظام السوري الى مقربين منه “انتفاء أي تأثير على قواعد الضبط والربط السياسية والامنية بين حلفاء النظام في لبنان ومرجعيتهم السورية في ضوء التشكيلات الامنية التي اعقبت مقتل مجموعة ما عرف بـ”خلية الازمة” جراء التفجير الذي استهدف مقرها في العاصمة السورية الشهر الماضي”.
ونقل تأكيدات سمعها من مرؤوسه، ولمسها خلال زياراته الدورية الى العاصمة السورية، بأن اللواء محمد ناصيف – “ابو وائل” – المستشار الامني الاول للرئيس السوري بشار الاسد، كان وما زال مكلفاً متابعة الملف اللبناني بجوانبه كافة، ويمنع على أي شخصية سياسية أو امنية تابعة للنظام البعثي التدخل في أي تفصيل مهما كان صغيرا.
ويستشهد بانضباط حزب الله وقوى 8 اذار لجهة التقيد بتعليمات “ابو وائل” رغم الانهيار المتواصل لنظام آل الاسد، ورغم الخسائر الفادحة التي يتكبدها النظام الاسدي، معطوفة على اتساع رقعة الانشقاقات في المؤسستين العسكرية والسياسية وآخرها أنشقاق رئيس مجلس الوزراء وبعض اعضاء حكومته.
أعضاء “خلية” الأزمة: “اختفوا” ولم “يُقتلوا”!
وتقاطعت معلومات المستشار الجهبذ – الذي يفضل استخدام مفردة “اختفاء” بدلاً من “مقتل” اعضاء خلية الازمة، لان احداً لم ير جثثهم حسب زعمه! موحياً بأنهم “على قيد الحياة” يتابعون التصدي لـ”المؤامرة” في ظروف مريحة جدا – تقاطعت معلوماته – مع شروحات مصدر أمني لبناني متابع تقول بـ”هيكلية دوائر” منبثقة من مكتب “ابو وائل”، حيث تضطلع كل دائرة بمهام أمنية محددة على الساحة اللبنانية. وبموازاته: دوائر مماثلة تتابع التطورات السياسية اللبنانية ودراسة الملفات على اختلافها عائلية كانت ام عرقية، أم مذهبية.. الخ.
ويلفت المصدر الى ان وقت “ابو وائل” لا يتسع لاستقبال الكم الهائل من المتعاملين مع نظام آل الاسد.
العملاء “الشخصيات”: نصرالله وعون والفرزلي والسكاف وحتى.. حردان!
لذلك، تقتصر لقاءاته على شخصيات من وزن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، والجنرال عون، و”الخليلين” (“الإلهي” و”المحروم”!)، ونائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، والوزراء السابقين ايلي السكاف وعبد الرحيم مراد و وئام وهاب، والوزير الحالي اسعد حردان، حيث يتلقون التعليمات بشأن الملفات كافة وتنفيذ المطلوب منهم بما يخدم تطورات الازمة السورية، سياسيا وامنياً.
ولان تسارع التطورات السورية التهم الكثير من وقت “ابو وائل”، فإن “صغار المخبرين”، اي “الصف الثاني من عملاء النظام السوري”، يطبقون برنامج زيارات دورياً، كل الى دائرته المحددة مسبقا ضمن الهيكلية المركبة لمساعدة المستشار الامني للرئيس السوري. وعادة ما يتولى ادارة الدائرة ضابط برتبة عميد او عقيد يتسلم التقارير الامنية والسياسية من العملاء، ومن ثم يعمل على مطابقتها مع تقارير واردة من اجهزة امنية لبنانية رسمية وحزبية، وتجرى غربلتها ورفعها الى “ابو وائل” لاتخاذ القرار المناسب بشأنها، بعد دراستها برقيا مع خلية أزمة جيدة محيطة بالرئيس السوري.
وتؤكد المصادر الامنية انتهاء مرحلة ما عرف بـ”زيارة العملاء الى المقرات الامنية في ريف دمشق”!
فهذا الريف المنتفض، ومعه هذه الايام العديد من الاحياء الدمشقية، عرقل جذريا خريطة “كتّاب التقارير” من سياسين وأمنيين لبنانيين متعاملين، وفرض تعديلات غير عادية على ما تبقى من الهرم الامني البعثي، السابق والمستحدث! وعلى الرغم من ذلك، فان الضباط المحيطين بابو وائل يستعينون كثيرا بمجموعة من قادة المخابرات العسكرية والامن القومي الذين عملوا في لبنان ومنهم على سبيل المثال “علي دياب” و”مصطفى” و”احمد جمعة”.
وتشير المصادر الى شبكة امنية سورية معقدة تدير العلاقة مع المتعاملين اللبنانيين، بحيث يزور “المتعامِل” اكثر من دائرة امنية للادلاء بما عنده، حتى أن الخيوط المنصوبة بين ما عرف سابقا برئيس “جهاز الامن والاستطلاع في لبنان”، اللواء رستم غزالة، وشخصيات الصفين الاول والثاني من المتعاملين اللبنانيين، تُتابَع من قبل مكتب غزالة لصالح دوائر “ابو وائل”، مع احتفاظه ببعض خصوصية لها علاقة بارتكاباته الامنية والمالية زمن احتلال السوري للبنان.
تصريحات ميشال عون وايلي سكاف: مصدرها “تسريبات” أبو وائل!
وتلفت المصادر الامنية الى توزيع ادوار منبثق عن مكتب ابو وائل في الأونة الاخيرة يتحرك باتجاهين: الاول سياسي، متعلق باللعب داخل الساحة المسيحية، ويهدف الى اثارة مخاوف اللبنانين المسيحيين من سقوط النظام البعثي! وقد تبدى ذلك من التصريح الشهير للجنرال عون منذ ايام ،وفيه ان سقوط الاسد سيشعل حربا كونية! وهي العبارة نفسها قالها الوزير السابق ايلي السكاف في مجلس خاص منذ شهر ونيف، اي بعيد لقائه “ابو وائل”، منظم وضابط الايقاع الاول والاخير على الساحة اللبنانية. الامر الذي يفضح سيناريو الخلاف المفتعل بين السكاف والجنرال عون.
ويمكن سحب هذا السيناريو على الخلافات المنظمة والمدروسة بين الرئيس نبيه بري وحزب الله من جهة، والجنرال عون من جهة ثانية بشأن ملفات مطلبية وحكومية عدة ليس آخرها قانون الانتخابات المفصل على قياس اتباع نظام آل الاسد في مكتب ابو وائل.
اما الاتجاه الثاني فـ”أمني” يلعب حزب الله فيه دور “المايسترو” في المناطق الواقعة خارج مناطق نفوذه التقليدية، واحياناً، اذا فشل، لا مانع من افتعال مشكلات امنية صغيرة او متوسطة في “مناطق العشائر” تحت عنواين عائلية او مطلبية! المهم ان تبقى الساحة جاهزة لأي استحقاق امني كبير يقرره النظام السوري في توقيتٍ ما.
ايتام النظام البعثي في لبنان يصارعون مع – ابو وائل – من اجل البقاء.
فالمكتسبات السياسية والمالية والامنية عزيزة جدا! حتى ان هؤلاء دفعوا بعشرات اللبنانيين المنضوين تحت راية “حزب ولاية الفقيه” الى تنفيذ انتشار امني على مدار الساعة، يمتد من المرتفعات الشرقية لـ”المصنع” اللبناني حتى “جديدة يابوس” حيث المعبر السوري، تأمينا لمرور مواكبهم في تلك المنطقة، وتحسّباً لعمليات الجيش السوري الحر. وتقول المعلومات الامنية ان الانتشار الامني لحزب الله في المساحة الفاصلة بين المراكز الحدودية جاء منسّقا مع مكتب “ابو وائل”. حتى اختيار العناصر كان له رأي – أي “أمر” – فيه. فالثقة باتت مفقودة في “عسكر النظام” الذي يواصل اننتفاضته تباعا على قيادة حققت “التوازن الاسترتيجي” التاريخي والموعود في مدن وقرى سوريا المنتفضة.
راجع:
رجال سوريا في لبنان:
ملف عن قادة الأجهزة الأمنية الذين تطالب المعارضة اللبنانية بإقالتهم
“ابو وائل “ملك” 8 اذار: ايتام الاسد في لبنان، تقارير ومهام، وعملاء “صُنف أول” و”صُنف ثاني
خلية الازمة ممكن اختفوا ولحقوا بالمهدي المختفي ولاندري ربما يكونو اصبحو مستشارين عسكريين له وحراس شخصيين0
اما كتاب التقرير لايستطيعون زيارة دمشق لتوصيل التقارير هذه بسيطة يستعملوا الحمام الزاجل