خاص بـ”الشفاف”
كشفت مصادر ليبية لـ”الشفاف” أن السيد محمود جبريل تعرّض لمحاولة إغتيال، لم يتم الإعلان عنها، قبل ٥ أيام من إنتخابات المجلس الوطني الليبي، وأنه نتيجةَ للمحاولة غادر ليبيا إلى دولة الإمارات وعاد إلى ليبيا قبل يوم واحد من الإنتخابات! وتوقّعت المصادر أن تستمر محاولات إغتيال محمود جبريل لأنه “أحبط” مشروع “دولة شمال إفريقيا الإسلامية” الذي ترعاه دولة قطر التي كشف السيد مصطفى عبد الجليل يوم أمس أنها “صرفت ٢ مليار دولار على الثورة الليبية”!
وتابعت المصادر أن السيد محمود
جبريل لن يشغل أي موقع في المجلس الوطني العام لأنه اصلاً لم يرشح نفسه. ولذلك لا يمكن أن يتسلم اي شيء فيه. كما سوف لن يكون في الحكومة المقبلة لأن وضعه الآن في ليبيا بات أكبر من أن يكون رئيس حكومة وموضع خلاف.
وهو سوف يكون بمثابة “قائد الإوركسترا”، ولكن ليس “عازفاً” في الفترة الراهنة!
محمود جبريل لرئاسة الدولة بعد الدستور؟
أما في المرحلة المقبلة بعد صياغة الدستور وإجراء الإنتخابات القادمة، فقد يرشح نفسه لمنصب رئيس الدولة الليبية. هذا في حال أن يتمكن من اجتياز هذه المرحلة بدون أن يتعرض للإغتيال، لأن اغتياله أمر ممكن.
أما الأسماء التي يتم التداول فيها لتلعب أدواراً رئيسية في المؤتمر الوطني العام، فهي:
الأستاذ علي زيدان، وهو مناضل قديم كان يسكن في ألمانيا، ورجل نظيف ومن قبيلة الأشراف في ليبيا ويحظى باحترام الجميع. نجح بالإنتخابات في منطقة “الجفرة”، ويمكن أن يصبح رئيس المجلس الوطني.
بالنسبة لمنصب
نائب الرئيس، فأحد أبرز المرشحين هو السيد “جمعة أحمد عتيقة”، وهو مناضل قديم دخل السجون اكثر من مرة، ومحامي منخرط في الدفاع عن حقوق الإنسان وقد حصل على ثاني اكبر عدد من الأصوات في الإنتخابات.
النائب الثاني إما أن يكون أمازيغياً أو أمازيغية، واما أن يكون سيدة من المنطقة الشرقية.
أما رئيس مجلس الوزراء فالآن جاري البحث عن شخصية قوية تستطيع أن تنشئ الدولة من جديد ويفضل أن يكون من “برقة” أي المنطقة الشرقية.
كما يجري التشاور والبحث عن شخصيات قوية لتسنّم الحقائب السيادية وعلى الأخص الدفاع والداخلية.
وأضافت المصادر: “أما ما هو موجود اليوم على الأرض فهو أن كثيراً من المنتخبين المستقلين يريدون أن يكونون رؤساء ويطلبون رئاسة المجلس الوطني. ويحاولون بكل الوسائل وخلال الإجتماعات والندوات و”العزومات” أن يجدوا لهم مناصرين. ونذكر من هذه الأسماء المناضل “صالح جعودة”، و”أحمد مدّور”، و”عبد الرحمن السويحلي”، و”السويّح”، ولكن هؤلاء الأشخاص لا يمتعون بما يكفي من تأييد داخل المجلس الوطني الإنتقالي يؤهلهم لذلك.
٢٥٠ ألف مسلّح معظمهم ليسوا من “الثوّار” و٢٠ مليون قطعة سلاح
الإشكالية الكبرى، والكلام للمصادر، ليست في انتخاب الرئيس او نائب الرئيس وانما في مجموعة المهام التي يجب أن ينجزها المؤتمر الوطني:
١- قدرته على تشكيل حكومة قوية قادرة على إنشاء الجيش الوطني والأمن الوطني.، أي خلق الدولة من العدم.
٢- إجراء المصالحة الوطنية في ما بين قبائل ومدن وقرى ليبيا.
٣- نزع سلاح الميليشيات المسلحة والتي يبلغ تعدادها اليوم ٢٥٠ ألف مسلح، وأكثر من ٢٠ مليون قطعة سلاح. هؤلاء في أغلبهم ليسوا ثواراً حقيقيين. لأن الثوار الحقيقيين الذين قاموا ضد نظام الظلم القذافي أضحوا أقلية. وأصبح أكثر من يمتشق السلاح إما عصابات إجرامية وإما مجموعات من القبائل تخاف على نفسها من قبائل أخرى. وإما أولئك الذين كانوا يقاتلون مع القذافي، وعندما انهار النظام رفعوا العلم الجديد والشعارات الجديدة.
الجماعات الإسلامية لا تعترف بنتائج الإنتخابات”السيناريو العراقي”:!
ولكن أسوأ ما هو موجود على الساحة الليبية اليوم: أولاً، عدم اعتراف الجماعات الإسلامية المتطرفة بالنتائج الإنتخابية, لذلك نرى تصاعد موجة الإغتيالات والخطف والتفجيرات بعد اعلان نتائج الإنتخابات. ثانياً، حسب المعلومات الإستخباراتية، أن ما يملكه النظام الليبي القديم من متفجرات، وهذه المتفجرات من نوعين، “تي ان تي” و”سيمتكس”، كمية ضخمة لا يملكها اي نظام في افريقيا كاملة. وأن هذه المتفجرات يبدو انها وصلت في ايدي متشددين. فالخوف من سيناريو العراق أصبح سؤالاً مشروعاً ومطروحاً
ماذا تريد قطر؟
وعودة إلى مسألة محاولة الإغتيال التي تعرّض لها محمود جبريل، قالت المصادر الليبية لـ”الشفاف” أن
تخريب برنامج قطر في محاولة انشاء الدولة الإسلامية (مصر وتونس وليبيا) في شمال افريقيا أثار قلقاً وغضباً من حكام هذه الدولة. وباعتبار أن المسؤول المباشر عن إفساد هذه الخطة كان محمود جبريل، لذلك نتوقع أن يسعى انصار قطر من المتشددين باغتياله. لأن المطمح الكبير لشيخ قطر هو أن تتشكل جبهة اسلامية في شمال افريقيا كـ”نواة” لـ”خلافة اسلامية”.
والمرحلة الثانية، والكلام للمصادر الليبية، هي اسقاط النظام السعودي والقضاء على النظام الإماراتي حتى تكون السعودية هي الممول لمصر، وتكون ليبيا هي الممول لتونس، وتكون الجزائر هي الممولة للمغرب، ومنطقة الخليج ممولة لسوريا ومنطقة الشام، لأن الإمارة القادمة يجب أن تكون في امير المؤمنين القطري، ولكن عاصمتها سوف تكون المدينة المنورة. لأن هذا استمرار لفكر محمد بن عبد الوهاب الذي كان يريد أن يرسي خلافة إسلامية خليفتها ليس من العجم وإنما من العرب، وأن تكون في الأرض المقدسة. وباعتبار أن شيخ قطر يعتبر أن جدّه أحد الأتباع الأساسيين لمحمد بن عبد الوهاب، فقد قام ببناء أكبر مسجد ليكسبهم إلى جانيه، وفي نفسه الوقت فإنه يرفع شعارات الإخوان المسلمين الاكثر حضارية من الناحية السياسية للفوز بالإنتخابات.
وليس ادل على ذلك من أحاديث امير قطر ورئيس وزرائه مع معمر القذافي وتآمرهم لإسقاط النظام السعودي، وهذه الأحاديث موجودة تسجيلات بثّت على كثير من المواقع، وما زال ممكناً الإستماع إليها حتى الآن. وهذا ما تعرفه السعودية جيداً، ولكنها اليوم في حالة “هدنة” مع قطر بسبب البحرين وسوريا ومسائل أخرى!
عبد الجليل: قطر تريد بناء منظومة عربية تعتمد الشريعة الإسلامية كنظام للحكم