“على غير عادتي شاركت طائفتي هذه السَنة في ذكرى “نصر تموز الإلهي!
كنت من أوائل الواصلين إلى ملعب الراية، حملت معي علماً أصفر، وارتديت قميصاً أسود، واعتمرت قبعة كاكية، عليها صورة قائد الإنتصارين “عماد مغنية”. جرّبت، بكثير من الحماسة، أن أكون ثلاث ساعات من العمر جزءا من قبيلتي! هتفت كما كانت تهتف، صلّيت على محمد وآله عشرات المرات، ردّدت “أناشيد النصر” خلف الفرقة الموسيقية. رفعت قبضتي مهدداً إسرائيل وأميركا بالزوال. كدت اختنق لفرط الحماسة التي أصابتني بالمجاوَرة!
الملعب يعج بالحشود، المقاعد امتلأت، قبل بدء الإحتفال بساعة. عدد كبير من الناس لم يجد مكانا للجلوس. اصطفوا جماعات لا أول لها ولا آخر حول الملعب. الأبنية المجاورة امتلأت عن بكرة أبيها، شرفاتها وأسطحها ومداخلها، الضاحية كلها خرجت ليس لاستعادة الذكرى فحسب، إنما الدافع الأكبر هو لقاء “أبو هادي”.
ارتفعت في المكان صور الأمين العام وبشّار الأسد وأعلام لبنان وسوريا وحزب الله ولافتات كثيرة، تحيي البطولات والشهداء وتضحيات الناس. قرب الشاشة لافتة كبيرة كتب عليها “اللاءات الثلاثة” التي اختيرت شعار هذه السنة “لا مكان للتراجع، لا مكان للهزيمة، لا مكان للضعف”، الاحتفال، بضيوفه وحشوده ولوازمه وطقوسه، نسخة مكررة عن احتفالات حزب الله في كل المناسبات. كذلك كلام الأمين العام المكرّر المبنى والمعنى ورسائله المتوقعة حول الأزمة السورية وتأكيد تحالفاته وقراءاته الخاصة لما يجري من أحداث داخلية وخارجية، كلها أمور معروفة مسبقا أو متوقعة، لم يلفتني في الإحتفال إلا شيئا واحدا فقط.
صورة للأمين العام تتناقلها الأيدي كُتِبَ تحتها “اشتقنا لجيرتك”.
العبارة تحمل الكثير من التأويل، أين كان يقطن الأمين العام سابقا؟ وإلى أين انتقل، كي يشتاق سكان الضاحية لجيرته؟
مررت هذا السؤال إلى من حولي، انبرى أحدهم بكامل الثقة يفسر لي مقصد العبارة، قال: في السابق، أي قبل حرب تموز، كان الأمين العام يسكن في شقة عادية في “المربّع الأمني” الذي مسحته الطائرات الإسرائيلية من الوجود. كان سكان الضاحية كلهم يعرفون مكان سكنه. ثمة أجواء أمنية تفرض نفسها على المارين في المحيط، وحراسة مشددة مخفية، توحي بوجوده في هذا المكان دون غيره! كان السيد قبل الحرب يتنقل في الضاحية وكل لبنان على راحته. كنا نشارك في الإحتفالات كي ننعم برؤيته بالعين المجردة. بعد الحرب تبدل الوضع، صار السيد هدفا عسكريا للإستخبارات الإسرائيلية، لذلك لم يعد يظهر بيننا، كما أنه غيّر مكان سكنه.
ردّ آخر: السيد ما زال يتنقل في الضاحية على راحته، لكن بطريقة سرية، هو يخرج بيننا، يرانا ولا نراه! ألم يذهب في ذكرى استشهاد “الحاج رضوان” أي (عماد مغنية) إلى روضة الشهيدين لقراءة الفاتحة على ضريحه، متخفيا ببدلة عسكرية وقبعة وكوفية حول عنقه على طريقة الحاج رضوان نفسها؟.
انضم إلينا ثالث: إسرائيل وأعداؤنا الآخرون يستهزئون بأمن “السيد”، ويقولون أنه يعيش تحت الأرض! فليموتوا بغيظهم، السيد يعيش بيننا في الضاحية، في شقة ضمن “المربّع الأمني”، لا أحد يعرف أين تقع وفي أي مبنى، لكنه جارنا بالتأكيد.
عاد الأول ليستلم دفة الكلام، يبدو عليه أنه معتد بمعلوماته وواثق من صحتها، قال: في حرب تموز ذاتها لم يخرج السيد من الضاحية دقيقة واحدة، فكيف يخرج هذه الأيام، ونحن صرنا نمتلك سبعين ألف صاروخ كلها موجهة نحو تل أبيبب؟، إضافة إلى أن إسرائيل صارت تحسب ألف حساب قبل أن تتحرش بالضاحية، لأنها نكثت بوعدها الذي قطعته لشعبها، بأنها على مقربة من إراحتهم من رأس الإرهاب، أي سماحة السيد، ورمت طوال ثلاثة وثلاثين يوما آلاف الأطنان من المتفجرات على الضاحية، لكنها لم تتمكن من جرح إصبع السيد الصغير رغم أنه لم يغادرها أبدا!
طمئنني الشباب أن “السيد” بخير وسوف يبقى بخير ليقهر أعداءه كلهم، وأن القصد من وراء العبارة، هو رؤيته يتنقل بيينا كسابق عهده، وليست دليلا على أنه غادر الضاحية إلى مكان مجهول.
هنا كان لا بد من تساؤل! قلت لمحدثي، ألا يمكن أن السيد غير مكان سكنه بعد اكتشاف شبكات التجسس في الحزب، خاصة وأن أغلب العملاء كانوا من من جهاز الإتصالات؟
ضحك محدثي طويلا، مشفقا على غبائي، وأجابني: يا أخي لا تصدق ما تسمعه في الإعلام. كل العملاء الذين تم اكتشافهم لا علاقة لهم بجهاز الإتصالات في حزب الله أبدا. هل أنت مقتنع أن “محمد عطوي” و”محمد الحاج” وغيرهم من العملاء ينتمون إلى هذا الجهاز الحساس، وقاموا بتزويد إسرائيل بمعلومات دقيقة عن تحركات السيد، وإسرائيل رغم هذا تعففت عن اغتياله؟ كل الجواسيس الذين تم اكتشافهم كانوا مكلفين بالتجهيزات و العمليات المالية وشراء الأسلحة وغيرها، لا أحد منهم في اتصالات حزب الله، أمن السيد وأمن حزب الله ما زالا بألف ألف خير، وما تسمعه ليس سوى شائعات.
لحظات وأعلن الخطيب عن “ظهور” السيد، فسكت الجميع تاركين له الكلام….
مع “الطائفة” في ذكرى “النصر الإلهي”: “اشتقنا لَجيرتك” يا “سيّد”!Sure we wish the SAYED very long life, for any Lebanese, and he will have, because they know how to protect HIM. But the most dangerous party’s Threat to his life and others like Berri is from the Syrian Regime’s Mukhabarat, and not the Israelis. Israel could kill Maghnya in the City Center of Damascus, they could do to anyone in Lebanon. Were the Mukhabarat collaborators with Mussad to kill Maghnya. On other Hand, the three NOs he delivered in his speech, was adopted from Nasser of Egypt, and we witnessed… قراءة المزيد ..