توقف مراقبون شماليون عند يعض المؤشرات التي رافقت الانتخابات الفرعية في قضاء الكورة الشمالي، خصوصا التفاف قوى 8 آذار ووقوفها صفاً واحداً خلف المرشح السوري القومي “وليد العازار”، بعد ان اظهرت ماكينات انتخابية ناشطة في الكورة عدم حماسها للمشاركة في الاقتراع، خصوصا تلك التابعة للنائب سليمان فرنجية، ووقوف وزير الدفاع، إبن المنطقة، فايز غصن على الحياد حتى منتصف الاسبوع الماضي- ما أوحى بإنتصار مدو لقوى 14 آذار، وإنطلاق الشائعات عن فارق يتجازو 3000 صوت بين النائب “فادي كرم” والمرشح “العازار”.
المعلومات من الشمال اللبناني تشي الى “أمر عمليات سوري”، تبلغته قوى 8 آذار مجتمعة بواسطة “حزب الله”، بشأن ضرورة تجنيد جميع الطاقات الى جانب “السوريين القوميين”! وهذا ما نتج عنه استدعاء النائب السابق “سليم سعاده” من الخارج، وعقد مؤتمر صحفي مشترك جامع، غاب عنه حزب حزب الله كي لا يمعن المشهد في استفزاز الطائفة السنية، وشارك فيه التيار العوني، و”المردة” وسائر مكونات قوى 8 آذار الكورانية.
الى المجتمعين من الفاعليات الكورانية، بلغ “أمر العمليات السوري” مسامع الوزير “فيصل كرامي” والرئيس “نجيب ميقاتي” بشأن الانخراط في المعركة الانتخابية الى جانب السوريين القوميين. كما ابدى الوزير السابق الفضل شلق” حماسة منقطعة النظير للمرشح السوري القومي، وشارك في جميع الاجتماعات التي عقدت لهذه” الغاية!
المعلومات تشير الى اجتماع عقد في منزل الرئيس ميقاتي، وحضره من نابَ عن الوزير “محمد الصفدي”، والوزير فيصل كرامي”، و”الفضل شلق”، اضافة الى “وفيق صفا” و”محمود قماطي” عن “حزب الله”، تركّز فيه البحث على افضل السبل الواجب اعتمادها، ترهيبا وترغيبا وتزويراً، من اجل تحييد صوت الناخب السنّي في قضاء الكورة، في حال تعذّر استمالة الناخبين السنّة للتصويت لمرشح السوريين القوميين.
وكانت محصلة الاجتماع الاتفاق على ممارسة جميع أشكال الضغوط على الناخبين السنّة، ومحاولات إغرائهم ماليا من اجل عدم المشاركة في الاقتراع، لقاء مبالغ مالية قيل انها وصلت الى حد عرض مبلغ الف دولار للناخب لقاء تسليم بطاقته الانتخابية لمندوبي قوى 8 آذار ضمانا لعدم مشاركته.
وتضيف المعلومات ان المحاولات باءت بالفشل، بدليل ان المشاركة السنية تصويتا واقتراعا بلغت نسبة 82% قياسا الى المشاركة في انتخابات العام 2009، وان غالبية المقترعين صوتوا لصالح مرشح قوى الرابع عشر من آذار، وان ماكينة تيار المستقبل ما زالت ناشطة، وان التيار لم يخسر جمهوره لصالح تيارات سلفية او اصولية او سواها كما تحاول قوى 8 آذار ان تروج.
المعلومات تشير ايضا الى ان “القوات اللبنانية” رفعت نسبة تأييدها في صفوف الطائفة المارونية الى ما يتجاوز 71% من مجموع المقترعين، ما يضع إشاعات التيار العوني عن صحة ونسبة تمثيله للمسيحيين على المحك.
اما ابرز ما توقف عنده المراقبون فهو ان الانتخابات الفرعية في الكورة شطبت طرفين سياسيين من المعادلة الكورانية السياسية، الطرف الاول، وهو التيار العوني، الذي كان غائبا كليا عن ساحة المعركة الانتخابية، فلا أعلام برتقالية ولا ناشطات وناشطين في الطرقات ولا في اقلام الاقتراع.
المعلومات تشير الى ان التيار العوني الذي سعى جاهدا الى إثبات وجوده في انتخابات الكورة أخفق في إظهار أي مدد شعبي له، والاصوات التي نالها مرشحه في انتخابات العام 2009، والبالغة 12154 صوتا ما هي إلا أصوات “القوميين” وانصار الوزير فرنجية والوزير فايز غصن، بدليل ان ما ناله المرشح العازار قارب 11141 صوتا بنسبة مشاركة بلغت 47% من مجوع الناخبين المسجلين من دون الوان وعراضات برتقالية.
اما الطرف السياسي الثاني الذي غاب عن معادلة الانتخابات الكورانية فهو حزب الكتائب اللبنانية، الذي ايضا غابت اعلامه ومشاركيه، عن صناديق الاقتراع، وأخفق في سحب المرشح الكتائبي “جون مفرج”، الذي حاز على 311 صوتا، من دون ان يؤثر استمرار ترشحه على فوز مرشح قوى الرابع عشر من آذار او في تقليص الفارق الى ما دون حجم الاصوات التي نالها مفرج.