• زار وفد من (المنبر الديموقراطي) موسكو بدعوة من وزارة الخارجية الروسية . كان وفد المنبر يعي من البداية ما يحيط بالزيارة من أجواء ترتبت على سياسات روسيا الخاطئة والمنحازة للنظام في المسألة السورية . لكن الزيارة كانت ضرورية ، لإفهام الروس أن موقفهم يجعل منهم شركاء في تدمير سوريا، الذي تولاه النظانم النظام لصالح أميركا وإسرائيل ، وأنهم سيخسرون سوريا ، إن واصلوا سياساتهم الراهنة ، ولم يغيروها لصالح سياسات مغايرة تقبل بقيام سوريا ديموقراطية وحرة، لا محل لآل الأسد ونظامهم فيها وذلك عبر مرحلة انتقال جوهرها ليس التفاوض مع النظام بل قيام النظام الديموقراطي البديل، الذي يريده الشعب.
وقد انتقد الوفد السياسة الروسية بحضور ممثلها السيد لافروف ـ عندما اشار إلى أن هدف الغرب وإسرائيل هو تدمير سوريا ، وأن النظام هو الذي ينجز هذه المهمة لصالحهما ، وأن روسيا لا تفعل شيئا ضد ذلك بسبب وقوفها وراء النظام ، ومساندتها له في هذا العمل الإجرامي ، بينما يمر الوقت وتتصاعد أعمال عنف النظام ضد الشعب وتصل إلى حدود غير معهودة في علاقة أي نظام مع شعبه ، مهما كان مجرما وعنيفا ، الأمر الذي تترتب عليه نتيجتان : تراجع دور القوى الديموقراطية لصالح قوى التطرف والمذهبية السياسية ، وتراجع دور روسيا وتأثيرها في المسألة السورية ، على عكس ما يعتقد الروس ، بينما تنضج شروط هزيمة استراتيجية رئيسية أساسها تدمير سوريا ، الذي هو أكثر أهمية بكثير من مصير بشار الأسد ، الذي يهم الروس ، وهو خطأ إضافي من اخطائهم .
هذا ما قلناه . لم يكن هناك أي بحث في حكومات او أشخاص . ولم يكن هناك مفاوضات بمعنى الكلمة ، بل كان هناك تبادل في وجهات النظر .
أما حكاية مناف طلاس ، فقد جاءت في مؤتمر صحافي ولم يكن لها أي ذكر في الداخل ، حيث ذكر شخص وحيد من قبل السيد لافروف هو فاروق الشرع كمحاور ، فقلنا له أن بشار الاسد سخر منه ومن لجنة الحوار في خطاب علني بعد مؤتمر صحافى ، وانه عندما يذكره كشخص يملك صلاحيات تفاوض مع المعارضة لا يقصد بذلك غير الضحك على ذقونكم والكذب عليكم . صحيح أنني ذكرت مناف طلاس ،وقلت إنه يصلح وزير دفاع أو رئيس وزارة ، ولكن ليس كي أعينه ، بل لأقول لهم إن هناك أشخاصا لم تتلوث أيديهم بدماء الشعب ، كثيرا ما دار الحديث حولهم كشركاء في مرحلة الانتقال ، لكنني لم أتطرق أنا او أي شخص في الوفد إلى موضوعه خلال الحوار مع الروس ، كما لم أصدر مرسوما بتعينه رئيس وزراء ، ولم افكر لحظة ، ولن افكر لحظة ، في ان افرض على السوريين من لا يريدونه ، وخاصة شخصي الضعيف. وأدعو الذين تحفظوا على الكلام تذكر أنني كنت أتحدث مع رأي عام أجنبي لديه فكرة واسعة الانتشار ترى أن الثورة السورية هي التي تغلق أبواب الحل ، وأن النظام مظلوم ومسكين ويريد الحوار ، بينما كان في ذهني تخويف النظام من الحالات التي تشبه مناف طلاس وبث االشك في قلبه بكثير من جماعته ، وخاصة الواقفين منهم على الحياد أو الناقدين لسياساته… الخ .
أخذت مسألة مناف أكثر بكثير مما تستحقه من اهتمام ، ودخلت في تشابكات وتعقيدات المسألة السورية ، فمن قائل إنه لم ينشق لانه لم يلتحق بعد بالجيش السوري الحر ، ومن قائل إنه لا يزال في دمشق ، لأن احدا لا يعرف مكانه ومن قائل إنه دفع لي نقودا (السيد المكرم أشرف المقداد) كي اعينه رئيس وزارة (هل ترون كم أنا رجل قوي ، وكم كلمتي امر لا يستطيع الروس والأميركان والنظام والمعارضة مجتمعين رده أو رفضه !) … الخ .
باختصار شديد: معلوماتي تقول إن مناف طلاس لم يشارك في الدم، إذا كانت معلوماتي خاطئة وكان قد شارك ، فأنا سأكون أول من يؤيد محاكمته وإدانته. أما إن كان سيصير رئيس وزارة أو كناسا في شوارع دمشق ، فهذا شأن لا أقرره ، وإن كنت أعطي نفسي الحق في أن يكون لي رأي فيه .
أخيرا ، أحيي يقظة السوريين السياسية وحساسيتهم العالية في كل ما يخص راهن ومستقبل سوريا ، وأشكر كل من اعترض على كلامي من موقع الوطنية والمصلحة العامة ، وأذكر مرة أخرى بأنني كنت دوما من دعاة هذه الحساسية وما يصاحبها من شك في المتعاطين بالشأن العام، بمن فيهم شخصي، وأطمئنهم الى انني لن اختار الا من وما يختارونه.
ميشيل كيلو
كلنا شركاء
ميشيل كيلو: بيان عن زيارة وفد المنبر لموسكو وقصة مناف طلاس
من المعيب أن تشنوا حملة شعواء لا مبرر لها ضد برهان غليون وتتغاضوا عما فعله ويفعله ميشيل كيلو وجماعته