خلافا لما تم تشييعه في الايام الماضية، فإن إنتخابات الكورة الفرعية لملء المقعد الذي شغر بوفاة النائب فريد حبيب لن تكون سهلة، وهي غير مضمونة النتائج بالنسبة لقوى 14 آذار.
فحتى مساء امس ساد اعتقاد بأن مرشح القوات اللبنانية النقيب فادي كرم سيفوز بالتزكية! إلا أن التجارب السابقة تشير الى ان قوى 8 آذار لن تعطي “القوات اللبنانية” مقعدا نيابيا غير مضمون. على غرار الإنتخابات الفرعية التي جرت لملء المقعد الذي شغر باغتيال النائب بيار الجميل، حيث لم تتم مراعاة ظروف الاستشهاد وخسرت الكتائب المقعد لصالح المرشح العوني. فلماذا ستترك قوى 8 آذار “القوات” تنعم بالمقعد النيابي في الكورة بالتزكية، وإن لفترة تقل عن السنة؟
المعطيات الميدانية تشير الى ان ان قوى 8 آذار سوف تستفيد من إرغام القوات ومن خلفها قوى 14 آذار على خوض معركة إنتخابية تستفيد منها قوى 8 آذار على أكثر من صعيد، وقد تكون نتيجتها مقعدا نيابيا إضافيا.
فالمعطيات على ضفتي المعركة الانتخابية تشير الى التالي:
تخوض قوى 8 آذار معركتها الانتخابية بمتمول من الحزب السوري القومي الاجتماعي وهو غسان رزق، على تقاطع مع التيار العوني، من خلال تملكه مؤخرا 30 بالمئة من أسهم محطة البرتقالة العونية.
نأى الوزير فرنجية ومن خلفه الوزير فايز غصن ومعهما التيار العوني عن خوض الانتخابات مباشرة، وكلفوا الحزب السوري القومي القيام بهذه المهمة وذلك للإعتبارات التالية:
خشية الوزير فرنجية من اية إشكالات امنية تطرأ خلال الانتخابات وهي ستكون بين القوات من جهة والحزب السوري القومي من جهة ثانية، ما سينعكس سلبا على الوضع الميداني للمردة في الانتخابات المقبلة، خصوصا ان المردة سيقفون الى جانب الحزب القومي في مواجهة القوات.
خشية قوى 8 آذار من أي خلاف بين المستقبل والحزب السوري القومي، بما لا يمكن ضبطه، بحيث لان اي خلاف بين الجانبين مرشح للامتداد في ظل أجواء الشحن والتوتر الحالية الى غير منطقة تماس بين المستقبل والحزب القومي.
الى ذلك نجح التيار العوني وقوى 8 آذار الى دفع الحزب السوري القومي الى واجهة المعركة الانتخابية من اجل إنجاز إستطلاع لموازين القوى في المعركة الانتخابية المقبلة.
الى ما سبق تدخل قوى 8 آذار المعركة الانتخابية تدعمها حكومة بأجهزتها الامنية والخدماتية فضلا عن موقف الكنيسة المارونية الذي، في أفضل الاحوال يقف، في منزلة محايدة أقرب الى قوى 8 آذار منه الى قوى 14 آذار، إضافة الى القدرات المالية للمرشح رزق التي يستفاد منها في المعركة الفرعية.
في الضفة المقابلة تبدو القوات اللبنانية الاكثر تنظيما وإستعداد للمعركة الانتخابية. ولكن حجم القوات ليس كافيا لربح المعركة الانتخابية في مواجهة قوى 8 آذار. فالى جانب القوات، هناك أيضا شعبية نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري التي تشكل ايضا رافعة رئيسية لقوى 14 آذار، وهناك أيضا تيار المستقبل من خلال أصوات الناخبين السنة البالغ عددهم قرابة 4000 ناخب غالبيتهم من مؤيدي تيار المستقبل، إضافة الى الكتائبيين الذين أعلنوا صراحة عن تأييدهم لمرشح القوات.
وفي ضوء الصورة السابقة تدخل قوى 14 آذار المعركة الفرعية، لتؤكد تحالفها من جهة ولكن تبقى أسئلة برسم هذه القوى.
هل ينجح نائب رئيس المجلس، مكاري، في حشد أنصاره لتأييد مرشح القوات؟
هل يستطيع تيار المستقبل بغياب رئيسه، وبعد الإرباكات التي تعرض لها بسبب ونتيجة هذا الغياب، حشد انصاره لتأييد مرشح القوات؟
إذا كانت القوات اللبنانية تستطيع تجاوز الخلافات التي نشأت بسبب ترشيح النقيب كرم للمقعد النيابي، فهل يمكن تجاوز العقدة الكتائبية المتمثلة برغبة حزب الكتائب بالحصول على نائب في قضاء الكورة؟
المراقبون يرجحون ان لا تكون المعركة الانتخابية في الكورة مضمونة النتائج لقوى 14 آذار وليس هناك ما يمنع تكرار تجربة المتن الفرعية.