أكّد اعتقال المفكر الشيوعي سلامة كَيْلَه ليلة الثلاثاء 24 نيسان/ابريل 2012 ، أن هذا اليساري الفلسطيني المقيم في دمشق منذ ثلاثين عاماً، منها ثمانية أعوام في سجون الأسد الأب، أنه مثقف قومي يغرّد خارج سرب كهنة الاستبداد والقمع من مثقفي المقاومة والممانعة عاشقي تمجيد الديكتاتوريات العربية والاصطفاف خلفها، حتى وهي تستخدم قوتها العسكرية الباطشة المتمترسة خلف قضية فلسطين العادلة ضد مطالب شعبية محقّة للسوريين في حريتهم وكرامتهم. كما تأكد أيضاً أن كهنة الأستبداد وأحبار القمع هم المقصودون، عندما اعتبر سلامة كيلة أن قوى اليسار والقوميين العرب المنحازين للنظام يشاركون في حرب إبادة ضد الشعب، فسوريا تتعرض لجريمة كبرى يمارسها النظام من القتل إلى الصراعات الطائفية فالتعذيب، وسيكتشف هؤلاء أنهم دافعوا عن أكبر مافيا في المنطقة. ومن ثم فقد دعاهم للتروي وأن يعودوا لعقلهم وأن يفكروا بموضوعية لا بسطحية عالية، ولكن هل يسمع الصمّ النداء..!!
وفي مختصره عن ألم الاعتقال والتعذيب يفيدنا بعد خروجه من المعتقل وتسفيره بمناسبة الذكرى الثالثة والستين للنكبة الفلسطينية خارج سوريا:بأن النظام السوري زائل لامحالة، سيسقط وأن الثورة الشعبية عليه ستنتصر، وأن حجم التعذيب الكبير للمعتقلين الذين واجههم داخل المعتقلات وكانوا من كل مدن سوريا، لم يزدهم إلا إصراراً على إسقاط النظام. وفي حواره مع الجزيرة وحديثه إلى فضائية العربية يروي تفاصيل مروّعة عن التعذيب الوحشي الذي تعرّض له من قبل المخابرات الجوية، وعرض بالصور آثاره الواضحة على عموم جسده المريض والنحيل، مؤكداً أن ماناله من التعذيب لايساوي شيئاً مما شاهده من تعذيبٍ للشباب الناشطين الذين التقاهم خلال اعتقاله. أما أسوأ التعذيب الذي واجهه وأقبحه فهو يوم أخذوه للعلاج في مستشفى المزّة العسكري، حيث وضعوه في غرفة تحوي ستة أسرّة واثني عشر مريضاً مقيّدين إليها وعيونهم مطمّشة، ويُضرَبون وهم على هذه الحالة بالعصي وأنهم مضطرون للتبول على أنفسهم لأنهم ممنوعون من الذهاب إلى الحمامات، وأن حاله كانت من حالهم وإن ميّزوه بقلة الضرب والتعذيب. وكان مما شهد به سلامة أنه استمع من المعتقلين الذين وصفهم بالبساطة والطيبة وقلة الثقافة السياسية إلى روايات تعذيب مرعبة، هدفها تأكيد النظام لروايته المسبقة بأن هناك عصابات مسلحة تقتل وتغتصب وتنهب، وهو ماجعل كل الاعترافات بنفس النص الذي يؤكد أن هناك تلقيناً لاعتراف مطلوب ومُراد بالقوة، وأن المحققين أنفسهم كانوا يشتمون في سلامةَ الشعب الفلسطيني الذين باعوا وطنهم وخانوا سوريا.
نسوق ماقاله السيد كيله الكهل المسيحي المولد، وإن كان معروفاً للقاصي والداني عن ممارسات النظام الفاشي الجزّار، لنضعه في سياقه بأن المقصود في القمع والتعذيب والقتل ليس مواطناً بعينه أو طائفة، بل كل مطالب بحريته وكرامته أياً كان دينه أو مذهبه أو عرقه أو عمره وجنسه، وأن الثورة في مواجهة النظام الدكتاتوري المجرم هي انتفاضة شعبية سورية شاملة سببها الظلم والقمع والنهب والفساد، ولا علاقة لها بما يتكلمون عنه من تآمرات أو مؤامرات خارجية.
سلامة كيلة، لم تشفع له يساريته ولا شيوعيته، ولاسلميّته أو رفضه للعنف، ولا عشقه لفلسطين وسوريا ولا عداؤه لإسرائيل وأمريكا وامبرياليتها، طالما أنه ليس من حملة المباخر والمشطفين ومسّاحي الجوخ لنظامٍ لايحب أن يرى هكذا مناضلين، لم يُختم نضالهم بختمه ودمغته، لأنه يبقى نضالاً مضروباً وصناعة تايوانية. فالأصل عند النظام الجزّار، أن كل من يعارضه أياً كان هذا المعارض، فهو مجرم يجب قمعه وتعذيبه وقتله.
وعلي كل حال ليكن مايكون، فإن ساعة النظام اقتربت، وأفضى إلى ماقدّم من إجرام، وأجله بات قريباً بهمة حرائر سوريا والأحرار، وساحات العدالة والقضاء جاهزة في الانتظار، وندعو على الدوام بالسلامة لشعبنا وبلدنا، وبألف سلامة لسلامة.
http://www.syriahr.com/15-5-2012-syrian%20observatory1.htm
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=-oSTHATqRbA
http://www.youtube.com/watch?v=-xZKXKhWfwQ&skipcontrinter=1
http://www.youtube.com/watch?v=bbgEBgqiBwM&feature=share
cbc@hotmailme.com
كاتب سوري