ما لن تقرأه في الصحافة العربية:
يطلب أحد من النّاس الاستفسار بشأن عادة إحضار الزهور للمرضى نزلاء المستشفيات، فيكتب طالبًا المشورة: ”انتشرت في بعض المستشفيات محلات بيع الزهور وأصبحنا نرى بعض الزوار يصطحبون باقات الورود لتقديمها للمزورين فما حكم ذلك؟“
”فذكّر إن نفعت الذكرى“
كذا ورد في الذّكر العربي ومنذ قديم الزمان. في بعض الأحيان ربّما كان من الواجب أن نعود إلى التطرّق من جديد إلى قضايا لا تزال تقضّ مضاجع العرب في أصقاعهم الواسعة الشاسعة. فلا تكاد تغرب شمس يوم من الأيام إلا ونسمع أو نقرأ عن بعض المتلبّسين بالدّين، من صنف أولئك الّذين يُطلق عليهم مصطلح ”علماء“، وشتّان بين هذا العلم المعروف في هذا العصر العلمي بامتياز وبين ”علم“ هؤلاء. إذ أنّ علم هؤلاء هو حفظ وتقليد وتكرار لأمور أكل عليها الدّهر وشرب، وربّما أحدث وبال، طوال قرون طوال.
ومناسبة الكلام الآن هو فتوى جديدة تنهل من موروث قديم لا يني يُطبق على ذهنيّات النّاس ويكبّلها غير آبه بتبدّل الأيّام والشهور، وتغيّر الأزمان والدهور، وكأنّ التخبّط في أوحال القرون الأوائل هو قدر مقدور لا يستطيع العربيّ منه فكاكًا. والفتوى التي نحن بصددها الآن تتعلّق بسلوكيات زيارة المرضى في المستشفيات العربية. فيا لهول ما يقضّ مضاجع هؤلاء الـ”علماء“!
حيثيّات الفتوى:
يطلب أحد من النّاس الاستفسار بشأن عادة إحضار الزهور للمرضى نزلاء المستشفيات، فيكتب طالبًا المشورة: ”انتشرت في بعض المستشفيات محلات بيع الزهور وأصبحنا نرى بعض الزوار يصطحبون باقات الورود لتقديمها للمزورين فما حكم ذلك؟“
وبالطبع، سرعان ما التأم نفر من الـ”علماء“ لتدارس هذه المعضلة التي تقف حجر عثرة في مسيرة هذه الأمّة. وبعد بحث وتمحيص، وتداولها من جميع جوانبها، وبعد تدارس أبعادها وإسقاطاتها على مصير الأمّة التي ”أُخرجت للنّاس…“، يخرج إلينا هؤلاء الـ”علماء“ بالقول الفصل، وهاكم ما تفتّقت عنه قرائحهم:
”ليس من هدي المسلمين على مر القرون إهداء الزهور الطبيعية أو المصنوعة للمرضى في المستشفيات أو غيرها. وإنما هذه عادة وافدة من بلاد الكفر نقلها بعض المتأثرين بهم من ضعفاء الإيمان. والحقيقة أن هذه الزهور لا تنفع المزور، بل هي محض تقليد وتشبه بالكفار لا غير. وفيها أيضًا إنفاق للمال في غير مستحقه. وخشية مما تجرّ إليه من الاعتقاد الفاسد بهذه الزهور من أنها من أسباب الشفاء، وبناء على ذلك، فلا يجوز التعامل بالزهور على الوجه المذكور بيعًا أو شراءً أو إهداءً. والمشروع في زيارة المرضى هو: الدعاء لهم بالعافية، وإدخال الأمل في نفوسهم، وتعليمهم ما يحتاجون إليه حال مرضهم، كما دلت على ذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم.“ (عن: اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء – الفتوى رقم 21409)
التشبّه بالكفّار:
كما هو ملاحظ من كلام ”العلماء الأجلاّء“، الذين يصلون الليل بالنّهار قائمين على خدمة الرعيّة في عزّة وافتخار، فإنّهم يعيشون في عالم لم يخرج بعد من غياهب الماضي. ولو أنّّهم كلّفوا أنفسهم إلى النّظر إلى أنفسهم في المرآة قليلاً، فلن يجدوا شيئًا ممّا يرتدون، أو ينتعلون، أو يعتمرون إلاّ وكان من صنع هؤلاء الـ”كفّار“، الذين يفتون للرعيّة بعدم التشبّه بهم. والكفّار، في عرف هؤلاء الـ”علماء“، هم سائر شعوب الأرض قاطبة من غير المسلمين. نعم، كلّ البشر، بمن فيهم أهل الكتاب من النصارى واليهود، يندرجون في عرف هؤلاء ضمن خانة الكفّار. هذا ما يصرّح به ابن تيمية المسمّى شيخ الإسلام: ”إنّ اليهود والنصارى كُفّارٌ كُفرًا معلومًا، بالاضطرار من دين الإسلام.“ (الفتاوى: – 35/201)
ويقول الحجاوي في كتاب “كشاف القناع عن متن الاقناع”: “من لم يُكفّر من دان بغير الإسلام كالنصارى، أو شك في كُفرهم، أو صحح مذهبهم فهو كافر.” ( كشاف القناع،6/170). ليس هذا فحسب، بل حينما سئلت اللجنة الدائمة للبحوث اعلمية والإفتاء عن ”من لم يُكفّر اليهود والنصارى، ويقول عنهم “أهل كتاب” فقط. فأجابت لجنة الإفتاء بالقول: “من قال ذلك فهو كافر”. ( فتاوى اللجنة ، 2/18).
فضل الكفّار على المؤمنين:
إذا كانت هذه هي الحال بشأن تكفير سائر الأمم والشعوب، فسأروي على القرّاء الأعزّاء هذا الخبر الذي لا يُنشر ولا يُقرأ عادة في الصحافة العربية. سأرويه عليكم هنا لما يمثّله من فضل يأتي ممّن يُسمّون بالكفّار على من يُسمّون بالمؤمنين.
قبل عدّة سنوات، شاهدت مقابلة تلفزيونية مع برفيسور إسرائيلي، يهودي ”كافر“ في عرف هؤلاء، وهو طبيب معروف. لقد روى الطبيب في المقابلة عن زياراته الطبية في أماكن مختلفة من بينها دول وممالك عربية لا تربطها بإسرائيل أية علاقات دبلوماسية. لقد ذكر الطبيب كيف تمّ استدعاؤه لتلك الدولة بغية تطبيب شخصيّة كبيرة في تلك الدولة، وكيف طار إلى هناك عن طريق دولة متوسطية برفقة مسؤولين من تلك الدولة. لقد ذكر للمشاهدين، كيف دخل إلى تلك الدولة متخفّيًا، بعد أن تمّ إلباسه عباءة عربية، ووضع حطّة وعقال على رأسه. وبعد أن سئل عن اسم الدولة والشخصية المعالجة، لم يشأ البرفيسور ذكر اسم الشخصية والدولة قائلاً: إنّ ثمّة أمورًا يجب أن تبقى محاطة بالسرية، وأضاف مؤكّدًا أنّ هذه الزيارة لم تكن المرة الوحيدة التي طار فيها وزار دولة عربية لا تربطها علاقات دبلوماسية بإسرائيل.
فهل يتفكّر القارئ، إذن، في هذا النموذج من فضل هؤلاء الـ”كفّار“ على الـ”المؤمنين“.
أمّا إذا استمرّ هؤلاء الــ”علماء“ في غيّهم،
فما علينا إلاّ أن نقول لهم: الحقّ معكم. في المرّة القادمة، وإذا نزل أحدكم المستشفى فلن يأتي أحد ما بباقة زهور، كما هي عادات الكفّار. وكذلك فسيتمّ علاجكم بما هو فرع من فروع ”علومكم“ التليدة. سنطلب من الأطبّاء الكفّار ألاّ يأتوا لمعالجتكم، ومن الزوّار الدعاء لكم بالعافية فحسب، وأن يعالجكم المؤمنون من الأطبّاء ببول البعير. فليس عليكم بخافٍ ما يحمله هذا البول من منافع طبيّة لا ينتطح فيها عنزان أو بعيران. فما رأيكم، دام فضلكم؟
والعقل وليّ التوفيق!
*
رسالة في فضل الكفّار على المؤمنين هولاء الذين يطلقون عليهم علماء ماهم الا تنابلة السلطان يفتون له كما اراد هو ووجدوا هولاء ان اسهل طريقة للمال والجاه هو التصدي للفتاوي وهذا لايتطلب منهم اية مجهود عقلي او فكري مجرد حفظ كتب السابقين المكررة والمكرورة ثم يطلقون عليه صفة عالم ومن ثم يبداء في الفتوى التي تطال كل شئ حتى في العلوم التجريبية (يفتي في الفيزياء كيمياء،بيئة ،طب ، علوم الفضاء كل شئ) وهو لم يتزحزح من مكانه ولم يقم باية تجربةفي معمل او بحث علمي يفيد مجتمعه لاخراجه من الجهل والمرض والمعاناة وصوته دائما عالي ويرغي ويزبد وخاصة عندما يطلق… قراءة المزيد ..