“الشفاف”- خاص
غضب شديد انتاب الرئيس السوري بشار الأسد وشقيقه ماهر على رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، فلم تنفعه الصداقة القديمة مع العائلة الحاكمة التي يتميز أفرادها بسرعة الإنقلاب من الودّ إلى الفظاظة الشديدة.
يلاحظ متابعو سياسة النظام السوري في لبنان تحولا منذ مدة في سلوكه مع الرئيس ميقاتي المفترض أنه حليف بل من “أهل البيت الحاكم”، نظراً إلى ماضي الشراكات التجارية والمالية المتعددة، فضلاً عن السياسية بينه وبينهم.
فمنذ ما يقارب ثلاثة أسابيع يعاود سياسيون لبنانيون وثيقو الصلة بالنظام السوري تصويب سهامهم في العلن كما في الجلسات واللقاءات المغلقة إلى ميقاتي وينتقدونه بقسوة، لا بل بدا أن بعضهم أصبح متفرغاً لهذه المهمة، ووصل الأمر إلى حد وضع رئيس الحكومة اللبنانية في خانة أعداء النظام السوري العاملين على محاصرته والمراهنين على اسقاطه.
وقال أحدهم مرارا وبالفم الملآن إن اخراج الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة كان خطأ لأنه يظل أفضل من ميقاتي كما تبين من سلوكه مع القيادة السورية.
ويحمل السياسيون اللبنانيون الدائرون في فلك عائلة الأسد على سياسة “النأي بالنفس” التي يرفعها ميقاتي شعارا مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ويقولون إنها قناع لممارسة سياسة الوجهين واللسانين، فيذيقك ميقاتي من طرف اللسان حلاوة… بينما يذهب مع الذاهبين في باريس ولندن وواشنطن والرياض والدوحة في كل ما يتعلق بسوريا لتخليص نفسه ومصالحه وفي الطليعة حكومته.
وكشف أحد هؤلاء السياسيين لـ”الشفاف” أخيراً أسباب الغضب الشديد في قصر المهاجرين ومحيطه على ميقاتي، فقال ان الأسد ضرب صفحا عن كل المآخذ التي كان يضج بها حلفاؤه اللبنانيون في وجه ميقاتي، لا سيما مواقفه خلال عملية تأليف الحكومة والتي سحبت من قوى 8 آذار في نهاية الأمر القدرة على الحكم كغالبية إلى حد بعيد، خصوصا بعد الإنقلاب في مواقف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط حيال ما يجري في سوريا، وانضمامه عند هذه النقطة تحديدا إلى قوى 14 آذار.
كذلك تجاوز الأسد وعائلته إقدام ميقاتي على حماية “رموز” حكومات الرئيسين الحريري وفؤاد السنيورة ، مثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، ورئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن، ومدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا وسواهم. وغض الأسد النظر عن الطريقة التي عالج بها ميقاتي قضية تمويل المحكمة الدولية، والتي جاءت كما أراد رئيس الحكومة اللبنانية من البداية وفاء لوعود وعهود قدمها في هذا الشأن إلى عواصم العرب والغرب من دون أن يرجع إلى الجهة التي جاءت به رئيسا للحكومة أي قصر المهاجرين في دمشق، وذلك على رغم دقة هذا الموضوع وحساسيته بالنسبة إلى عائلة الأسد وحليفها “حزب الله” الذي تتجه المحكمة الدولية إلى اتهامه مباشرة بارتكاب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسواه من الزعماء وقادة 14 آذار.
ويعود هذا التساهل مع ميقاتي إلى حد بعيد، بحسب ما يقول حلفاء الأسد المحليين في بيروت، إلى انشغال الأسد وفريقه بقمع الثورة التي اندلعت منذ عام في كل أنحاء سوريا، مما يحول دون متابعة الأسد ما يجري في لبنان والتركيز عليه. أكبر دليل على ذلك قول الرئيس السوري لأمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله- نقلاً عن أوساط الأخير- في المرة الأخيرة التي زار فيها دمشق قبل أسابيع أن لا وقت لديه للإهتمام بالشؤون اللبنانية ويترك هذه المسألة لحكمة السيد نصرالله.
أما “القشة التي قصمت ظهر البعير”، بالنسبة إلى الأسد فكانت على ما يبدو تصرف ميقاتي في قضية الصحافية الفرنسية أوديت بوفيه التي أصيبت خلال اشتباكات حي بابا عمرو في حمص، والتي أثارت ضجة كبيرة في فرنسا والغرب عموماً.
فالقيادة السورية تأخذ على ميقاتي بناء على معلومات شاملة جمعتها حول عملية إخراج الصحافية الفرنسية الجريحة من الحصار العسكري على حي بابا عمرو ونقلها إلى لبنان، أن “الجيش السوري الحر” الذي يقاتل جيش النظام نسّق هذه العملية مع الإستخبارات الفرنسية التي أشرفت على التنفيذ من مقر السفارة الفرنسية في بيروت، ولكن ليس هذا كل شيء، وإلى هذا الحد تبقى المسألة قابلة للتفهم باعتبارها مسألة دولية.
أما ما يصعب التساهل معه فهو الدور الذي أداه “فرع المعلومات”، المتمتع بحماية ميقاتي، في ملاقاة الصحافية الفرنسية وتسلمها من ضباط “الجيش السوري الحر” وعناصره في جرود عرسال على الحدود الشرقية للبنان مع سوريا، ونقلها من ثم إلى السفارة الفرنسية فإلى مستشفى “أوتيل ديو “ المجاور حيث أمضت ليلة قبل عودتها من مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي إلى باريس. وهي منذ عودتها تطلق مع رفاق لها حملة مؤذية للأسد وعائلته تفضح فيها ما يجري خلف الأسوار المفروضة على الشعب السوري المطالب بالحرية والحق في الحياة الكريمة.
رسالة تهديد “فظّة” من قصر المهاجرين لميقاتي
على هذا الأساس، لم تمض ساعات على انتهاء على عملية إجلاء الصحافية الفرنسية حتى تلقى ميقاتي رسالة شديدة اللهجة مصدرها قصر المهاجرين، أقل ما توصف به أنها قليلة التهذيب وتبعث على الخوف في قلب أي إنسان يعرف ما يمكن أن يُقدم عليه نظام الأسد في لحظة غضب في حق أي شخصية، وإن كانت حليفة، إذا اعتبر أنها انتقلت من باب الولاء له إلى مساعدة أعدائه عليه.
رئيس الحكومة اللبنانية الحذر والمرتاب بطبيعته تهيّب الموقف، على ما روى لـ”الشفاف” السياسي اللبناني الوثيق الصلة بنظام الأسد، خصوصاً أن التهديد الصريح والفظ الذي تلقاه لا يقتصر عليه بل يشمل أفراداً من عائلته تربطهم علاقات ممتازة، بل شراكة مصالح، مع عائلة الأسد. فسارع ميقاتي إلى إرسال شقيقه طه إلى دمشق كي يلتقي الأسد ويشرح له أن لا دخل لميقاتي في كل ما يُتّهم به، وأنه أبعد الناس عن التآمر على النظام السوري. أما السياسة التي يتبعها فهي الوحيدة الممكنة إذا كان الأسد يرغب في بقاء الحكومة في لبنان، وفي أن تبقى الأوضاع هادئة في البلد الصغير المجاور كي يتمكن من مساعدة نظام الأسد وأداء دور الرئة للأسد في وقت هو في أمس الحاجة إلى المساعدة في محنته، لا سيما في ظل الحصار الدبلوماسي والمالي والتجاري الشديد الوطأة، والذي يفرضه عليه المجتمع الدولي بكل دوله وفي طليعتها الدول العربية.
لكن المفاجأة التي أذهلت ميقاتي أن الرئيس الأسد لم يستقبل شقيقه طه إلا دقائق معدودة ولم يسمح له بالجلوس بل كلمه وقوفاً. وعند ذلك تأكد ميقاتي أنه خسر مكانته عند آل الأسد وأن وضع أفراد عائلته قد يكون خطيراً، فغادر شقيقه طه وأفراد عائلته لبنان ليتنقلوا بين لندن وباريس، بينما يراهن ميقاتي على الزمن لعلّ غضب آل الأسد عليه يهدأ قليلاً.
استقبل “طه” وقوفاً: الأسد وجّه تهديداً “فظاً” لميقاتي بسبب الصحفية الفرنسية
همّنا على الرئيس سليمان الخائف أساساً دون سبب والآن صار عنده سبب وجيه ان يخاف مثل ميقاتي. هذا نتيجة اللعبجة المتشاطرة يمين يسار حتى يسقط اللعبجيون في الفراغ الوسطي. نصيحة لسليمان بأن يطلق تصريحاً أو أكثر كتصريحاته الذكية يلي تعطي الجميع نصيبهم دون ان تعطي أحداً الارجحية. تصريح مع زيادة شوية ملح وبهار أسدي لإرضاء الأسد. لكن هذا سيزعّل أعداء الأسد وهو كثيرون وفي طليعتهم الشعب السوري وأنصاره في لبنان والغرب والسعودية إلخ…
استقبل “طه” وقوفاً: الأسد وجّه تهديداً “فظاً” لميقاتي بسبب الصحفية الفرنسية
العجرفة التي يتصرف بها آل الأسد، توحي بأن القرداحة التي يتحدرون منها، كانت فيما مضى عاصمة الإمبراطورية الرومانية، متناسين أنها عبارة عن قرية ريفية متخلفة كانت تصدّر الخدم والمنتوجات الحيوانية للمدن والحواضر السورية لا أكثر، ومنذ حوالي أربعين عاما إقتصر دورها على إنتاج وتصدير المصائب والكوارث والفساد والنفاق وثقلاء الدم
استقبل “طه” وقوفاً: الأسد وجّه تهديداً “فظاً” لميقاتي بسبب الصحفية الفرنسية
حتى اليوم، و رغم كل الذين قتلهم نظام الإجرام الأسدي من حلفائه قبل أعدائه في لبنان، ما زال الرئيس ميقاتي و سواه يأملون من خيرًا، و كم هي معبّرة جملة «ما متت ما شفت مين مات؟».
استقبل “طه” وقوفاً: الأسد وجّه تهديداً “فظاً” لميقاتي بسبب الصحفية الفرنسية
ان عاجلا او اجلا سيكون الزرافه -وليس البطه كما تدلعه بعلته- اثرا بعد عين فالوضع لايمكن ان يستمر لا على ماهو عليه ولا على ما كان في السابق فكل عورة انكشفت وسقطت الأقنعة واتضح ان الفرس اشبعوا الحكم النصيري من المتعة الى درجة انه لم يعد يعرف من معه ومن عليه فمهلا ياشام العز والعروبة ان النصر لقادم ولو تخلت عنكم العرب والعجم لصالح عيون اسرائيل وحاميها النظام الزرافي الفارسي الشيعي المتطرف باعث القاعده من سباتها ومغذيها وحاميها مع القواده ايران وامريكا.