“الشفاف”- خاص
زعم العقيد المصري اللاجئ إلى سويسرا، محمد الغنّام، أن المصري محمد محمود قطب الذي اختطف في العراق (وأطلق سراحه) “هو على الأرجح رجل أمن ذو رتبة عالية وليس ديبلوماسياً”. وأنه قد يكون من “المختصين بشؤون الحركات الإسلامية المتشددة”. واعتبر أن عملية خطفه كانت “عملية إستدراج” وليس عملية خطف عشوائية.
وقال أنه “إذا كانت جميع السفارات من جميع دول العالم تضم بين موظفيها رجال مخابرات وأمن يعملون بالطبع تحت ستار ديبلوماسي، فإنه من البديهي أن يكون الجانب الأكبر من موظفي السفارات الموجودة في العراق في ظل الظروف الحالية من رجال الأمن ، وهو أمر لا تستثنى منه السفارة المصرية. ومن البديهي أيضاً أن يكون رجال الأمن العاملين بها من المختصين بالشؤون العربية، خاصة العراق والدول المحيطة بها، ومن المختصين بشؤون الحركات الإسلامية المتشددة.
ويقول الغنّام، في بيان وردنا من “المرصد الإسلامي الإعلامي” بلندن: “وإذا كان السيد محمد ممدوح قطب قد باشر جانباً من أعمال التفاوض واستلام الرهينة المصري الذي كان محتجزاً قبله بالعراق، فإن هذا يؤيد إحتمالات كونه من رجال الأمن، فمثل هذه الأعمال تسند عادة- خاصة في دول العالم الثالث- لرجال الأمن وليس لرجال الديبلوماسية.” ويضيف: “بل إنني أرجح أن خاطفي الرهينة المصري الذي استلمه منهم السيد قطب قبل اختطافه هو نفسه بأيام قليلة، قد استخدموا هذا الرهينة كطعم لاصطياد “السمكة الكبيرة”، أي السيد قطب”.
لحساب من يعمل الخاطفون؟
ثم: “يبدو من الصور التي نشرت للسيد قطب أنه في حوالي العقد الرابع من العمر مما يوحي أنه من الضباط ذوي الرتب الكبيرة”. ويعتبر الغنّام أن عدم توفير الحماية الكافية لمثل هذا الشخص يشكل “إهمالاً خطيراً” من جانب أجهزة الأمن المصرية لأن “شخصاً بمثل رتبة السيد قطب.. يملك الكثير من المعلومات عن العمليات والأنشطة السرية المصرية في العراق والدول المحيطة به، ولا شك أنه إذا باح بمثل تلك المعلومات فإن ذلك يمكن أن يمثّل ضربة قاضية لمثل تلك الأنشطة، خاصة أن أحداً لا يعلم بالجهة التي يمكن أن تؤول إليها مثل تلك المعلومات ولا لحساب من يعمل الخاطفون”.
ويقول الغنّام أن اختطاف السيد قطب هو مؤشر واضح على نقص كفاءة أجهزة الأمن المصرية “في ظل إسناد المناصب القيادية في تلك الأجهزة لعناصر منحرفة سبق تورطها في عمليات الفساد.. من أمثال الأخوين عدس وطلعت كامل نصّار..”.
ويضيف غنّام، مندّداً بنظام الرئيس مبارك، أنه “حتى بالنسبة للمعلومات الإستخبارية التي يقدمها للولايات المتحدة عن المصريين من أعضاء تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات المشابهة فإنها قد بليت وفقدت الجانب الأكبر من قيمتها، إما لأن الأحداث قد تجاوزتها أو لأن أجهزة الأمن الغربية- بعد أن كثّفت نشاطاتها في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر 2001- قد أصبحت قادرة على الحصول بنفسها عليها..” ويربط الغنّام ما حدث في العراق بـ”تحذير الفصائل الفلسطينية للنظام المصري من التدخل في قطاع غزة “.
وكان العقيد محمد الغنّام “مدير البحوث القانونية بوزارة الداخلية المصرية” وخبيراً بمكافحة الإرهاب، قبل أن يغادر مصر ويطلب اللجوء السياسي في سويسرا.
وإذا ما صحّت معلوماته، فإنها تعني، على الأرجح، أن الجهة الخاطفة تقيم صلات مع جهات رسمية يمكن للحكومة المصرية الضغط عليها، أو طلب تدخّلها، لاستعادة ضابطها المخطوف. وهذا يشير إلى خاطفين على صلة مع واحدة من الدول المجاورة للعراق، وليس إلى جماعات أصولية. خصوصا أن قناة الجزيرة، المختصة بشؤون جماعات الخطف في ما يبدو، نقلت عن “أحد الخاطفين” أنه “«تقرر إطلاق سراح محمد ممدوح قطب نظرا لأنه يتمتع بوازع ديني وأخلاق مهذبة»، وشدد على ان الخاطفين رفضوا تلقي أي مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحه»!