المركزية – تترقب الاوساط السياسية بكثير من الاهتمام المواقف والتحركات التي ترسم طبيعة المسار الذي يتطلع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الى سلوكه محلياً واقليمياً.
لذلك لم تفاجىء اللهجة المتشددة لجنبلاط منذ اسبوعين تقريبا ضد النظام السوري المراقبين والتي طالب فيها الزعيم الدرزي بإبعاد القيادات السورية الى اقاصي سيبيريا وأدان في الوقت نفسه اعضاء الطائفة الدرزية المتعاونين مع اركان النظام.
والملاحظ ان المواقف النارية هذه ضد دمشق ونظام الرئيس السوري بشار الاسد اتت بعد ايام من زيارة خاطفة قام بها رئيس جبهة النضال الى تركيا وتحديدا في السادس عشر من شهر شباط الفائت، حيث التقى هناك وزير الخارجية التركي داود اوغلو لأكثر من ثلاث ساعات عرض خلالها التطورات في المنطقة من باب ما يعرف بالربيع العربي وتوقف ملياً على ما يقول مقربون عند الاحداث الدائرة في سوريا وعمليات القمع التي يرتكبها النظام اضافة الى مسار الامور على الارض والاتجاهات المتوقع سلوكها.
وتكشف الاوساط هنا، عن وساطات واتصالات يجريها بعض قيادات قوى الرابع عشر من آذار مع المملكة العربية السعودية من اجل مصالحة الزعيم الدرزي والفريق الملكي الحاكم، اذ يتوقع في هذا المجال ان يقوم الزعيم الدرزي بزيارة قريبة الى السعودية لإعادة الدفء الى علاقاته بقيادة هذا البلد بعد البرودة التي اصابتها في اعقاب توتر العلاقة بين جنبلاط والرئيس سعد الحريري نتيجة ترك جنبلاط قوى 14 آذار والفريق الحكومي الذي اطاح بالحكومة السابقة في العام 2010. وتقول الاوساط من المؤكد ان الانقلاب في مواقف جنبلاط ينطلق من البعد الطائفي للنزاع مع النظام السوري ومصير الطائفة الدرزية. وان جنبلاط في مواقفه هذه يطمح ليصبح قائداً لكافة الطائفة الدرزية في ظل المخاوف من رهان النظام السوري او بالاحرى فريق الرئيس الاسد على تقسيم البلاد وانكفاء عائلة الاسد والمقربين منها الى المناطق العلوية المعروفة بتجانسها.
علما ان هذا السيناريو لن يتحقق ويصبح واقعاً قائما على الارض من دون اجبار السكان على النزوح بالقوة لإحداث عمليات الفرز وهذا ما سيدفع ثمنه الدروز الذين يقطنون في مناطق ذات غالبية سنية وعلوية.
وتشير الاوساط الى انه يمكن في ضوء هذا السيناريو فهم مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي المتشددة من حلفاء دمشق في لبنان، خصوصا الدروز منهم.
كذلك فإن دعوته الدروز في سوريا الى عدم الوقوف الى جانب النظام تأتي خوفا من تعرضهم لحملات انتقامية من قبل الجماعات السنية الراديكالية المعارضة والتيارات السلفية وتحديدا عناصر “القاعدة” التي وصلت الى سوريا من العراق وليبيا. وتربط الاوساط هنا بين زيارة الزعيم الدرزي الى تركيا وسفير الزعيم المسيحي رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الى كردستان قبل فترة وجيزة والذي طرح ايضا سبل حماية المسيحيين وتجنيبهم ردات الفعل الانتقامية من قبل الجماعات السلفية نتيجة مواقفهم الضبابية والداعية الى النأي بالنفس مما يجري على الارض من عمليات قتل وابادة سواء من هذا الفريق او ذاك.
وتسأل الاوساط هل ان الامور اتت مصادفة على سلوك مثل هذا المنحى ام ان هناك تنسيقاً من قبل الجانبين يصب في اطار تعاون الاقليات لحماية نفسها مما يجري على الارض وتتجه اليه التطورات لاحقا؟