تشير معلومات من العاصمة اللبنانية الى ان هناك من يسعى الى سحب البساط من تحت أقدام “تيار المستقبل”، في ما بات يعرف اليوم بـ”الوسطيين”، وان هؤلاء ينالون دعماً من المملكة العربية السعودية التي تريد إحتواء جميع التيارات والشخصيات السنية، على ان لا تبق حصرية تمثيل “السنّة” اللبنانيين معقودة للحريري وتياره.
وتضيف ان “الجماعة الإسلامية”، قد تكون اليوم أقرب الى “الوسطيين” منها الى تيار المستقبل، بعد ان استنفدت جمهور المستقبل وأمّنت وصل نوابها الى المجلس، وعملت على تعزيز حضورها السياسي والشعبي على حد سواء على حساب المستقبل.
والى الجماعة الإسلامية، هناك “التيارات السلفية”، التي استفادت أيضا من تيار المستقبل، من جهة، ومن مجريات الثورة السورية مؤخرا، لزعزعة جمهور المستقبل، بعد ان أوغلت هذه التيارات بعيدا بعيدا في دعمها للثوار في سوريا، متجاوزة في دعمها هذا تيار المستقبل.
والى ما سبق هناك ايضا في الشارع السني اللبناني شخصيات عدة لا توافق “المستقبل” توجهاته وخياراته، السياسية منها والاقتصادية. ويتقدم هؤلاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة السابق عمر كرامي، وسواهما من الشخصيات السنية.
وفي سياق متصل تشير المعلومات الى ان المملكة العربية السعودية، التي تعيد النظر في سياستها اللبنانية التي اعتمدتها منذ العام 2005 الى حين إنهيار ما سمي بمبادرة “السين سين”، أصبحت اليوم أقرب الى إعتماد آلية استيعاب جميع التيارات والجماعات السنّية والشخصيات على اختلافها. وبناءً عليه، سوف توجه دعوة الى الرئيس نجيب ميقاتي ليزور المملكة، بعد طول جفاء، خصوصا أن ميقاتي أظهر في الممارسة ميلاً الى عدم التفريط بما يعرف بـ”الثوابت السنية”، التي أقرت في لقاء دار الفتوى، عقب إسقاط حكومة الرئيس الحريري. كما موّل المحكمة الدولية، و”أخذ علماً” بالتجديد لها، من أن تسجل الحكومة اللبنانية أي اعتراض. وحافظ على المراكز الأمنية للطائفة، وذلك من دون أن يكلف الحكومة السعودية اي عبء مالي او معنوي.
والى ميقاتي رجحت المصادر أيضا أن يزور رئيس جبهة النضال الوطني النيابية وليد جنبلاط المملكة، أيضا بعد طول جفاء، لبحث الشؤون اللبنانية والإقليمية.
ورجحت المعلومات ان ينعكس “الإنفتاح”، السعودي على المكونات التي تعترض على نهج الرئيس الحريري، في تحالفات انتخابية سوف تأخذ في طريقها بعضا من كتلة المستقبل النيابية، خصوصا في دائرة الشوف. فتحالف “الجماعة الإسلامية” مع وليد جنبلاط، سوف يضع أنصار “المستقبل” في الدوائر السنية – الدرزية المختلطة في موقف حرج. كذلك سوف يواجه المستقبل صعوبات من نوع مختلف في دوائر الشمال بعد ان تؤمن المملكة الغطاء السياسي للقيادات السنّية على غرار الرئيس ميقاتي.