زحلة – دانييل خياط
البقاع وامنه في قبضة “محمد فياض اسماعيل”، وهذا الاسم تعرّف به الاجهزة الامنية العصابة التي تتلقى منها الضربات منذ آب الماضي. الضربة الاخيرة سددتها ليل الاحد – الاثنين الى الامن والسياسة معا باقتحامها منزلا تقطنه عائلة سورية في مجمع سكني مقفل في منطقة الكرك، تصل اليه من طريق تسلكها مركبات قوى الامن الداخلي بين سجن زحلة للرجال ومخفر المعلقة، وخطفها ابني العائلة المراهقين للمطالبة بفدية، في حين لا تزال العصابة المشتبه بها تحتجز ثلاثة سوريين هم عماد وهشام عبد الرؤوف وخالد حماده من اصل اربعة خطفتهم بقوة السلاح في 11 شباط الفائت على طريق تعنايل.
وبلغ التجرؤ على الامن ان تحضر، منتصف ليل الاحد – الاثنين سيارتان رباعيتيا الدفع “هامر” و”بيك اب” من نوع “تاهوما”، الى المدخل الرئيس للمجمع السكني “غرين سيتي” في الكرك، انتحل من فيها صفة امنية ليجبروا ناطور المجمع تحت تهديد السلاح على فتح الباب. رابطت احدى السيارتين عند المدخل الخارجي، وتوغلت الثانية بين صفين من الفيلات، وصولا الى الفيلا التي تقطنها بالايجار منذ نحو سنة عائلة سورية من بلدة مضايا، مؤلفة من الوالدة جومانا وولديها المراهقين براء (16 سنة) وعلي (14 سنة) وطفلتها التي لم تبلغ الثالثة من عمرها، فيما رب العائلة محمد عز الدين غائب في السعودية حيث يعمل. ترجل المسلحون وبقي أربعة منهم خارج الفيلا بينما تولى اثنان خلع الباب الخشبي للفيلا، حيث كان أفراد العائلة خلدوا الى النوم مطمئنين الى أنهم في مجمع مغلق، فلم يقفلوا الباب الحديد. سدد المسلحان مسدسا الى رأس الطفلة، وامرا الوالدة بفتح الخزنة وسلباها 30 الف دولار ومصاغها والاجهزة الخليوية لافراد العائلة، واقتادا معهما براء وعلي، وقالا للام “اذا كنت تريدين ان تري ولديك مجددا فعليك دفع فدية”. وغادروا من دون ان يفيق ابن اخت جومانا الذي كان في ضيافة العائلة نائما في احدى نواحي الفيلا، ولا الجيران الذين علموا بالواقعة من صراخ الام المنهارة واستنجادها بهم.
وحضرت الاجهزة الامنية على اختلافها والنائب العام الاستئنافي في البقاع، واستمعت الى افادة الوالدة وابن اختها واقتيد الناطور للتحقيق. وتتجه الشبهة نحو “عصابة محمد فياض اسماعيل”. وافاد احد الاجهزة الامنية ان احد اصدقاء براء تلقى على هاتفه الخليوي اتصالا من رقم سوري في محيط بريتال طلب فيه الخاطفون فدية 3 ملايين دولار. وأضاف لاحقاً أن قوة من الجيش دهمت عدداً من المنازل في بريتال.
وكلما وقعت عملية خطف في البقاع تنطلق أسئلة عن سهولة انتقال الخاطفين – الذين تقول الاجهزة الامنية انها تعرف هوياتهم – على الطرق الدولية والفرعية، وعن سهولة انتحال الصفة الامنية والعسكرية تسهيلا لتنفيذ عمل جرمي: ففي عملية خطف الاشقاء السوريين والمستخدم لديهم، ارتدى الخاطفون ملابس عسكرية، ونقل مصدر امني عن افادة الشقيق الذي اطلقوه اسامة عبد الرؤوف انهم تمكنوا خلال اقتياد المخطوفين من عبور حاجزين للجيش معرّفين عن انفسهم بأنهم “مخابرات الجيش”. وفي عمليتهم الاخيرة لم يكلف الخاطفون أنفسهم عناء اخفاء وجوههم، واكتفوا باستخدام صفة امنية لاقتحام المجمع السكني.
وتقول الاجهزة الامنية ان الخاطفين يقتادون رهائنهم الى الجرود بين بلدتي بريتال والطفيل على الحدود، وهي منطقة حساسة امنيا لـ”حزب الله”، فلماذا يسمح الحزب لعصابة بأن تلعب في ملعبه؟
بحماية حزب الله: البقاع في قبضة “عصابة محمد فياض إسماعيل”؟
يقول المثل الشعبي
دود الخل منو وفيه