رسالة إلى سيادة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس
سيادة البطريرك: حضرتكم بموقعِ الزعامة الروحية لأكبر طائفة مسيحيّة في سورية لأكثر من ثلاثين عاماً. عرفتكَ شخصيّاً عندما زرتَنا في قرية المزينة في وادي النصارى في عام 1981. يومها نزل الناسُ إلى الشوارع يرقصون ترحاباً بكم ورشّوا الرز والزهور كونكم تمثّلون ضميرَ الناس الحيّ.
نعرفك وطنياً سورياً مخلصاً محبّاً لشعبك. الوطنُ حالياً في خطر. سورية العظيمة عبر التاريخ تئنّ الآن. الشعبُ الثائر والمطالبُ بكرامته يُقتلُ بيدٍ باردة من عائلة مجرمة لم تعرف إلا القتل عبر أربعة عقود. نعمْ عائلة ومخلوف عاثتْ فساداً وشراً. انتهكت الأعراضَ والحرمات. قُتِل الأطفالُ وشرّدت العوائلُ، وأصبح لنا لاجئون سوريين في الدول المجاورة.
منذ متى كان السوريون لاجئين إلا في عهد بيت الأسد؟ منذ متى كان المسيحيّون السوريين يحتاجون إلى حماية إلا في عهد عائلة الأسد المجرمة؟
المسيحيّون في سوريا هم أبناء الوطن وهم ليسوا بحاجةٍ لأحد ليحميهم.
هل نسيتم يا سيادة البطريرك أنّ مسلمي سورية هم من رفعوا فارس الخوري على الأكتاف؟
هل نسيتم يا سيادة البطرك أن مسيحيي سورية يحتفظون برسالة الخليفة عمر بن الخطاب في دير مارْجرجس إلى الآن؟
منذ متى كان المسيحي يصمتُ على الضيم؟
منذ متى كان المسيحيّ يسكتُ على القتل واستباحةِ الأعراض؟
منذ متى كان المسيحيّ يرى أبشع الجرائم في تاريخ الانسانية تُرتكب أمام عينيه وهو قاطنٌ ساكت لا ينبسُ ببنت شفة؟ نحن نعلمُ يا سيادة البطرك أن لديكم إنسانية وأنكم تنصرون المظلوم ولا مجالَ لأن نضعكم في مقام الشيخ مفتي بشار الأسد “حسون”، لكن نريد موقفاً علنياً يا سيادة البطريرك. موقفٌ علنيّ ضدّ السفاح ومع الشعب الجريح.
ممَّ تخاف يا سيدي البطرك؟ على حياتك؟ أنتَ قاربتَ التسعين من العمر.
من السجن؟ السجنُ للشرفاء. المطران هيلاريون كبوشي أمضى أربع سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي الشريك للاحتلال الأسدي، ولسبب بسيط هو أنّه دعم الثوار الفلسطينيين.
نريدُكَ وبشكلٍ علنيّ وليس سريّ أبداً أن تكون على الجانب الصحيح من التاريخ، ألا وهو دعم الشعب الجريح ومقاومة الأسد السفاح. المسيحيون في الداخل والخارج هم أبناءُ هذا الوطن، يبكون لبكائه وينزفون بنزيفه، وهم يستشهدون لإحيائه. هم من أفراد هذا الشعب. إنّنا نشاركُ في هذه الثورة بكل جوارحنا، ولا ننتظرُ شيئاً من رأس كنيستنا المباركة، لكنْ حريّ برأس هذه الكنيسة أن يشعرَ معنا وأنْ يشاركَنا معاناتنا، لأنّنا أبناء هذا الوطن، وما أروع أنْ يكون القائد الروحيّ مُلتحماً مع شعبه!
لقد ماتَ المسيحُ شهيداً. السيّد المسيح أوّل شهيد عرفتْهُ الانسانية. لقد صلبَ اللصوص اليهودُ السيدَ المسيح، وها هم شركاء اليهود لصوصُ بيت الأسد وبيت مخلوف يصلبون الشعب السوريّ بأكمله. لقد خلّصنا المسيحُ بشهادته. وشهداء سورية الأبرار سيخلّصوننا من هذا الطاغية.
عشتمْ وعاشتْ سورية
الدكتور وليد نادر
مسيحي أرثوذكسي المولد من وادي النصارى
طبيب الداخلية الحائز على البورد الأمريكي