ليس للنساء فقط زيهن الموحد في الضاحية. فالرجال يحرصون على الظهور بزي موحد أيضا. والكلام هنا عن الحزبيين، وهم الأكثرية. فـ”الأخ”، كما يُطلَق على المنتمي لحزب الله، لا يجوز أن يرتدي قميصا بأكمام قصيرة، ففي ذلك إشكال شرعي. كذلك لا يجوز أن يترك الزرّ الأعلى عند ياقة القميص مفتوحاً، تبعاً للفتوى الشرعية التي تحبّذ ستر العنق من باب “الأحوط إستحبابا”! ويفضل أن تكون ياقة القميص”عسكرية”، أي بلا أطراف على الطريقة الإيرانية، كما أنه لا يجوز لـ”لأخ” وضع قميصه تحت البنطلون، بل عليه أن يسدله فوقه! ولكي تكتمل العدة، لا بدّ من إرخاء اللحية والسبحة، ووضع خاتم “النجمة” في بنصر اليد اليمنى، إضافة إلى خاتم آخر يختاره صاحبه من ضمن مجموعة محددة من الخواتم التي تحمل نقوشاً دينية يوضع في الخنصر إلى جانب خاتم النجمة. ويشتهر النائب الإلهي في البرلمان اللبناني علي عمار، أو “ملك الخواتم”، بمجموعة من الخواتم النادرة الكبيرة الحجم.. كما درجت في الآونة الأخيرة موضة القبعة، وصار “الإخوان” يعتمرون القبعات المتشابهة بالشكل دون اللون، رغم أن اللون الكاكي العسكري هو أفضلها، تيمناً بقبعة المعاون الحهادي الشهيد عماد مغنية، الذي تمت تصفيته في دمشق. وهكذا، انضمت القبعة إلى مجموعة أزيائهم الموحدة.
في الضاحية تتردد العبارات الدينيةعند كل فعل مهما كان حجمه ونوعه. “السلام عليكم” عند اللقاءات، “الحمد لله” بعد الشرب والأكل والسؤال عن الصحة، “آجركم الله” بعد إسداء خدمة معينة، “يا زهراء”، يا علي” عند القيام والقعود، “أستغفر الله” عند نسيان أمرٍ ما أو الإعتراض على أمر ما، “بسم الله” عند المباشرة بأي عمل مهما كانت أهميته! وعبارات أخرى، دخلت في صلب المجاملات الإجتماعية، مثل “في أمان الله”، “أجركم على الزهراء”، “يرحمكم الله”، “بالنصر”، “بالشهادة”، “نصيبكم الجنة”، وما شابه.
فتوى الرقص على الطريقة الإيرانية
في الضاحية، تستبدل حفلات الأعراس بالموالد النبوية، وهو تقليد يتبعه المؤمنون لأي جهة انتموا، يراعى فيها عدم الإختلاط بين الجنسين. وعادةً ما تفتتح هذه الموالد بمجلس عزاء حسيني، ثم فاتحة التوفيق، ومن ثم الأناشيد الدينية الخاصة بالمناسبة، دون موسيقى باستثناء آلة إيقاع واحدة هي”الرق” التي، كما يقال، قد حللها رسول الله. في بعض الأحيان، يقوم منشدو الموالد باقتباس ألحان أغنيات لبنانية معروفة ويستبدلون كلماتها بكلمات دينية، ويدبكون ويرقصون على إيقاعها. وقد صدرت مؤخرا عن مرشد الثورة السيد علي خامنئي فتوى بتحريم الرقص الخليع، أي هز الخصور والأكتاف والصدور كما تفعل الراقصات الشرقيات، في الموالد النسائية، والإلتزام بالرقص على الطريقة الإيرانية.
حين تكون في الضاحية جالسا مع أصحابك أو جيرانك، أو كنت في المقهى، في السوق، في الشارع، أو أي مكان آخر، وسمعت المؤذن ينادي “الله أكبر”، يجب أن تضع يدك اليمنى على رأسك وتقف إجلالاً، إذا كنت واقفا. وتتوقف عن المشي برهة إذا كنت سائراً، وإلا فأنت غير مؤمن، أو أن إيمانك ضعيف! كذلك يجب عليك فعل الشيء نفسه عند ذكر اسم “الإمام المهدي” الذي يعبر عنه بصفة “قائم آل محمد”! أما إذا كنت في “مجلس عزاء”، ومن عادة المجالس أن تُختَ!تم بما يسمى “زيارة وارث”، أي “مناجاة ضريح الإمام الحسين”، يجب أن تقف أيضاً وتتجه بكليتك نحو الشرق، وترفع يدك اليمنى إلى مستوى عنقك، فاتحاُ كفك كأنك تسندها إلى الهواء، وتردد كلمات الزيارة خلف “القارئ”. وفي الختام، تمسح بكفّك على وجهك، وتصلي على النبي ثلاثا، وتقرأ “سورة الفاتحة”، يليها “دعاء الفرج” لمناشدة الإمام المهدي بتعجيل ظهوره!
“مجالس العزاء” و”زيارة وارث” و”دعاء الفرج” هي من الطقوس الجماعية التي يواظب حزب الله على تكريسها كعرفٍ إجتماعي، أو كوسيلةٍ إضافية من وسائل “التنميط” المتبعة لتأطير أبناء الطائفة الشيعية ضمن نموذج أصولي موحد.
ليس غريبا في الضاحية أن تجد أشخاصا يتكلمون الفارسية!
فعدا “المتفرغين” الذين يسافرون إلى ايران لإجراء دورات عسكرية في قواعد “الحرس الثوري”، والذين عليهم تعلم اللغة الفارسية، هناك دورات تجريها “المستشارية الإيرانية” تتيح لمن يرغب من أبناء الطائفة الشيعية تعلم الفارسية، وهم كُثُر. كذلك توجد في الضاحية معاهد خاصة لتعليم الفارسية، التي أصبحت اللغة الرسمية الثانية لسكانها!
“المنار” وحدها و”الجزيرة” اختفت..
سكان الضاحية لا يشاهدون سوى شاشة “المنار”، ولا يتابعون سوى برامجها. سواء السياسية أو الإجتماعية أو برامج الأطفال والمسلسلات، ولا فضول لديهم لمشاهدة غيرها من القنوات. يقصرون معرفتهم بالأخبار والمواقف السياسية على ما تقدمه! تأتي بعدها القنوات “الصديقة” مثل “العالم” (الإيرانية) و”الدنيا” (السورية) وأحيانا “قناة البرتقالة” الحليفة. ورغم التحالف العتيد مع حركة أمل إلا أن قناة “أن بي أن” ظلت منبوذة ولا تمتع بأي مصداقية تُذكَر! قبل أحداث سوريا، كانت قناة “الجزيرة” القطرية تزاحم “المنار” على الأولوية. أما قنوات مثل “العربية” و”المستقبل” و”إم تي في”، فليست مبرمجة أساسا على أجهزتهم.
السفر إلى الله وحده.. وأضرحة الأئمة!
في الضاحية، ينتشر عدد لا بأس به من مكاتب السفريات. واللافت أن هذه المكاتب تحمل أيضا أسماء مستمدة من الثقافة الدينية، وهي تعنى بالسفريات والسياحات الدينية فقط، و تؤمن الرحلات إلى الحج و”العتبات المقدسة” و”أضرحة الأئمة” في العراق وإيران وسوريا. أغلب زبائنها عوائل شهداء المقاومة الإسلامية، وأسر المقاتلين، ومتدينون. و يرصد حزب الله لخاصّته ميزانية سنوية، عبر مؤسساته الإجتماعية، تغطي تكاليف رحلات الحج والزيارة لكل فرد منهم.
كاميرات “الضاحية”: أكبر من شبكة “دبي”!
يتحكم أمن حزب الله بحركة سكان الضاحية عبر شبكة من كاميرات التجسس مزروعة في كافة أحيائها وشوارعها تنافس شبكة كاميرات المراقبة في “دبي” من حيث عددها، الأمر الذي يبعث على القلق عند بعض السكان، ويشكل صمام أمان لدى آخرين.
وتتركز أغلب الكاميرات في محيط مساكن مسؤولي الحزب ومؤسساته ومساجده ومنتدياته الثقافية والمقاهي والمطاعم التي يتردد عليها قياديوه,سكان الضاحية اعتادوا على ما يبدو على هذا النوع من الهيمنة الإضافية, الذي يطلقون عليه الأمن التصويري,وجلهم يعرف أين تتكثف المراقبة ويحدد الزوايا التي زرعت فيها الكاميرات,خاصة أولئك الذين يقطنون ضمن ما يعرف بالمربع الأمني,المنطقة الجغرافية التي تضم مباني الأمانة العامة ومؤسسات حزب الله الإجتماعية والأمنية ومساكن القيادين,والتي توسعت بعد عدوان تموز,لتشمل مناطق إضافية في قلب الضاحية,ولمزيد من فرض الأمن،يدور أسبوعيا على الشقق الواقعة ضمن نطاق المربع الأمني,عناصر أمنيون,يقومون بمسح شامل للمنطقة,يعيدون السؤال عن السكان وزوارهم وسياراتهم وأعمالهم ومواعيد خروجهم ودخولهم من وإلى المكان……..
يتبع
“جمهورية الضاحية” (1): لولا لهجة سكانها، لا يوجد في ملامحها ما يدل على أنها منطقة لبنانية!
“جمهورية الضاحية” ممسوكة” (2): تُذكّر بعالَم جورج أورويل في رواية”1984″!
السـلام عليكم
لكل طائفة او شعب اتجاهه وتقاليده، إما معتدل او بين بين او متشدد، إنما هي قناعات أشخاص في الإمتثال لما هو بادي لهم إما مقبول او منقوض.
أتمنى ان أرى اليوم الذي يتوحد فيه جميع الطوائف الإسلامية ولكنها نبؤة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن افتراق الأمة الإسلامية الى فرق عدة، انما اقول لا حول ولا قوة الا بالله. على كل وطني لبناني ان يكون وفياً لوطنه.
“جمهورية الضاحية” ممسوكة” (2): تُذكّر بعالَم جورج أورويل في رواية”1984″!
والله ها المقالة عم تسرد لنا الحوال الضاحية بنية خبيثة
ولكن الحمد لله انو اهل الضاحية هكذا هم ، يطبقون تعاليم الاسلام وي ليت كل الناس هيك.
الظاهر انت بتحب تروح على مجالس الخمروالعربدة والعهر يا” علي حيدر”
ما عم يعجبك التدين
روح قول لاخواتك البنات واماتك يخرجوا الى الشارع شبه عراة ممكن ها الشي بيعجبك يا واطي
“جمهورية الضاحية” ممسوكة” (2): تُذكّر بعالَم جورج أورويل في رواية “1984!
سبحان الله..انت تسرد لنا طبائع الناس!! وانت شو دخلك فيهم؟!! ولا فيه من يحمل لحيته والاخر يتعاجز منها..مقاله غير مفيده..فلان وقف يدعي فلان قال الحمد لله وفلان وفلان..انت شو دخلك بالناس!!!!!!!!
“جمهورية الضاحية” ممسوكة” (2): تُذكّر بعالَم جورج أورويل في رواية “1984!
الله ينصرك ياسيد المقاومه يابطل يامحير اعدائك وعملاؤهم الصغار فيك