النظام السوري ساقط حتماً. ولن تنفع لا الجرائم المنظمة التي يقوم بها آل الأسد، ولا دعم حزب الله وإيران، ولا أجهزة الأمن اللبناني العميلة لآل الأسد في تجنّب النهاية المحتمة. لكن السؤال الذي بات لا بد من طرحه هو: هل تكون آخر “هدية” يقدّمها آل الأسد لشعب سوريا هي إغراقه في الحرب الأهلية. علامات البداية واضحة، وهي تتمثّل في الإنفراط المتزايد للجيش، وفي لجوء جماعات من المدنيين في حمص وحماه إلى مقاومة الأمن والشبيحة بالسلاح.
مطلب “الحظر الجوي” الذي رفعه شعب سوريا يوم أمس الجمعة بات أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى!
*
مقتل 17 من عناصر الامن والجيش السوري وثلاثة مدنيين في حمص
اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل ثلاثة مدنيين السبت في قصف ورصاص قناص في حمص بينما قتل 17 من عناصر الامن والجيش في اشتباكات بين الجيش ومسلحين ليل الجمعة السبت في المنطقة نفسها وسط سوريا.
وقال المرصد ان “ثلاثة شهداء مدنيين سقطوا صباح اليوم في مدينة حمص احدهم شاب استشهد من حي دير بعلبة برصاص قناصة على حاجز في البياضة”.
واضاف ان القتيلين الآخرين سقطا “في حي باب عمرو اثر قصف بالرشاشات الثقيلة”.
واوضح المرصد ان “اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي السوري ومسلحين يعتقد انهم منشقون عند دوار الرئيس وسمع صوت انفجار كبير هز المنطقة اثر اصابة مدرعة للجيش النظامي”.
وتابع ان “اعمدة الدخان تتصاعد من مبنى حكومي قرب جامعة البعث”.
وكان المرصد تحدث في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه عن “اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومسلحين يعتقد انهم منشقون في حي باب السباع” في حمص.
وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ان حاجزين هما “حاجز القلعة وحاجز الفارابي دمرا بشكل كامل وقتل اكثر 17 من عناصر الامن والجيش النظامي السوري عليهما”.
ونقل عن “ناشط في المنطقة” قوله ان “ضابطا برتبة رائد وعشرات الجنود في الحي انشقوا (عن الجيش) بينما سقط اكثر من اربعين شخصا من الجانبين بين شهيد وجريح ودمرت مدرعتان للجيش النظامي السوري”.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان ذكر ان 36 شخصا قتلوا الجمعة برصاص قوات الامن السورية بينما تظاهر ناشطون مناهضون لنظام بشار الاسد في “جمعة الحظر الجوي”.
من جهة اخرى، اعتقلت قوات الامن السورية صباح اليوم السبت عشرة اشخاص في اطار حملة مداهمات واعتقالات في قرية الدوير بحثا عن مطلوبين للاجهزة الامنية.
وارسلت اللجنة الوزارية العربية “رسالة عاجلة” الى الرئيس السوري بشار الاسد الجمعة اعربت فيها عن “امتعاضها لاستمرار عمليات القتل”، مطالبة اياه بفعل “ما يلزم لحماية المدنيين”، كما افاد بيان رسمي.
وقالت اللجنة في بيان صدر في القاهرة ان “اللجنة الوزارية العربية وجهت رسالة عاجلة للحكومة السورية بعد اللقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد تبدي فيها امتعاضها لاستمرار عمليات القتل”.
واضاف البيان ان اللجنة “تأمل أن تقوم الحكومة السورية بما يلزم لحماية المدنيين، وتتطلع للقاء يوم الاحد 30 تشرين الاول/اكتوبر الجاري للوصول إلى نتائج جدية”.
وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاجية لا سابق لها اسفر قمعها من جانب السلطات عن مقتل اكثر من ثلاثة آلاف شخص بينهم 187 طفلا على الاقل بحسب الامم المتحدة.
وتتهم دمشق “عصابات ارهابية مسلحة” بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.
*
دبابات سورية تقصف حمص بعد انشقاقات بالجيش
عمان (رويترز) – قال سكان ان دبابات سورية قصفت أحد الاحياء القديمة في حمص يوم السبت في أحد أعنف الهجمات منذ شدد الجيش هجومه على المدينة قبل أسبوعين لقمع احتجاجات وانشقاقات جديدة.
وأضافوا أن عددا من المنشقين من الجيش احتموا بحي باب عمرو قبل يوم اضافة الى مئات كانوا انشقوا من قبل بالفعل.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان التقارير الاولية تشير الى أن قتيلا سقط وأصيب خمسة على الاقل في الهجوم.
وأفاد سكان ونشطاء أن الدبابات كانت تطلق نيران أسلحة مضادة للطائرات يستخدمها الجيش لقصف أهداف برية ونيران مدافع رشاشة ثقيلة. وأوضح تسجيل فيديو بث على موقع يوتيوب للتواصل الاجتماعي على الانترنت مبنى واحدا على الاقل يحترق.
وقالت المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) ان هجوم الجيش على حمص قتل 300 مدني على الاقل خلال الايام العشرة الماضية وتم اعتقال 30 ألفا منذ بدء الانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد في مارس اذار.
وصرح الاسد – وهو من الطائفة العلوية وهي أحد مذاهب الشيعة – مرارا بأنه يستخدم وسائل شرعية لمواجهة المتشددين المدعومين من الخارج ويسعون لاشعال صراع طائفي. وأغلب سكان سوريا من السنة.
وتقول السلطات ان العملية العسكرية تهدف الى تطهير حمص من “المجموعات الارهابية المسلحة”. وتمنع السلطات وسائل الاعلام المستقلة من العمل في حمص وبقية أنحاء البلاد مما يجعل عن الصعب التأكيد بشكل مستقل من الروايات.
*
القوات السورية تقتل 40 ومحتجون يحثون على الحماية
عمان (رويترز) – قال نشطاء وسكان ان القوات السورية قتلت بالرصاص ما لا يقل عن 40 مدنيا يوم الجمعة عندما اطلقت النار على متظاهرين يطالبون بتوفير حماية دولية من قمع الرئيس بشار الاسد للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية.
وجرح عشرات المحتجين ايضا واعتقل المئات في واحد من ادمى الايام خلال سبعة اشهر من الاحتجاجات المطالبة بانهاء 41 عاما من حكم عائلة الاسد مما دفع وزراء عرب الى ارسال اقوى رسالة لهم حتى الان الى الاسد تطالب بوقف قتل المدنيين.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية عن اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية قولها انها” وجهت رسالة عاجلة الجمعة الى الحكومة السورية تعبر فيها عن امتعاضها الشديد لاستمرار عمليات القتل ضد المدنيين السوريين.”
وقالت ان اللجنة “عبرت عن أملها أن تقوم الحكومة السورية باتخاذ ما يلزم لحماية المدنيين و قالت انها تتطلع الى لقاء مع المسئولين السوريين يوم الاحد 30 من الشهر الجارى فى العاصمة القطرية الدوحة للوصول لنتائج جدية وايجاد مخرج للازمة السورية.”
وسقط أغلب القتلى في مدينتي حماة التي ارسل اليها الاسد دبابات وجنود لسحق مظاهرات ضخمة قبل ثلاثة اشهر وحمص وهي مركز للاحتجاجات ولمعارضة مسلحة متصاعدة لحكمه الاستبدادي.
وكتب على لافتة حملها محتجون في حي الخالدية ان “منطقة حظر طيران مطلب مشروع لحمص.”
ولعبت طائرات حلف شمال الاطلسي دورا محوريا في اسقاط الزعيم الليبي معمر القذافي ولكن التحالف الغربي لم يظهر استعدادا للتدخل في سوريا لوقف العنف الذي تقول الامم المتحدة انه اسفر عن سقوط ثلاثة الاف قتيل.
ودعا المجلس الوطني السوري المعارض الى حماية دولية. ولم يطلب المجلس صراحة تدخلا عسكريا على الرغم من اعراب محتجين في الشوارع عن هذا الطلب على نحو متزايد.
ولم يستخدم الاسد طائرات حربية ضد المحتجين ولن يكون لفرض منطقة حظر طيران تأثير يذكر على القمع اذا لم يهاجم الطيارون قواته البرية وقواعده العسكرية مثلما الحال في ليبيا.
ونشط قتل القذافي الاسبوع قبل الماضي المحتجين المناهضين للاسد. وامتدت المظاهرات الى الريف بعد ان اقتحمت الدبابات عدة مدن قبل ثلاثة اشهر مجبرة المحتجين على تغيير اساليبهم المتعلقة بالتجمع في الميادين الرئيسية والمناطق الواسعة والمفتوحة.
ونظمت السلطات مظاهرات ضخمة مؤيدة للاسد الاسبوع الماضي مع تجمع عشرات الالاف في دمشق ومدينة الحسكة الواقعة شرق البلاد يوم الاربعاء وتدفق المزيد الى شوارع مدينة اللاذقية المطلة على البحر المتوسط يوم الخميس. وصدرت اوامر لتلاميذ المدارس وموظفي القطاع العام بحضور التجمعات.
وسوريا دولة يقطنها 20 مليون نسمة اغلبهم من السنة وتسيطر عليها الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد وهي احد افرع الشيعة.
ويلزم زعماء الدول ذات الاغلبية السنية في شتى انحاء العالم العربي الحذر من انتقاد الاسد مع صراعه لمعالجة مشكلاته الخاصة الناجمة عن اثار “الربيع العربي” مدركين التأثيرات المزلزلة المحتملة على الصعيد الجغرافي السياسي لسقوطه.
واي هيمنة سنية في سوريا قد تؤثر ايضا على اسرائيل وتدمر العلاقات الاقليمية مع تعزيز الاسد لتحالف بناه والده قبل 30 عاما في الوقت الذي يحافظ فيه ايضا على سياسة والده بتفادي نشوب صراع مسلح مع اسرائيل على امتداد حدود مرتفعات الجولان المحتلة منذ وقف لاطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة عام 1974 .
وعقد الاسد اجتماعا لم يسفر عن نتيجة حاسمة يوم الاربعاء مع وزراء عرب يسعون الى انهاء اراقة الدماء من خلال التوسط في اجراء حوار بينه وبين خصومه والحدث على اجراء اصلاحات سياسية.
وحثت الجامعة العربية الطرفين على الاتفاق على حوار خلال اسبوعين وهو موعد نهائي يلوح في الافق يوم الاثنين.
وقالت السلطات ان لديها تحفظات كبيرة على الاقتراح في الوقت الذي قالت فيه شخصيات معارضة انها لن تجلس لاجراء محادثات اذا لم يتوقف قتل المحتجين وعمليات الاختفاء والاعتقالات الجماعية.