في معلومات خاصة بـ”الشفاف” أن وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال “توران” أبدى قلقه من تصريحات البطريرك الراعي والأصداء السلبية التي أثارتها، خصوصاً أن السفير الفرنسي لدى الفاتيكان نقل إلى الكاردينال “توران” رسالة احتجاج من السلطات الفرنسية على تصريحات الراعي.
وقد طلب الفاتيكان نسخة كاملة من مقابلة البطريرك الراعي مع قناة “العربية”!
وحسب معلومات من باريس أن الكتائبي الأسبق، ومستشار الأسد الحالي، السيد ميشال سماحه طار إلى باريس بطائرة خاصة ليكون في العاصمة الفرنسية لدى زيارة البطريرك الراعي. وتقول المصادر أن ميشال سماحه (وكذلك السيد “وديع الخازن) لعب دوراً أساسياً في “التقارب” الحاصل بين الديكتاتور السوري والبطريرك الجديد!
وحسب جريدة “النهار”:”تتحدث المعلومات عن اتجاه لتأجيل زيارة البطريرك الى الفاتيكان التي كانت مقررة أول تشرين الاول لترقية البطريرك الى رتبة كاردينال الى موعد آخر لم يحدد”.
وكانت الكنيسة المارونية، والموارنة عموماً، قد تمسكوا باستقلالية كنيستهم الشرقية، ورفضوا “تعيين” البطريرك من جانب الفاتيكان، بحيث يتم “انتخاب” البطريرك في لبنان ثم “يصادق” الفاتيكان على “انتخابه” عبر “تعيينه” في رتبة “كاردينال”! وإذا صحّ خبر “النهار”، فسيكون ذلك تطوّراً غير مألوف، وربما لا سابقة له، في التاريخ الحديث للكنيسة المارونية.
الراعي زار بعلبك في محافظة.. تبريز الإيرانية!
وحسب المعلومات التي نشرتها “النهار” أمس الإثنين عن زيارة الراعي لمنطقة بعلبك، فقد بدا أن الزيارة تمّت “برعاية” حزب الله، وخصوصاً ممثل الولي الفقيه الإيراني، الشيخ محمد يزبك في لبنان.
وحسب “النهار”: “ثمن يزبك “مواقف البطريرك الواقعية والموضوعية” وقدم اليه لوحة للعشاء السري هي صناعة ايرانية يدوية من الوبر والحرير، استدعى انجازها عملا متواصلا لمدة ستة اشهر في تبريز، طولها130 سنتيمترا وعرضها 90 سنتمترا، اضافة الى احد مؤلفاته عن القديسة مريم العذراء .”
وكان حريّاً بـ”غبطته” أن يتساءل إذا كانت منطقة بعلبك والبقاع محافظة إيرانية أم محافظة لبنانية!! أو ما إذا كان قبوله أن تتم زيارته تحت رايات حزب الله لا يشكل تكريساً للهيمنة الإيرانية على أرض لبنانية!
الراعي كرّر هجومه على الثورات العربية
نقطتان تلفتان النظر في تصريحات البطريرك الراعي في منطقة بعلبك:
أولا، تكراره للمواقف التي أعلنها في باريس:
: “نحن أبدينا خشية الا تؤدي هذه المطالبات وهذه الاحداث الدامية هنا وهناك، الى حروب اهلية، ونحن نعرف ما معنى الحرب الاهلية في لبنان، وفي هذا الشرق الحرب الاهلية هي حرب بين الطوائف والمذاهب، لان اساس العائلة عندنا هو الطائفية. وابدينا الخشية ثانيا الا نبلغ كل انسان حقه. فكل انسان له الحق ان يعيش الحريات العامة، وله كرامته وينبغي ان تحترم، وان تقام هنا وهنالك، عندنا وعند غيرنا اصلاحات سياسية ودستورية. لكن نحن نخشى ان يكون هناك انتقال من انظمة شديدة الى انظمة اكثر تشددا فنعود الى الوراء، ونخشى ثالثا ان تقود كل هذه الاحداث، لا سمح الله، الى حروب طائفية ومذهبية، وقد يصل الامر بنا الى تحقيق المخطط في الشرق الاوسط الجديد وهو تفتيت العالم العربي الى دويلات طائفية ومذهبية. هذا ما اكدناه في فرنسا وما نريد ان نعيشه في لبنان هو التضامن مع عالمنا العربي “.
وثانياً، وهذا غير مسبوق في تاريخ البطاركة الموارنة، فقد شنّ الراعي هجوماً بلغة غير مألوفة على “وسائل الإعلام ومعظمها مبيعة”، أي مأجورة:
“آن الاوان للجلوس معا بشجاعة، ونفتح فلوبنا لبعضنا البعض، فان 95 في المئة من خلافات الناس هي بسبب سوء التفاهم”. واعتبر “ان الثقة لا تولد من الاتهامات”، وعندما استعمل الاعلام كلاما مجتزأ لي، علقت الدنيا ببعضها. أيكفي ان ارى كلمة ما في صحيفة مبيعة؟ كل شيء مبيع في لبنان، وكل شيء ويا للاسف اصبح بيعا وشراء، ونعرف شرقا وغربا تدخلاتهم في لبنان، ونعرف كم هنالك من اشخاص مبيعون، وان وسائل الاعلام في معظمها مبيعة. نحن نصدق كلمة هكذا في جريدة لنبدأ حربا طويلة عريضة. لا يجوز ان نستمر بهذا الشكل في لبنان”.
وقد غاب عن “غبطته” أنه حين يهاجم الإعلام بمثل هذه الألفاظ، فإنه يفسح المجال للآخرين لمهاجمة بكركي بنفس الطريقة!
وكل ما سبق يشير إلى أن البطريرك الجديد ينوي ممارسة دور “بطريرك سياسي” على طريقة رجال الدين في حزب الله وليس حسب التقليد البطريركي المألوف، وضمنه أن كلام البطاركة يكون عادةً من نوع “ما قلّ ودلّ”!