تجنّب رد وزير الدفاع أن يجيب على اتهامات النائب الضاهر حول طموحات العماد قهوجي الرئاسية، مع أن هذا الموضوع بات متداولاً على نطاق واسع وشعبي. ومعروف أن الطموح للرئاسة “مرض” يصيب قادة الجيش الموارنة واحداً بعد الآخر، خصوصاً بعد أن صار “سهلا” تجاوز القوانين التي تحول دون انتقال قائد الجيش إلى الرئاسة مباشرةً. وكان حريّاً بقائد الجيش أن يضع حداً للسجال حول الموضوع بإعلان “زهده” بالرئاسة مثلاً..!
المشكلة في “حملة الإستصراح” التي نعرض بياناتها أعلاه أنها لا تقنع أحداً. فالسجين السابق جميل السيّد، المعروفة ولاءاته “خارج الحدود”، يبدو مضحكاً حينما يتّهم النائب الضاهر بأنه “ربيب أجهزة المخابرات السورية واللبنانية”! جميل السيّد “ربيب” من؟ ولماذا لا يكشف “ملف” النائب الضاهر؟ أما بيانات التأييد من وئام وهاب وحزب الله، فهي من النوع الذي كان الجيش اللبناني بغنى عنه!!
وهذا يصح خصوصاً على ما نسبته “السفير” وفيه: “وصفت جهات رسمية معنية الحملة على الجيش التي يشنها بعض نواب «المستقبل» بأنها «محاولة لإحياء تنظيم «فتح الإسلام»”!!
على حد علمنا، أن السيد حسن نصرالله هو الذي حذّر الجيش من أن “نهر البارد خط أحمر”!
الشفاف
*
غصن ردَّ على النائب الضاهر
رافضاً إقحام الجيش في السياسة
رد وزير الدفاع الوطني فايز غصن على النائب خالد ضاهر بسبب تعرضه للجيش و”ممارساته”، فدعاه الى “عدم اقحام المؤسسة العسكرية في غايات سياسية او فئوية”، وطمأنه الى “أن اسلوب التجريح والتطاول على كرامتها انما يرتد سلبا على صاحبه”.
أصدر المكتب الاعلامي لوزير الدفاع بياناً أمس جاء فيه: “في سلوك مستهجن وغريب، عقد احد النواب امس (الإثنين) مؤتمرا صحافيا تناول فيه الجيش وقيادته بجملة من الافتراءات والاكاذيب والشتائم، وبتحريض فئوي رخيص لا يليق بمن ائتمنه الشعب على صون مصالحه وانجازاته والحفاظ على مؤسساته الوطنية وفي مقدمها مؤسسة الجيش التي شكلت ولا تزال موضع اجماع اللبنانيين وعنوان وحدتهم ووفاقهم وخشبة خلاصهم من نار الفتنة التي روّج لها النائب المذكور.
ودحضا لما ورد في سياق المؤتمر الصحافي، توضح وزارة الدفاع الوطني الحقائق الاتية:
اولا – ان الادعاء بعدم اختصاص القوى العسكرية في التدخل عند حصول حوادث امنية واطلاق نار يمثل دعوة صريحة الى تخلي الجيش عن مهمته الامنية المكلف من مجلس الوزراء القيام بها ، وبالتالي هو بمثابة محاولة واضحة لتغطية مثيري الشغب والمخلين بالأمن واعتدائهم على امن المواطنين وكراماتهم، مع الاشارة الى ان المرافق الشخصي للنائب المذكور ضبط وهو يقوم بتنظيف سلاحه الفردي بعد استخدامه في حادث اطلاق النار على الصائمين الذي حصل في بلدة عيات في تاريخ 17/8/2011 وادى الى مقتل احد رجال الدين.
ثانيا – ان تحريض قسم من العسكريين على قيادتهم تحت شعار فئوي او مناطقي لن ينطلي على ابناء المؤسسة العسكرية وخصوصا منهم ابناء منطقة الشمال، فهم الذين لطالما شكلوا قلب الجيش النابض وقدموا المثال في المناقبية والانضباط والتفاني في اداء الواجب، والتزام قرارات قيادتهم النابعة من مصلحة وطنهم وارادة شعبهم الجامعة وهؤلاء بغنى عن دعوات هدامة ليست من قيمهم ولا من تاريخهم الوطني المشرف.
ان وزارة الدفاع الوطني اذ تضع ما ورد في المؤتمر المذكور في تصرف رئيس مجلس النواب، تحتفظ بحقها في احالة ما ورد في المؤتمر على الجهات القضائية المختصة، خصوصا اتهام مخابرات الجيش بالانحياز واستغلال صور قائد الجيش كمادة للتشهير الشخصي، وتدعو سعادة النائب الى عدم اقحام المؤسسة العسكرية في غايات سياسية او فئوية وتطمئنه الى أن اسلوب التجريح والتطاول على كرامتها انما يرتد سلبا على صاحبه ولن يغير في شيء من قرارها الحازم في وأد نار الفتنة من اي جهة اتت، وفي التفاف المواطنين حولها وثقتهم بدورها الوطني الجامع”.
*
السفير عن جهات عسكرية: “محاولة لإحياء فتح الإسلام”!
السفير: وصفت جهات رسمية معنية الحملة على الجيش التي يشنها بعض نواب «المستقبل» بأنها «محاولة لإحياء تنظيم «فتح الإسلام»، وإعادة البلاد الى أجواء الحرب الاهلية، عبر الدعوة غير المباشرة الى انقسام الجيش والتمرد داخله».
*
«حزب الله» يدين التهجم على الجيش
أدان «حزب الله» كلام النائب خالد ضاهر من دون أن يسميه في بيان جاء فيه انه «يدين بشدة التهجم على الجيش اللبناني وقيادته من قبل بعض الأفرقاء الذين أدّى خروجهــم من السلطة إلى خروجهــم عن كل طور للحكمة والتبصر، فصار يتطاول على مؤســسة الجيش اللبناني ـ سياج الوطــن ـ التي هي أهم قلاع المؤسسات السيادية في هذا الوطن».
كما أدان الحزب «الفعل الآثم الذي استهدف إفطاراً رمضانياً في بلدة عيات العكارية وكانت نتيجته استشهاد الشيخ بسام المحمود». ورأى الحزب «أن هذا الفعل الإجرامي يأتي في سياق محاولة مبرمجة ومدروسة لإيقاع الفتنة ورفع منسوب التشنج، بما يخدم أعداء بلدنا والعاملين على زرع الشقاق بين أبنائه».
*
التوحيد “الوهابي” انتقد التهجم على مؤسسة الجيش
وطنية – 24/8/2011 انتقدت امانة الاعلام في حزب التوحيد العربي في بيان “استمرار
بعض نواب عكار في التهجم على مؤسسة الجيش اللبناني، هذه المؤسسة التي اعطاها ابناء عكار خيرة شبابهم وكانوا جزءا لا يتجزء منها، الا ان بعض هؤلاء النواب ولأسباب سياسية رخيصة يتهجمون على المؤسسة وقائدها مستفيدين من حصانة نيابية وهدفهم الاساسي هو ضرب هذه المؤسسة التي ما زالت تمثل نقطة اجماع اللبنانيين”.
ورأت “ان الحصانة النيابية لأعضاء المجلس النيابي لا تجوز في كل الحالات خصوصا اذا كان النائب يسعى لتخريب السلم الأهلي وضرب المؤسسة الوحيدة الحامية لهذا السلم بعد ان انهارت كل المؤسسات الاخرى”.
ودعت “وزير الدفاع الى تحريك النيابة العامة العسكرية لاستدعاء هؤلاء النواب الذين ولدوا على يد مخابرات النظام الامني المشترك سابقا وجددوا لأنفسهم في غفلة من الزمن لدورهم التحريضي الذي مارسوه في السنوات الماضية”.
ورأت “ان المطلوب من النيابة العامة العسكرية استدعاء نواب الفتنة لأن من يضرب عرض الحائط بهيبة المؤسسة العسكرية لا تحميه هذه الحصانة”.
*
السجين السابق جميل السيّد دعا قيادة الجيش الى طلب رفع الحصانة عن ضاهر والادعاء عليه
وطنية – 24/8/2011 – صدر عن المكتب الاعلامي للواء الركن جميل السيد اليوم البيان الآتي:
“تعليقا على تصريح النائب مروان حماده والذي يظهر فيه حماسته لمعرفة مصير سماحة الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه، ودعوته للتحقيق في هذه القضية بمناسبة سقوط الرئيس الليبي معمر القذافي، فقد تمنى اللواء الركن جميل السيد على الثوار الليبيين المحافظة على مستندات وأرشيف القذافي ومخابراته بما يسمح للرأي العام اللبناني أن يطلع على خلفيات هذه الجريمة والجرائم الأخرى التي ارتكبها القذافي مع زعماء لبنانيين في مرحلة الحرب الأهلية.
وأضاف اللواء السيد: ان جريمة خطف الامام موسى الصدر هي جريمة ثلاثية الابعاد، لبنانية وفلسطينية وليبية، وأن على الوزير حماده ان يباشر بنفسه في تسهيل هذا التحقيق من خلال الادلاء بمعلوماته عن تلك القضية، خصوصا وأن الأدرى بظروف اختفاء الامام الصدر كان المرحومان ياسر عرفات وكمال جنبلاط، كرؤساء للحركة الوطنية خلال الحرب الاهلية اللبنانية، اضافة الى الرئيس الليبي معمر القذافي الذي كان يرعاهما ويدعمهما سياسيا وماليا وعسكريا، عدا عن أنه لم يكن خافيا على أحد في ذلك الزمن، بأن السبب الرئيسي لخطف وإخفاء الامام الصدر لم يكن بسبب وجود خلاف بينه وبين القذافي بل لأن سماحة الإمام كان يقلق حلفاء القذافي في لبنان من خلال سعيه حينذاك إلى توحيد الشيعة اللبنانيين وإخراجهم من الحركة الوطنية ومنع استخدامهم كوقود في أيدي زعماء تلك الحرب الاهلية العبثية.
من جهة أخرى، دان اللواء الركن جميل السيد تصريح نائب تيار المستقبل خالد ضاهر الذي تهجم فيه على الجيش اللبناني وحرض العسكريين على قيادتهم، معتبرا أن ضاهر يجهل حدود حصانته النيابية التي لا يمكن ان تحميه سواء في مجزرة حلبا أو في اغتيال الشيخ بسام المحمود في قرية عيات أو في التآمر على وحدة الجيش او حتى في تصريحاته التعصبية البغيضة ضد اللبنانيين الآخرين، داعيا قيادة الجيش الى طلب رفع الحصانة النيابية عنه والادعاء عليه، حتولو كان الجميع يعلم بأن ضاهر يحاول من خلال تصريحاته الحصول على براءة ذمة لكونه ربيب أجهزة المخابرات السورية واللبنانية للوصول الى النيابة في الماضي، وهو اليوم بوق بلا صدى وأعجز من أن يمون أو يؤثِّر على عسكري واحد أو حتى أن يمون على نفسه التي يملكها حاليا زعيمه السياسي والمالي”.
إقرأ أيضاً: