كنّا نتمنّى أن يكون الإنتشار الأمني الذي قام به حزب الله “كذبة” اخترعتها وسائل إعلام محلية وعربية، ولكنه ليس كذبة رغم بيان الحزبين. فالمشكلة مع حزب الله أنه نشر مدفعية بشكل ظاهر في “القماطية” وأن تواجده في مرتفعات الباروك تحوّل فجّاة من وجود “مستتر” إلى وجود “علني”، وهذا عدا أماكن أخرى استعرض فيها الحزب سلاحه. وهذا كله بالتزامن مع انزعاج السلطات السورية بعد حديث جنبلاط عن سقوط أسطورة أنظمة الممانعة. ومع الضغوط المتزايدة على دروز سوريا للإنخراط في مشروع “تحالف الأقليات” الحقير الذي يعمل النظام، عبثاً، لإقامته! وأيضاً، بالتزامن مع إنزعاج الشاويش ميشال عون من بعض مواقف وزراء جنبلاط!
الحزب قام باستعراض سلاح فعلاً (وصور “الإنتشار” باتت متداولة بين المواطنين…)، إلى درجة أن وليد جنبلاط هدد بقطع العلاقات نهائياً إذا لم يُسحَب السلاح؟
متى يقرّر “الحزب” أن استيلاءه على الحكومة يكفي، فلا يظل يتصرّف كـ”رئيس حكومة” وكـ”ميليشيا”، في وقت واحد؟
*
التقدمي وحزب الله نفيا إنتشارا عسكريا في الجبل
وطنية – 16/8/2011 صدر عن الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله البيان الاتي: “دأبت بعض وسائل الإعلام المحلية والعربية على نشر وبث معلومات وتحليلات عن انتشار أمني أو عسكري ل”حزب الله” في بعض مناطق الجبل، بهدف إحداث اهتزاز في العلاقة بينه وبين الحزب التقدمي الاشتراكي.
إن قيادتي الحزبين تنفيان نفيا قاطعا وجود أي حركة من هذا النوع، وتؤكدان العلاقة الطبيعية والجيدة بينهما، وسعيهما المشترك إلى تعزيزها وتطويرها من خلال التشاور والتنسيق الدائمين ميدانيا على الأرض، وفي مقاربة كل القضايا السياسية بروح المسؤولية المشتركة، والحرص على الاستقرار، واستكمال ما بدآه منذ العام 2008، وظهرت نتائجه الإيجابية في أكثر من مجال”.