الزاوية (ليبيا) (رويترز) – رفعت المعارضة الليبية علمها في وسط بلدة الزاوية قرب العاصمة الليبية يوم الاحد بعدما عزل اكبر تقدم لقواتها خلال شهور طرابلس عن طريق اتصالها الرئيسي بالعالم الخارجي.
وسيوجه التقدم السريع للمعارضة نحو الزاوية الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا غربي طرابلس ضربة نفسية لانصار القذافي وسيفصل العاصمة ايضا عن الطريق الساحلي السريع الى تونس الذي يمدها بالغذاء والوقود.
لكن لا يوجد مؤشر على وقوع طرابلس تحت تهديد فوري لهجمات المعارضة حيث لا تزال قوات القذافي المدججة بالسلاح ترابط بين الزاوية والعاصمة.
وكانت قوات المعارضة قد تقدمت في وقت متأخر من مساء يوم السبت الى الزاوية على ساحل البحر المتوسط من منطقة الجبل الغربي الواقعة جنوبها دون مقاومة تذكر من القوات الموالية للقذافي.
وقرب سوق الغلال الرئيسي في الزاوية تجول 50 مقاتلا من المعارضة وهم يهتفون “الله اكبر” في علامة على النصر.
وقال مقاتلون لرويترز انه ما زالت هناك قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي في البلدة بينهم قناصة. وترددت أصداء النيران من حين لاخر لكن لم يكن هناك قتال مكثف.
وذكر المقاتلون ان العاصمة هي هدفهم التالي. وابتسم أحد المقاتلين بينما كان يشير الى علامة طريق تدل على الطريق السريع بين الزاوية وطرابلس.
وقال بن جفين علي (34 عاما) وهو مقاتل كان صاحب متجر “أنا متأكد ألف في المئة من أننا سنسيطر على الزاوية اليوم ثم ننتقل الى طرابلس.”
وعلى مسافة ابعد ناحية الغرب على امتداد الطريق الساحلي قرب معبر رأس جدير الحدودي الرئيسي الى تونس قال سكان محليون في وقت متأخر من مساء يوم السبت ان اشتباكات ضارية دارت بين المعارضين وقوات القذافي التي لا تزال تسيطر على المعبر.
وفي طرابلس نفى مسؤولون حكوميون يوم السبت سيطرة المعارضة على الزاوية قائلين ان قوة صغيرة من المقاتلين المناهضين للقذافي بدأت مهمة انتحارية لكن القوات الحكومية صدتها سريعا.
وقال موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية للصحفيين في طرابلس ان الزاوية “تحت سيطرتنا تماما.”
وقال ان “مجموعة صغيرة من المتمردين” حاولت التحرك الى جنوب الزاوية لكن القوات الليبية اوقفتهم سريعا.
وفي العاصمة التونسية حيث فر كثير من الليبيين من القتال في بلادهم خرج الليبيون الى الشوارع في وقت متأخر من مساء يوم السبت للاحتفال بعد سماعهم تقارير غير مؤكدة عن فرار القذافي واسرته.
لكن لم يكن هناك دليل على اي تغير في طرابلس. وقال التلفزيون الحكومي ان انصار القذافي يتجهون الى مقره في باب العزيزية لاظهار تأييدهم له.
وفي بروكسل اعلن حلف شمال الاطلسي انه يراقب الموقف “المائع” على ارض الواقع.
وقال مسؤول في الحلف “تشتبك القوات الموالية للقذافي والمعارضة له والامر ملتبس حتى الان ولم يرد أي تأكيد بشأن من الذي يسيطر على الزاوية لان الموقف يتغير كل يوم.”
ويحاول المعارضون بدعم من الطائرات الحربية لحلف شمال الاطلسي منذ فبراير شباط انهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما في ادمى انتفاضات الربيع العربي.
وتعتري حالة من الجمود الصراع الى حد بعيد لكن تقدم المعارضة الى ساحل البحر المتوسط قرب طرابلس يمثل تغيرا كبيرا في ميزان القوى.
ومن شأن السيطرة على الطريق السريع الى تونس ان يحدد نتيجة الصراع لان العاصمة بدونه ستكون تحت حصار فعلي.
ولا توجد حركة للسير على الطريق السريع وقال مقاتلو المعارضة هناك انه اغلق.
ويتمركز المعارضون الان شرقي وغربي طرابلس التي يقع شمالها البحر المتوسط حيث تخضع لحصار بحري في حين يحدها من الجنوب الاف من الكيلومترات من الصحراء الجرداء.
ويقول القذافي ان المعارضين مجرمون مسلحون ومتشددون تابعون للقاعدة ويصف جملة حلف شمال الاطلسي بأنها عدوان استعماري يهدف الى سرقة ليبيا النفطية.
وتشير الحفر التي خلفتها الانفجارات والبنايات المدمرة والدبابات المحترقة الى ان طائرات حلف شمال الاطلسي الحربية قصفت ايضا اهدافا عسكرية حكومية في طريق زحف قوات المعارضة نحو الزاوية خلال الاسبوع الماضي مقدمة دعما جويا عن كثب.
والزاوية مسقط رأس كثير من مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون على الجبهة الغربية وسبق ان انتفضت الزاوية مرتين منذ مارس اذار لكن قوات القذافي اخمدت الانتفاضتين.
وقال متحدث باسم المعارضة وأحد المتطوعين في مستشفى ان قوات المعارضة اشتبكت مع جنود القذافي في بلدة البريقة النفطية الا انه لم ترد يوم السبت اي أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى.
وقال محمد الزواوي مدير المركز الاعلامي للمعارضة في معقله في بنغازي بشرق ليبيا “وقعت اشتباكات الا اننا نتقدم ببطء وهذه هي استراتيجيتنا لاننا نريد تجنب سقوط قتلى وجرحى.”
واسفرت ثلاثة ايام من الاشتباكات حتى يوم عن مقتل 16 من معسكر المعارضة واصابة نحو 50 وقتل ستة على الاقل من قوات القذافي.