ويقول الجبيليون إن السلطات الامنية اللبنانية وسلطات الوصاية عليها في حزب الله تحار في كيفية التعاطي مع الشيخ قاسم العيتاوي حامي حمى بلدة لاسا. فتارة هو إمام أقرب الى الأئمة المعصومين، وطورا هو يعاني مشاكل نفسية وعصيبية ويجب ان يتم مداراته وعدم إحتساب ما يقوم به من إرتكابات في لاسا وجوارها في حساب الذين يحاسبون على أفعالهم.
فالشيخ قاسم العيتاوي هو مسؤول حزب الله في البلدة ومحرك عصبيتها تجاه “أعداء” مفترضين هم ابناء القرى المجاورة. والهدف وضع اليد على أراضي الاوقاف الكنسية باستخدام حجج مزورة من التاريخ تفيد بأن الأقضية المسيحية في جبيل وكسروان كانت تحت السيطرة الشيعية منذ ما قبل العام 1860. والشيخ العيتاوي يريد إستعادة هذه الاراضي، مدغدغا مشاعر طائفية حينا وحساسيات مناطقية حينا آخر للتعمية على وضع يده وحزبه على المزيد من الاراضي في لاسا والغابات والجوار.
ففي عام 2001، أقام شباب لاسا المسيحيون لمناسبة عيد انتقال العذراء في 15 آب مسيرة صلاة من الكنيسة القديمة الى الكنيسة الجديدة. وكردّ فعل على هذه المسيرة علق مسؤول “حزب الله” في لاسا الشيخ محمد علي قاسم العيتاوي شعائر دينية على كل الطريق المؤدية الى الكنيسة القديمة ووضع في الكنيسة سجادا ومصحفاً واضعاً بذلك يده على الكنيسة.
هذا الواقع أدى الى خلاف وتباعد بين ابناء لاسا أولاً ومع أبناء القرى المجاورة ثانياً. ونقل الأهالي ان رئيس البلدية والمختار، وهما من أبناء الطائفة الشيعية، امتعضا مما حصل ورفضا ما قام به العيتاوي. وبدأت المراجعات، وعقد اجتماع في القائمقامية شارك فيه رئيس البلدية والمختار ومسؤول “حزب الله” غالب أبو زينب والشيخ العيتاوي إضافة الى النائبين يومذاك فارس سعيد وعباس هاشم والمطران أنطوان نبيل العنداري. وفي خلاصة الاجتماع تقرر أن تعاد الكنيسة الى المطران على أن يتولى الأخير تركيب بوابة وشبابيك لها وأن يجري مسح كامل لأراضي لاسا لإعادة الحق الى أصحابه كاملا.
وبالفعل حاول شباب من آل عبيد ومنضور وعواد وضع بوابة للكنيسة فمنعهم الشيخ العيتاوي ومناصرون لـ”حزب الله” بالقوة. كذلك جرت محاولات لإجراء مسح للمنطقة والأراضي والكنيسة، لكنها توقفت بعدما تعرض شبان من “حزب الله” بالضرب المبرح لمختار البلدة محمود حسين المقداد الذي كان يرافق المسّاح، كما أخذوا الخرائط التي كان المساح يعمل عليها وطردوه من القرية! وعرف من المعتدين شاب من آل صبحي إضافة الى آخر من آل رضا.
واستمر منطق فرض الأمر الواقع، الى أن أعاد الشيخ العيتاوي تحويل كنيسة السيدة جامعاً ووضع مجددا السجادة والمصحف. وحظر على أبناء القرية المسيحيين الاقتراب من الكنيسة.
ويروي عدد من أبناء لاسا أن “عددا من مناصري “التيار الوطني الحر” حاولوا العمل جاهدين لإعادة الكنيسة الى المطرانية، وتوسطوا لدى العماد ميشال عون للتفاوض مع “حزب الله” لرفع يده عن الكنيسة”. لكن، النائب عباس هاشم أكد لعون أن الكنيسة تعود الى أبناء البلدة. ونقل عن النائب هاشم قوله “يمكن أن هذا المبنى كان كنيسة، وأين المشكلة إن تحول مسجدا فالاثنان بيتان لعبادة الله؟!”.
وبعد أن كاد العيتاوي يتسبب بفتنة طائفية في المنطقة، تدخل العماد عون لدى أولياء أمره وأمر العيتاوي وتسلم مفتاح الكنيسة وسلمه بدوره للمطران عنداري الذي تتبع الكنيسة والاراضي المحيطة بها لمطرانيته وفي الإعتبار ان المشكل إنتهى وأن العيتاوي سلم بأن الشيعة باعوا هذه الاراضي للموارنة عام 1860 وعام 1917 وغادروها الى بعلبك نتيجة خلافاتهم مع الامير يوسف الشهابي عام 1860، ونتيجة الجوع الذي ضرب لبنان عام 1917، فهاجر الكثير من اللبنانيين الى خارج لبنان ومنهم الى داخله بحثا عن ما يقتاتون به ويقيهم شر الموت جوعا.
النائب السابق فارس سعيد، وهو الذي أثار الموضوع في العام 2008، أكد أنّه لدى طرحه الموضوع عام 2001 تعرّض للانتقاد، وقد اعتبر بعضهم كلامه آنذاك بمثابة كلام انتخابي محض.
ولفت إلى أنّ الكنيسة الموجودة حاليا، “والتي ادّعى العماد عون تسلم مفتاحها من قبل الشيعة في البلدة، هي أساساً ملك للبطريركية، وهي ممسوحة ومدوّنة على الخرائط العقارية، بحيث وضعت عليها علامة الصليب مثل كل دور العبادات المسيحية في كل لبنان”، مشيرا إلى أنّ مساحة البلدة تبلغ نحو الـ5 ملايين متر مربع، 3 ملايين للسدة البطريركية من ضمنها الكنيسة، “هذه الأراضي ممسوحة بشكل كامل”، معتبرا أنّ الأراضي المتنازع عليها تعود الى الأهالي.
سعيد، الذي اعتبر ان لا فريق حزب الله ولا فريق العماد عون يتحملان مسؤولية اعادة الحق الى اصحابه، بقدر المسؤولية التي تتحملها الدولة اللبنانية، مناشدا وزارة الداخلية ووزارة المال التي يعود لها دفتر السجل العقاري بتثبيت حقوق المسيحيين في لاسا واسترجاع اراضي ابناء الطائفة المارونية. وانتقد سعيد هذا الاستهتار من قبل الدولة لجهة حلّ أزمة مسح الأراضي في البلدة، قائلا: “إذا منطقة لاسا ما قدرو يحلوّا، كيف بدن يرسمو الحدود البحرية مع إسرائيل؟ وكيف بدّن يحرروا مزارع شبعا؟”
لماذا لاسا؟
المصادر الجبيلية تشير الى ان لاسا تمتاز عن سواها من القرى الشيعية في القضاء بما يؤهلها لتكون مرتكزا رئيسيا للحزب الالهي في العمق المسيحي. فهي، اولاً، تشكل امتدادا جغرافيا للبقاع ذي الكثافة الشيعية كما انها ثانيا تشكل، مع بلدة “افقا”، فاصلا ديمغرافيا وجغرافيا بين جرد جبيل وجرد كسروان بحيث يستحيل التواصل بين قرى وبلدات العاقورة وقرطبا في جرود جبيل وميروبا وحراجل ومزرعة كفرذبيان في جرود كسروان ما يحرم المسيحيين عمقا إستراتيجيا مارونيا. كما ان لاسا تشكل ثالثا نقطة الوصل والارتكاز لخط القرى الشيعية الممتد من الساحل الجبيلي الى البقاع خصوصا بعد شق طريق لاسا – قرقريا بذريعة تملك الدولة الاراضي التي يمر بها خط جر المياه. فعمد “الالهيون” الى إستملاك الارضي فوق خط جر المياه وشقوا الطريق بين البلدتين لتسهيل عملية ربط القرى الشيعية بعضها ببعض من دون المرور بالقرى المسيحية. ولان لاسا أيضا هي من اكبر القرى الشيعية كثافة سكانية في جرود جبيل، يصوت فيها قرابة 3000 ناخب. وأخيرا وليس آخرا، لأن لاسا غنية بالموارد الطبيعية من محافر للرمل وينابيع للمياه.
وترى المصادر أن الاسباب السابقة مجتمعة أغرت الحزب الالهي ليجعل من بلدة ملاذا آمنا وخلفية أمنية وإستراتيجية لوضع اليد على المناطق المسيحية تمهيدا لتطويع آخر المواقع التي تجاهر برفضها لسلاح الحزب الالهي وسياسته.
إقرأ أيضاً:
“لاسا” الجبيلية: قاعدة لحزب الله وعقدة على طريقه العسكري
إشكال أفقا “الفردي”: استكمال “الربط الشيعي” وتشويش على زيارة البطريرك
قصة “لاسا” الجبيلية: تعبئة “غيبية” طائفية.. ومخطط عسكري للسيطرةاستاذ فاروق عيتاني المحترم، لقد سبق و أعترفت لك بشجاعة ربما لا أملكها و ربما يكون للمرء أحيانًا بعض الاسباب ، منها عل سبيل المثال لا الحصر، خوفه على من حوله و ليس على شخصه. المهم أنني أرفع قبعتي احترامًا لجرأتك التي لا أملكها. بالمناسبة، سوف أخبرك عن ناحية جدًا شخصية عندي: أنا أعتبر نفسي من تلامذة و مريدي أمين معلوف لناحية الهويات القاتلة (و أظنك تفهم تمامًا ما أقصد) و بالتالي فأنا أؤيد كل صاحب حق لأن المسيح علمني أن: «تعرفون الحق، و الحق يحرركم»، و بالتالي و من هذا المنطلق… قراءة المزيد ..
قصة “لاسا” الجبيلية: تعبئة “غيبية” طائفية.. ومخطط عسكري للسيطرةالأستاذ فاروق عيتاني المحترم. قبل أن أبدأ، لا بد لي من شكر إدارة الموقع و الأستاذ مروان طاهر لسعة صدرهم و تحملهم و نشرهم ملاحظاتي. بداية و أولاً: ليس مطلوبًا إلغاء الذات، و بالتأكيد ليس علينا إلغاء الآخر، أكان ينتمي إلى أكثرية أو إلى أقلية. ثانيًا: فيما يخص الجنرال غير العزيز، فمأخذي هنا ليس عليه، بل لأنه – و رغم قدراته العقلية و الذهنية المعروفة- استطاع أن يحوّل كلام الكثيرين إلى ما لا نريده جميعًا. لطالما أردد أمام اهلي و معارفي جملة: ماذا يريد هذا الرجل، و لماذا التهجم و التطاول على… قراءة المزيد ..
قصة “لاسا” الجبيلية: تعبئة “غيبية” طائفية.. ومخطط عسكري للسيطرةإلى أخينا جوزيف: لقد أربكت مروان الطاهر، فلم يفهم عليك .لا تنس ان لبنان اولا وهو مقرون عندي بهويتي دوما.لا تظنن انني انتمي الى عالم هلامي الغي فيه ذاتي . لبنان كيان سياسي قام بعد الحرب العالمية الاولى وأخطأ من أخطـأبعدم التنبه الى أنه ساحلية لم تستكمل ساحليها الى الحدود التركية.وصفي بالقوقعة لا يشمل الجميع.لا يصل الى الحكميم . هو محصور بالجنرال غير العزيز و بالراعي الزعيم وبمن ينقلب على خطاباته..وكذا وصفي لأهل القمقم و للمتقلقين( وليد بك).ولا يشمل هذا الوصف القائلين بلبنان اولا.عون ليس فردا يا جوزيف ، بل هو تيار… قراءة المزيد ..
قصة “لاسا” الجبيلية: تعبئة “غيبية” طائفية.. ومخطط عسكري للسيطرةأشكر لفتتك استاذ مروان، و لكن تأكّد أن المقصود بكلامي شخص آخر ممّن يدعون ل «لبنان أولاً» و كل ما يأتي به في هذه الايام من تعليقات على هذا الموقع أو سواه او على مدوّنته الخاصة، لا ينضح بغير التعصب و المذهبية و التطرّف. كن متأكّدا أنك لست المقصود، و الشخص المقصود – إذا صدف و قرأ تعليقي السابق – فسوف يدرك تمامًا ما أعني في كل جملة من الجمل التي كتبتها فيه. بكل محبّة و احترام، مع الإعتذار إذا كان كلامي قد ظهر كأنه «من كل وادي عصا»، أو أنه قد… قراءة المزيد ..
قصة “لاسا” الجبيلية: تعبئة “غيبية” طائفية.. ومخطط عسكري للسيطرةمع احترامي للأستاذ مروان طاهر، فإن هذا التحقيق سوف يبقى ناقصًا طالما لم نسمع بعد رأي فلاسفة الرجّة الكبرى، ممّن خدعونا بركوبهم موجة «لبنان أوّلاً»، و باتوا اليوم بعد الثورة في سوريا، لا يصبحون و لا يمسّون دون أن يتهجّموا و يتطاولوا على الموارنة و عقليتهم «المتقوقعة» (يظنون بأن ثوار سوريا إنما يثورون اليوم كرمى لأعينهم… هه هه هه)، و باتوا يحذرون هؤلاء الموارنة من أنهم قد يقضون على مشروعهم (أي مشروع؟؟؟) مشروعهم المتقوقع و لو اضطروا لاستعمال القوّة (والله ياريت شفناكم قبضايات هلقد حين حكمكم حافظ و بشار الأسد بواسطة رستم… قراءة المزيد ..
قصة “لاسا” الجبيلية: تعبئة “غيبية” طائفية.. ومخطط عسكري للسيطرةبشار الاسد يعلم ان ابوه تحول الى فرعون المنطقة وليس فقط على الشعب السوري باستخدام القتل والمجازر والتهجير والاعتقالات فانشا 17 فرع مافياوي مخابراتي وايضا استغل قضية فلسطين الممانعة والمقاومة لعمي البصر ثم ان بشار الاسد استلم السلطة بطريقة فاسدة بتغيير الدستور بلحظات كما يفعل والده في تغيير الدستور فظن ان الشعب السوري ذليل مخدر محتقر لا يفهم ويمكن الاستمرار في ركوبه عداك ان السلطة لها مذاق بان العباد تحمده وتسجد له والمنافقين كثر والفساد انتشر بشكل يصعب اصلاحه واراد بشار ان يسير على خطى ابوه بان سوريا مزرعة لال الاسد والمافيات… قراءة المزيد ..