سلطان الطرب كما يُطلق عليه عشاقه ومحبيه، أقام احتفالا في ساحة الأمويين بدمشق مع ثلة من نظرائه بمناسبة الذكرى رقم لا أعرف لأداء القسم. طبعا لمعلوماتكم السيد الرئيس اقسم فيما أقسم وقتها وهذه أعرفها جيدا أنّه سيحافظ على النظام الجمهوري، وأغنية جورج وسوف التي حوّرت بعض كلماتها تقدم الدليل الساطع على الحرص على النظام الجمهوري. فالأغنية قديمة جدا وقد أطلقها لحافظ الأسد وتقول بعض كلماتها قبل أن تعدّل: “تسلم للشعب يا حافظ ، أمل الملايين يا حافظ..”، أصبحت في عهد الرئيس الوريث: “تسلم للشعب أبو حافظ، أمل الملايين أبو حافظ..”، لاحظوا كم هي لغتنا العربية مطواعة وسهلة القياد، فمفردة “أبو” وصلت بين جيلين وكأن لا انقطاع بينهما، لا يقل عنها سهولة وانقياد دستورنا السوري الذي عدّل في لمح البصر للرئيس الشاب، بعد ذلك وقف السيد الرئيس أمام (مجلس الشعب) ليؤدي القسم وأنه سيحافظ على كذا وكذا وكذا.
لا يُنتظر من جورج وسوف لا حق ولا باطل اتجاه الكثير من الشعب السوري، فالرجل ورغم كل الاحترام لموهبته وصوته الا أنّه لم يُعرف عنه سوى أنه غاطس حتى أذنيه في لهوه وشربه وكيفه وهذا شأن خاص به، لكن كيف سمح (أبو حافظ) وهو رئيس للجمهورية أن يقيم الليالي الملاح ودمشق وكلّ المحافظات السورية بيوت العزاء موصولة مع بعضها ؟! كيف يسمح رئيس للجمهورية أقسم أن يكون خادما لمواطنيه بالرقص والغناء وجثث الشهداء مدنيين وعسكريين دمائهم لم تبرد بعد؟!
كيف يسمح رئيس مؤتمن على بلد وباعترافه نفسه في خطابه من على منبر جامعة دمشق أن سوريا تمرّ بضائقة اقتصادية وهي ضائقة مفتوحة وستطول، كيف يسمح بتبذير ملايين الليرات السورية لجلب مطرب من هنا وراقصة من هناك ليحيوا له احتفالا بقسم بات باهتا ولا طعم له؟!
كيف وكيف وكيف!!!
لا نخترع البارود ان قلت وسبقني غيري ومنذ زمن بعيد، أن ما تحتاجه سوريا هو رجالات دولة بكل ما لتلك الكلمة من معان ودلالات، رجالات دولة يسهرون لحماية أمن الوطن والمواطن، رجالات دولة يسهرون لحماية القانون، رجالات دولة يعرفون تماما أنهم في خدمة المنصب الذي هم فيه لا العكس. هنا معضلة سوريا بدءا من رئيسها الذي فُرض على السوريين رغما عن أنوفهم وانتهاء بأصغر مسؤول جاء عبر الواسطة والمحسوبية والاستزلام والنفاق والولاء.
بشار الأسد لا يستحق المنصب الذي هو فيه كما يحاول سامي كليب وابراهيم الأمين وغيرهم من صحفيين يحاولون التذاكي على عقولنا عبر مقارنات بائسة وغبية وكذلك بعض القوى الدولية التي تحاول تلميعه وأنه مختلف عن الحاشية التي تحيط به وأنه كذا وكذا وكذا ، لماذا؟ ببساطة لأنه ليس رجل دولة .
أخشى ما اخشاه أن يقول (ملمّعوه) أن حفل جورج وسّوف أقيم بغفلة عن سيادته وأن الحرس القديم هو من أمر بذلك!!
ألم أقل لكم جورج وسوف يريد اسقاط الرئيس!
حتى أنت يا جورج!
مثال عم يفكر فيه حاليا “رجالات الدولة” في سوريا:
همهم واهتمامهم حاليا منصب على، كيف يصنعون أكبر علم سوري؟ كذلك يضربون اخماسا بأسداس، حجم من أكبر، من يؤيد سيادة الرئيس أم من يخرج عليه منتفضا؟ وأخيرا وليس اخرا ساحة التحرير في مصر أكبر أم ساحة الأمويين؟ . مسروقة من بعض ما يسمى حوارات على شاشة فضائية الدنيا .
ahmadt400@gmail.com
* كاتب سوري
جورج وسّوف يريد اسقاط الرئيس
مطرب ساقط يغني لحيوان (أسد) ساقط فما المشكلة؟؟!!!!!