حريت ديلي نيوز، 10 تموز/يوليو 2011
بدأت العلاقات التركية السورية تأخذ في التفكك. فبعد أن أصبحت أنقرة حليف الأسد الوثيق، إلا أنها قلقة الآن من الصراع السوري. وأعربت تركيا عن غضبها من الوضع واصفة القمع في سوريا بأنه “همجية”، فيما أصدر قائد عسكري تركي مؤخراً تحذيراً ضمنياً أثناء زيارته للحدود السورية. وفي الوقت نفسه، نشرت دمشق دبابات على طول حدودها مع تركيا.
ومع ذلك، فحول رد فعل حكومة «حزب العدالة والتنمية» في أنقرة على الاضطرابات في سوريا سيكون شعورها السريع هو تجنب الصراع واختيار إقامة منطقة عازلة داخل سوريا لإدارة التدفق المحتمل للاجئين على الأراضي السورية. لكن إذا لم يُجد ذلك نفعاً، فإن تركيا يمكن أن تأخذ بيدها زمام الأمور بإرسالها قوات إلى داخل سوريا. هل قلتُ لتوي إن تركيا قد تغزو سوريا؟ أجل. وما هي التعقيدات غير المنظورة والمزعجة التي سيؤدي إليها هذا التدخل حتى لو كان بدافع إنساني؟
في الوقت الذي تمتد فيه الأزمة السورية إلى تركيا فربما لا يمكن استدامة سياسة تجنب الصراع التي ينتهجها «حزب العدالة والتنمية». وإذا ما قام نظام الأسد بمذابح في مدن كبرى فربما يجد «حزب العدالة والتنمية» تعاطفاً من الأتراك تجاه إخوانهم المسلمين المضطهدين في البلد المجاور إلى درجة لا يمكن تجاهلها. إن وقوع مذابح في سوريا إلى جانب انهيار القانون والنظام سوف تجعل التدخل التركي أمراً لا مفر منه تقريباً. إن التدخل التركي في سوريا يمكن أن يغير كل شيء تقريباً عن تركيا التي نعرفها اليوم، على سبيل المثال في السياسات المحلية. فعلى الرغم من أن تركيا منقسمة بالتساوي بين أنصار «حزب العدالة والتنمية» وخصومهم إلا أن الحرب سوف توحد المعارضة المحلية وراء زعيم «حزب العدالة والتنمية» ورئيس الوزراء التركي أردوغان. لكن يجدر الأخذ بعين الاعتبار أن القيام بحملة عسكرية ناجحة سوف يعيد أيضاً تقوية الجيش التركي العلماني الذي فقد مكانته في السنوات الأخيرة بسبب ما قيل عن تورطه المزعوم في مؤامرة انقلاب ضد «حزب العدالة والتنمية». وبالنسبة للسياسة الخارجية فإن تدخلاً تركياً سوف يُحدث تقريباً تغييراً جوهرياً في الأجندة الإقليمية لـ «حزب العدالة والتنمية».
وفي حالة وقوع غزو سوف تنهار الروابط القوية التي بناها «حزب العدالة والتنمية» مع سوريا منذ عام 2002.
في عام 1998 منعت دمشق السماح لـ «حزب العمال الكردستاني» باستخدام أراضيها لشن هجمات إرهابية داخل تركيا عندما هددت أنقرة بغزو سوريا. ومنذ ذلك الحين أصبح الأتراك يؤمنون بأن سوريا لا تشكل تهديداً أو أنها مصدراً لعدم الاستقرار وأن إسرائيل هي المشكلة الحقيقية في المنطقة. وسوف تتغير هذه الرؤية بقيام تركيا بغزو سوريا، مثلها مثل تغير علاقات تركيا مع إسرائيل، وستعود إلى ما كانت عليه في التسعينات من القرن الماضي، عندما اتحدت الدولتان ضد دمشق لإيوائها جماعات إرهابية. كما أن قرار «حزب العدالة والتنمية» بالضغط على المنظمات غير الحكومية التركية لكي لا تشارك في أسطول غزة هذا العام يبرز تجدد الإدراك التركي بأن إسرائيل يمكن أن تكون حليفاً في منطقة غير مستقرة.
وبالإضافة إلى إعادة تشكيل العلاقات التركية الإسرائيلية السورية سيدق التوغل التركي إسفيناً بين أنقرة وطهران، وبالتالي سينهي شهر العسل الذي قضته أنقرة مع طهران منذ حرب العراق عندما وجدت الدولتان نفسيهما متحالفتين في معارضتهما للحملة التي قادتها الولايات المتحدة. إن أنقرة وطهران هما اليوم على طرفي نقيض وسياساتهما تجاه سوريا متعارضتان تماماً. وفي حالة حدوث تدخل تركي في سوريا فإن المنافسة بين أنقرة وطهران على النفوذ في العراق ستزيد من تعقيد الموقف.
إن مثل هذا التدخل سيسبب تدهور العلاقات المتذبذبة على نحو متزايد بين تركيا وإيران. كما أن غزواً تركياً سيعيد إنعاش العلاقات التركية الأمريكية التي ما يزال عليها ان تتعافى تماماً بعد أن تدهورت بسبب حرب العراق. فمنذ عام 2003، أصبح الكثير من الأتراك يؤمنون بأن الولايات المتحدة لا تأبه بتركيا وأن للدولتين مصالح متضاربة في الشرق الأوسط. بيد، تفكر الآن تركيا والولايات المتحدة بطريقة مشابهة. فكلا البلدين يستاءان من القمع ويخشيان من أزمة لاجئين محتملة. وتدفع الأزمة في سوريا إلى قيام الولايات المتحدة وتركيا بتنسيق سياساتهما حول الشرق الأوسط لمدى لم يُر منذ ما يقرب من عشر سنوات. كما أن تدخلاً تركياً في سوريا مدعوماً من قبل الولايات المتحدة وفقاً للمبدأ الوليد “مسؤولية الحماية” سوف ينعش بالفعل العلاقات الأمريكية التركية بشكل لا يمكن تخيله. وفي الواقع سيكون مصدراً لتعقيدات غير منظورة ومزعجة.
سونر چاغاپتاي هو مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن.
ماذا لو قامت تركيا بغزو سوريا؟ النظام السوري الدموي انتهى بمجرد سيلان الدماء الطاهرة من الاطفال والنساء والشباب المسالم المنادي للحرية والديمقراطية. نعم ان من يقتل شعبه خائن ومجرم ويجب محاسبته. النظام في الحقيقة تامر على الشعب السوري العظيم منذ 48 سنة فوضع المندسين بين ابناء الشعب السوري من المافيات المخابراتية ووضع المسلحين من الشبيحة والمخابرات الاجرامية لكي تقتل وتهجر وتعتقل بدون محاسبة واذل ونهب ونشر الفساد في البلاد. ومن يرى الشبيحة الاعلامية يعلم الى الى مدى القرف الاعلامي الهزيل حتى ان بعض الذين تستضيفهم القنوات الحكومية تجاوز في عبادة الفرد او الطاغوت فيقول ان المعلم وزير الخارجية -بدون علم-… قراءة المزيد ..