“الشفاف” – خاص
هل يتدخّل سفير أميركا في دمشق في الأزمة الثورية التي تشهدها سوريا فعلاً، كما تقول مصادر موثوقة داخل سوريا؟ وهل يهدف تدخّل السفير الأميركي إلى “بقاء نظام بشّار الأسد” بصورة من الصور، كما تقول مصادر المعارضة الداخلية، وكما نقلت جريدة “الغارديان” في مقالٍ نشره “الشفاف”؟ وهل يشمل هذا التدخّل “تعويم” شخصيات من داخل النظام السوري أو محسوبة عليه بإضفاء صفة “المعارضة” عليها؟
أم أن ذلك غير صحيح كما نقل مراسل “النهار” عن مصادر الخارجية الأميركية في واشنطن؟ إلا إذا كان التناقض في المعلومات يعني أن هنالك تخبّطاً في الإدارة الأميركية نفسها بين “منهجين” و”سياستين” إزاء الأزمة السورية!
الخارجية الأميركية: لم نشارك في صوغ أي وثيقة
نقل
مراسل “النهار” في واشنطن هشام ملحم، في عدد النهار الصادر اليوم السبت، ان مسؤولا اميركيا بارزا نفى صحة الخبر الذي نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية عن تورط الولايات المتحدة في ما سمي “خريطة طريق” للاصلاحات تهدف الى اخراج سوريا من أزمتها الخانقة مع إبقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة. وقال: ” نحن لا ندعو الى اي خطط ولم نشارك في صوغ أي وثيقة لها علاقة باجتماع المعارضة في دمشق”. واضاف :” مثلنا مثل غيرنا قرأنا عنها في الصحف” .
كما نفى ما أورده بعض الانباء من ان واشنطن شاركت في وضع لائحة المدعوين الى مؤتمر دمشق، مؤكدا ان ” هذه كلها مسائل سورية لم نضطلع فيها بأي دور”.
ولاحظ المسؤول، المعني مباشرة بالشأن السوري، أن “هناك مواقف وعناصر وخططا سورية متضاربة، ونحن لا ندعو الى أي واحد منها. نحن نركز فقط على حقوق الانسان الاساسية وعلى مطالبنا من النظام السوري بأن يوقف العنف والاعتقالات، وان يحترم حرية التعبير وحق التجمع السلمي”. وشدد على ان “الامر يتوقف على الحكومة السورية لايجاد المناخ الملائم، اذا كانت تتوقع حصول “حوار وطني”، وبصراحة نحن لا نعتقد انها ستفعل ذلك”.
واتهم صحيفة “الغارديان” بمحاولة تأكيد “كذبتين للنظام السوري: ان المعارضة هي أداة أميركية، وأن الولايات المتحدة تريد فعلا بقاء بشار الاسد في السلطة بغض النظر عن كل شيء”.
معلومات من دمشق
في اتصال مع دمشق، ذكرت مصادر معارضة لـ”الشفاف” أن:
1-
مؤتمر فندق “سميراميس” الذي انعقد قبل أيام كان “مؤتمر اقليات”، ندر الحضور السنّي فيه وانه كان مدعوماً
من سفير اميركا والسلطة.
2- أن السفير الأميركي اجتمع مع ثلاثة معارضين نتحفّظ على أسمائهم للوصول إلى حل وسط مع النظام ولكنه لم ينجح.
3- يُرجح أنه اجتمع مع وائل سواح ، ومعن عبد السلام، ولؤي حسين، وهؤلاء أقنعوا ميشال كيلو وفايز ساره بالتنادي لمؤتمر سميراميس. وصار مؤتمر سميراميس، ويحاول السفير بالتعاون مع بثينة شعبان الوصول الى حل وسط.
4- وثيقة حسن عبد العظيم تمثّل تجمعاً ناصرياً وشيوعياً قريباً من الذي حصل في فندق “سميراميس”، و ومرضيا عنه من النظام. ويضم التجمّع جزءاً من أحزاب الأكراد وليس كلها.
ويكفي أن يقرأ المرء ما كتبته جريدة “السفير” (إعلام “الجنرال محمد ناصيف في بيروت”) حول مبادرة عبد العظيم:
”
خطت المعارضة الداخلية في سوريا خطوة إضافية على طريق تنظيم صفوفها، وتوحيد لغتها لمخاطبة السلطة. وإذا كانت المعارضة انتقدت السلطة بشدة، إلا أنها حملتها في الوقت ذاته مسؤولية قيادة التغيير السياسي عبر تطبيق سلسلة من الإجراءات، التي تفسح المجال أمام مشاركتها كمعارضة في الحوار الوطني، ولا سيما في جلسته الاستشارية الأولى المقررة في 10 تموز الحالي.”!! (بتنا “نخشى” أن تصبح صحيفتا “الأخبار” و”السفير” ناطقتين بلسان الثورة السورية!)
5- أصابع النظام واضحة في عدد من الأسماء التي كانت دائماً محسوبة على النظام، أو قريبة منه أكثر من قربها من المعارضة التي يمثّلها الشارع السوري. وهذا الكلام يشير بصورة خاصة إلى بعض “كبار المعارضين في الخارج” الذين كانوا حتى أشهر يرفضون مجرّد إطلاق تسمية “معارضين” عليهم، والذين لعبوا دور “رأس الحربة” في التصدّي لـ”إعلان دمشق” عند إعلانه! وهذا إلى جانب بعض الأسماء المحسوبة على أجنحة النظام، كالسيدين هيثم منّاع (صاحب رواية” عروض السلاح والملايين من سعد الحريري التي نشرها موقع “المنار ” الإلهي)، والسيد سمير عيطه الذي صرح” على شاشات التلفزيونات في بدايات الإنتفاضات بأن أغلبية السوريين ستعيد إنتخاب بشار الأسد إذا ما ترشّح في إنتخابات حرة!
6- إذا صحّت المعلومات عن دور سفير أميركا، فليس واضحاً لماذا يخترع بعض “المعارضين” السوريين، في فرنسا تحديداً، “قضية” من تأييد السيد “برنار هنري ليفي” للثورة السورية بحجة أنه وقف مع غزو أميركا للعراق في العام 2003؟ فمعروف عن السيد ليفي أنه مؤيد لإسرائيل، وهذا يصحّ على معظم أو شخصيات الحزب الإشتراكي التي تضامنت مع الشعبين الليبي والسوري! فهل المطلوب إقناع هؤلاء بالوقوف مع نظام الأسد، كما يرغب السيد رامي مخلوف؟ ثم، أليس صحيحاً أن عدداً كبيراً من المعارضين السوريين أيّدوا الغزو الأميركي لإسقاط صدّام حسين، بغض النظر عما حدث بعد الغزو؟ وأخيراً، فما علاقة الموقف من غزو العراق بتأييد إنتفاضة الشعب السوري؟ أو إنتفاضة الشعب الليبي؟
وفي إطار محاولات “خلط الأوراق” نفسها، ورد اليوم الخبر التالي في موقع “الإقتصادي”، الذي تحوّل بموجبه عدد من “جماعة النظام السوري” إلى “مستقلين”!
مؤتمر آخر بسميراميس بدعوة من شخصيات “مستقلة”
علم موقع الاقتصادي من مصدر مطلع، أنّه تمت الموافقة لعدد من الشخصيات السورية “المستقلة” المعروفة، بعقد اجتماع تحت اسم (المبادرة الوطنية من أجل مستقبل سورية)، في فندق سميراميس بدمشق لمدة يوم واحد، الأحد الموافق 3 تموز 2011.
سيبدأ الاجتماع- وفقاً لأحد المنظمين- في تمام الساعة العاشرة صباحاً، ويتوقع أن يحضره نحو 200 مدعو من الشخصيات الوطنية ذات التوجه المستقل والإصلاحي أو المعارض من المقمين في سورية، سيتم خلاله انتخاب لجنة متابعة من المشاركين.
وعن محاور الاجتماع كشف المصدر بأنها تتعلق بـ:
1. آليات الانتقال السلمي إلى الدولة الديمقراطية المدنية.
2. التشريعات وبناء دولة المؤسسات والحرية
3. العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية
4. استعادة وبناء الثقة وتعزيزها بين المواطن والسلطة السياسية
5. ما يستجد من أعمال
عرف من بين الشخصيات التي تقف وراء هذه المبادرة، الدكتور حسين العماش(مدير هيئة مكافحة البطالة سابقا) والدكتور محمد حبش(عضو مجلس الشعب) وزهير غنوم(عضو سابق في مجلس الشعب)، وسيتم في نهاية الاجتماع إصدار بيان يلخص أهم ما توصل إليه المؤتمرين.
يأتي الاجتماع بعد أقل من أسبوع على اجتماع سميراميس الأول الذي دعت إليه شخصيات معارضة مستقلة.
في نهاية المطاف، نظام بشّار الأسد انتهى! ومناورات “ربع الساعة الأخيرة” لن تجدي نفعاً في إطالة عمر هذا النظام البائد! وستكون الفرحة كبيرة بسقوط نظام بشّار الأسد ليس فقط في سوريا، بل وفي لبنان، والعراق، والمخيمات الفلسطينية، والأردن، والخليح.. و”غيرها”!
سفير أميركا بدمشق لعب أم لم يلعب دوراً في مبادرات النظام لخلط أوراق المعارضة؟
روبرت فورد هو سفير أمريكي عمل في الجزائر ز العراق و حاليا في سوريا، وهو عضو فعال في ال سي.آي. إيه. و كان قد قام بمفاوضات بين الأمريكيين و جماعة أبو نضال و قام بتمويلهم أيضا، و هو على دراية جيدة في اللغة العربية، و يقوم باتصالات يوميا بالقدس المحتلة من خلال مركزية القرار الديبلوماسي الأمريكي في إسرائيل. لذلك فالسفير فورد.. يعلم جيدا مايفعل و هو يطبق أوامر إسرائيل قبل أمريكا و الذان يحرصان بقوة على بقاء النظام السوري.
سفير أميركا بدمشق لعب أم لم يلعب دوراً في مبادرات النظام لخلط أوراق المعارضة؟
لاتنفع هذه الحيل الاعلاميه من المعارضه السوريه…سوريا ليست كباقي البلدان ولن تتحقق خطط امريكا واسرائيل فيها لانها بلد مقاوم ونظام مقاوم شعبه يسنده بقوه..بمعنى فرص امريكا اختراق المجتمع السوري ضعيفه..وليس كما يتم ايهام الاخرين ان امريكا تريد بقاء النظام هههههههههههههه
سفير أميركا بدمشق لعب أم لم يلعب دوراً في مبادرات النظام لخلط أوراق المعارضة؟ليس بغريب عن بعض “المذهبيات” الملازمة للسياسات الخارجية الأمريكية، ذاك النزوع، لأسباب نابعة من حسابات “مستشارين” عادة ما يكونون مقرّبين من مجموعات ضغط (هنا، الأسدية في واشنطن، ويقودها سفير العائلة عماد مصطفى)، إلى تخييط مخططات ظاهرها غير باطنها بتاتاً. ظاهر “إصلاحي” و”توفيقي” و”تحاوري” إلخ… وباطن “إبقائي”، في النهاية، للدكتاتورية. المشكلة مع هذا التخييط، ويسكن عقول أصحابه عادة الشعور العميق ببراعتهم ودهائهم و”قدرتهم الخلاّقة” على اختلاق الحلول، أنه يبني على ما لا يتحكّم به أبداً، أي اتجاه الشعب وإرادته وأجوائه الطاغية، عدا عن حذفه من الحسابات والسيناريوهات عنصر… قراءة المزيد ..