رغم إعلان رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي عن “كسر الجليد” بينه وبين العماد عون فإن صعوبات جمة ما زالت تعترض تشكيل الحكومة في لبنان، خصوصا ان بين عون وميقاتي ما يشبه السؤال عن “سبق الوجود بين البيضة والدجاجة”.
فالرئيس المكلف نجيب ميقاتي يصـّر على ان يسلمه العماد عون الاسماء التي يرشحها لتولي حقائي وزارية، في حين ان عون يصـّر على أن يعرف الحقائب التي ستسند لكتلته النيابية قبل ان يسلم الاسماء.
وتشير المعلومات الى ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يرفض إعادة توزير الوزير في حكومة تصريف الاعمال شربل نحاس، ويرفض إستمرار التفاوض بينه وبين العماد عون بواسطة صهره جبران باسيل، المرشح الوحيد الاوفر حظا للعودة الى تولي حقيبة وزارية. وحجة ميقاتي ان باسيل سيكون وزيرا في حكومته وهو تاليا لا يقبل التفاوض معه عن العماد عون نظرا لما لهذا الامر من انعكاس سلبي على العلاقة بين رئيس حكومة ووزير في حكومته كان يفاوضه من منطلق الند.
من جهة ثانية كشف رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط مؤخرا عن عقدة مستترة لتشكيل الحكومة وهي تتعلق بالوزير الماروني من حصة رئيس الجمهورية، حيث اعلن جنبلاط ان من بين العقد التي تؤخر تشكيل الحكومة مسألة “نائب زيادة او نائب بالناقص” في قضائي كسروان وجبيل. وما لم يفصح عنه جنبلاط صراحة هو ان عون اشترط عدم تسمية الرئيس سليمان وزير ماروني من قضاء جبيل او من قضاء كسروان خشية ان يتأثر الموقع الانتخابي للتيار العوني الذي تراجع في هذين القضائين.
وكانت معلومات أشارت الى ان الرئيس سليمان يتجه نحو تسمية رئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام لمنصب وزاري، او صهره وسام بارودي الذي إنتقل للإقامة الدائمة في كسروان وفتح منزله لتلقي شكاوى المواطنين والمساعدة على حلها.
وعلى جبهة وزارة الداخلية تضاربت المعلومات بشأن التسوية التي أفضت الى تسمية العميد المتقاعد مروان شربل لتولي حقيبة الداخلية. ففي حين تحدثت معلومات عن ان التسوية إنهارت وان البحث ينحصر في اسمي المحامي ناجي البستاني والوزير السابق جان عبيد الامر الذي رفضه الرئيس سليمان، أشارت أخرى الى ان العميد المتقاعد ما زال المرشح الاوفر حظا لتولي حقيبة الداخلية.
والى ما سبق يبقى التساؤل الاساس وإنطلاقا من حديث النائب جنبلاط الاتهامي لحزب الله بشأن عدم رغبته بتأليف الحكومة: هل نضجت الظروف بالنسبة لحزب الله فيفسح في المجال امام تشكيل الحكومة ؟
مراقبون في بيروت رأوا ان كسر الجليد بين عون الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والعماد عون قد لا يكون هو المفتاح لحل مسالة التتشكيلة الحكومية. فالمطلوب ايضا كسر الجليد بين العماد عون والرئيس سليمان وكسر جليد بين مكونات الاغلبية المحدثة بكاملها، وهذا ما يبدو غير متاح في المرحلة الراهنة.