من المرتقب ان تنعقد قي الصرح البطريركي يوم الثلاثاء المقبل قمة مسيحية مصغرة بدعوة من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وتضم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس السابق امين الجميل والعماد ميشال عون والونائب سليمان فرنجية.
مصادر في الصرح البطريركي اعتبرت ان الهدف من القمة متعدد وهو يأتي كباكورة النشاطات للبطريرك الجديد للمّ الشمل المسيحي مع علمه المسبق بأن هذا المسعى محكوم بالفشل أكثر منه بالنجاح في ضوء المواقف التي يتخذها اقطاب الموارنة.
اللقاء سيبدأ برياضة روحية وصلاة يشارك فيها القادة البطريرك على ان يجمعهم بعدها لقاء يرتقب ان يكون لقاء مصارحة يأمل البطريرك ان يشكل بداية التزام القادة الموارنة بجملة ثوابت وطنية ابرزها عدم الاحتكام الى السلاح في خلافاتهم والتخفيف من حدة الخطاب السياسي لما له من انعكاس سلبي على اتباعهم. وهذا هو الحد الاقصى الذي يأمل البطريرك الراعي الحصول عليه.
مراقبون سياسيون في بيروت اعتبروا ان القمة قد تنجح في جانب آخر منها، هو إزالة حدة الخلافات بين الوزير سليمان فرنجية ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع. خصوصا ان فرنجية الذي عرف دائما بأنه “وزير الخط” السوري، والذي يفاخر بعلاقته الخاصة بالرئيس السوري بشار الاسد، بدأ يحسب الحساب لوصول “الخط” الى نهايته، وهذا ما يضعه في مهب الريح إذا ما إستمر في تسعير خلافه مع القوات اللبنانية. فهو سيفقد سنداً وداعما رئيسيا جعله “من الثوابت” في صفوف القيادات اللبنانية، نائبا ووزيراً، في عهد الوصاية الامنية السورية على لبنان.
اما جنرال الرابية فيرى المراقبون انه اوغل كثيرا في علاقاته بإيران وحزب الله على حساب التحالف مع دمشق. وتالياً، لا يمكن التعويل على تجاوبه مع مساعي البطريرك في ضوء موجة الغرور والاستكبار التي تركب رأس القيادة الايرانية وحزب الله، والتي تنسحب حكما على جنرال الرابية الذي ما انفك يهدد اللبنانيين بعسكر حزب الله.
وترى المصادر ان النتائج غير المباشرة للقمة ستكون محاصرة جنرال الرابية مسيحياً، لانه سيبدو خارج الاجماع المسيحي الذي يرعاه البطريرك الراعي بعد ان تدخل علاقات جعجع فرنجية مرحلة جديدة بعد الثلاثاء يمكن وصفها بـ”هدنة” يمكن أن تفضي الى سلام بين الجانبين.