بشّروهم أنّ أيام الجمعة قادمة.
وهم يعرفون أنّ كلّ أيام الجمع ختامها جمعة الرحيل.
على المنبر وقفت الزرافة ، مدت رأسها الصغير وعنقها الطويل فوضح صغر رأسها.
راحت تعيد الدرس: أمة عربية واحدة ذات مصيبة خالدة.
أما م الة نجوميتها عزيزتها الكاميرا ، راحت تستعيد الحركات.
أوه هذا ثقيل الدم! كيف سأسلم عليه ؟ هو يفهم وانا متدربة على بروتكولات التسليم فردا فردا قردا قردا .
تفهم العلاقة من طريقة السلام؛ هذا القرد ينفعني اليوم، بعد تصافح الايدي، اسحب ذراعي الى الخلف. يفهم القرد الحركة. اليوم فصيلته مطلوبة ، يحرك القرد قدمه إلى الامام قدما.تطول الثوان ..يد الزرافة مسحوبة إلى داخلها ويد القرد ممدودة إلى داخله. القرد مسرور. اليوم الزرافة راضية عنه.
قرد أخر يقترب من الزرافة.تتذكر الزرافة.. أوف ما أزعجه، لاينفعني اليوم.تبقي الزرافة يدها ممدودة إلى الامام ،إلى صدر وداخل صدر القرد . يفهم القرد معنى التحية، يلزم نفسه بالبقاء بعيدا وتاركا يد الزرافة ماسكة يده ومدخلة أياها في صدره.يبتسم ، يتمتم : أنا القرد الميمون، لكن باله مشغول عقله مشوش، يسأل نفسه: أي قرد من القرود التي سبقته في تسلق سلم القرود. يكتفي بفخر المصافحة. لا بأس فرصة ثانية :نحن نحبك.
أوصت السيد زرافة صاحب الشرطة وكاتب ديوان العطاء: كل واحد أسمه ” جمعة” اشطبوا اسمه من سجل الوجود.صادروا كل الروزنامات ، اطبعوا رونامات جديدة لا يوجد فيها يوم جمعة.
بعد غدا جمعة الشهداء وتسال الارض : أين الدماء اين وقود جمعة الرحيل؟
وللحرية الحمراء باب بكل يد مدرجة بالدماء يدق
ولجمعة الرحيل موعد بكل دماء زكية يستحضر.
من مراكش إلى دار السلام سابقا
ألارض بتتكلم عربي يوم الجمعة
فاروق عيتاني
الاربعاء قبل الجمعة
farouk_itani@live.com
بشّروهم أنّ أيام الجمعة قادمة
أسلوب ومستوى لا يليق بالثورات العربيه، بل حتى لا يليق بأن ينشر.