وقف الخلق ينظرون جميعا.. كيف أهدم قواعد الظلم وحدى.. هكذا راحت مصر الجديدة تتحدث عن نفسها.. هذه المرة على لسان شباب جدد لم يعرف أحد فى النظام ولا خارجه أنهم موجودون، فكانت صدمة هائلة لهم أن الجينات الحضارية بالغة القدم ذات الطاقة الخلاقة الهائلة ما تزال حية فى دماء ملايين الشباب المصرى الأصيل الذى يحمل كل ملامح وموروثات وطاقات عبقرية الشخصية المصرية الحميمة القديمة المتجددة المتأججة.
وقد وقف هذا الشباب على نفس الأرض فى ميدان التحرير فى قلب القاهرة- فى قلب ممفيس على ضفاف نفس النيل الذى قام أجدادهم ببناء أول حضارة، وأول دولة فى تاريخ البشرية عليها. هم نفس المصريين الذين قادهم الملك مينا موحد القطرين قبل أكثر من خمسة آلاف ومائتى سنة ليؤسس بهم أول دولة على الأرض،فيما كان بقية خلق الله فى أركان المعمورة يعيشون قبائل وجماعات وعشائر هائمة متنقلة متحاربة تقتل وتحرق ولا تؤسس حضارة ولا مدنية ولا علما ولافنا، واستمرت هذه الدولة قائمة على أرض مصر تضبط إيقاع البشر والحجر والنهر والزرع، ناهضة حينا ومنحدرة حينا- حرة حينا ومستعبدة حينا، محتضنة ومستوعبة وهاضمة لكل من حضر إليها لاجئا أو غازيا، وتتوالى على مصر عصور المجد وعصور الانحطاط حتى تصل بنا إلى آخر الفراعين الذى ظل يحكم مصر ثلاثين عاما وكان يريد المزيد له ولأولاده من بعده، فى عصر من عصور الانحطاط هو الأسوأ منذ المماليك بلا شك. فإذا بشباب مصر يثورون ثورة أدهشت العالم أجمع، بل إدهشت آباءهم أنفسهم. وكما أدهش المصريون القدماء العالم حين ابتكروا فكرة الدولة ووضعوا قواعدها ومدوا على الأرض سطوتها ومجدها- أدهش أحفادهم العالم حين ابتكروا أساليب جديدة لمعارضة الدولة والصمود أمام سطوتها وتفكيك آلياتها القمعية الرهيبة وأجهزة بطشها الجبارة، وقد فعلوا هذا بشكل سلمى سحرى فى بساطته وبهائه وفى جماله وعذوبته “وخفة دمه”.
لقد ثار المصريون بطريقة مصرية خالصة لا يثور بمثلها بشر آخرون. نعم هم تبعوا إخوانهم شباب تونس الرائع الذى كان له الريادة فى الثورة الشعبية ضد طاغية عربى إضطروه إلى الفرار، ولابد من تقديم فروض العرفان والتقدير والزهو لهؤلاء الشجعان الفرسان وأولهم روح الشهيد بو عزيزى الذى أشعل فى جسده النار انتفاضا لكرامته فأشعلها فى الجسد العربى كله انتفاضا لكرامة عربية مهانة منذ عقود. ولكن المصريين الذين استخدموا نفس الفيس بوك والتويتار الذى استخدمه التونسيون سرعان ما منحوا ثورتهم طابعها المصرى الخالص، وابتكروا وأبدعوا أساليب وأليات حققت لهم النصر الهائل وشدت أنظار العالم إليهم فى انبهار وإعجاب، ويمكن تلخيص خصائص الثورة على الطريقة المصرية فى التالى:
حضارية
الصورة المدهشة الأوسع لهذه الثورة أنها كانت حضارية بكل ما تعنيه الكلمة من معان. فقد كانت منذ أول يوم – الخامس والعشرين من يناير – سلمية، كما راح يهتف المتظاهرون كلما حاول أحد أن يلجأ إلى أى نوع من أنواع العنف، ولو كان يضرب بكفه على سقف سيارة، كما قال أحد المتظاهرين ، ولم يقع العنف سوى من طرف رجال الأمن المركزي الذين دربهم النظام على معاداة المواطنيين وإذلالهم وترويعهم، ورأينا فى يوم الثورة الأول كيف سار مئات الآلاف فى مسيرات سلمية بديعة فى القاهرة والإسكندرية وعدد من المحافظات الأخرى، رفعوا مطالب مشروعة ومهذبة لا تهين أحدا، منها “عيش، حرية، عدالة إجتماعية” ولكن النظام الذى ارتاع لخروج هذا العدد الهائل من الشباب فى أنحاء متعددة من مصر فقد اتزانه وبدأ فى استعمال الخشونة غير المبررة مع جماعات مسالمة لا تفعل سوى المسير والهتاف ورفع الأعلام واللافتات، بل حمل الكثير من الشباب مئات من الورود راحوا يقدمونها لرجال الأمن، ورأينا صورا لبعضهم يحتضون الجنود، ولكن النظام الشرس الذى أعد ما يقرب من المليونين من الجنود فى جهاز الأمن المركزى- الذى هو فى الواقع جهاز أمن الرئيس والنظام- لجأ إلى ما اعتاده من الشراسة والعنف ضد المسيرات وصلت إلى حد الأنطلاق بسيارات الأمن هائلة الحجم بسرعة كبيرة لدهس المواطنين، وصاحب هذا استخدام الرصاص المطاطى ثم الرصاص الحى وهو ما أدى إلى استشهاد ما يقرب من اربعمائة شهيد ووجود أكثر من مائة جثة لم يتم التعرف عليها.
مع العنف الهائل من قبل رجال وجنود وبلطجية النظام- ولا أعرف نظاما آخر فى العالم أستخدم بلطجية بشكل منهجى ورسمى كما فعل نظام مبارك- إضطر الشباب إلى الدفاع عن أنفسهم- وخاصة فى جمعة الغضب حيث قلبوا وأحرقوا سيارات الأمن التى كانت تدهسهم، وردوا على الرصاص بالحجارة والملوتوف، وتظهر الصور والفيديو لقطات مدهشة تسجل شجاعة وبسالة وجسارة شباب مصر الذين لم يهابوا الموت ولم يردعهم الرصاص .. كلها – شكرا للتكنولوجيا- موجودة الآن على اليوتيوب لكى تتعلم منها الأجيال القادمة ولكى تكون وثيقة حية تشهد على لحظة باهرة من تاريخ مصر المدهش. أما أكثر الدلائل على مدى تحضر هذه الثورة فنجده فى ذلك المشهد الفريد فى اليوم التالى لإزاحة مبارك واحتفال الثوار بانتصارهم التاريخى ثم اختتام اليوم بدعوة الثوار بعضهم لبعض أن يعودوا غدا لميدان التحرير للقيام بتنظيفه وغسله وإعادته إلى حالة أجمل وأنظف مما كان عليها، وبهذا يشهد العالم بأسره أول ثورة فى التاريخ “تنظف وراءها” بعد يوم واحد من انتصارها.
مدنية ..تعددية
من إهم خصال هذه الثورة المصرية الخالصة مدى انعكاس مفهوم وواقع التعددية فى القائمين بها، فقد بدأها الشباب من كافة الأطياف، بلا قائد وبلا مجلس قيادة، ولكن بعشرات من القيادات الشبابية ومعها الآلاف من الشباب المتحمس الواعى الفاعل الجسور. وجاء معظم هؤلاء من الطبقة الوسطى المتعلمة بل والمثقفة، شبابا وشابات، بلا أيديولوجيات حادة او متطرفة يمينا أو يسارا، بلا انتماء لأحزاب أو تيارات أو جماعات تجمعهم فقط رغبة عارمة للانتفاض لكرامتهم ولاسقاط الواقع الفاسد الذى يرزح فيه أباءهم ثلاثين عاما هى كل عمر هؤلاء الشباب الذى سرعان ما عرف ب “ورد الجناين” وهو تعبير مصرى شعبى بديع ومدغدغ لأجمل المشاعر، وبعد نجاح الثورة وظهور بعض هؤلاء الشبان والشابات فى القنوات التليفزيونية أدهشونا بمدى وعيهم وثقافتهم وأدبهم وظرفهم وتواضعهم وإصرارهم على تحقيق مطالبهم واستعادة كرامة شعبهم. فقط استمعوا إلى الشابة الرائعة أسماء محفوظ على اليوتيوب وهى تدعو فى تلقائية وعاطفة جياشة وفكر فريد شباب مصر أن ينزلوا معها يوم 25 لإعلان أن “الشعب يريد إسقاط النظام” لتعرفوا بعض الجوانب الباسقة لهذا الشباب المدهش.
كان الخطاب الثورى خطابا مدنيا وطنيا بامتياز، لم نسمع فيه الشعارات البائسة أو المطالب الطائفية أو الفئوية التى أفرزها النظام الساقط، لم ترتفع شعارات دينية أو يسارية أو يمينية أو حزبية، ارتفعت فقط شعارات تطلب الحرية والكرامة والعدالة، المبادئ الإنسانية الشاملة التى يطالب بها الشباب دائما فى كل ثورات العالم وفى مختلف بلدانه، واللافت والجميل أن هذا الشباب خرج غير عابئ بمواقف ونداءات وتعليمات كافة القيادات “الحكيمة” والقديمة والمترهلة سواء كانت سياسية أودينية، فقد رأينا القيادات الدينية الرسمية- إسلامية ومسيحية- تأخذ جانب النظام حتى فيما هو يتهاوى، فى استمرار لما تعودت عليه من ممارسات قديمة كانت تخضع معها لرغبات ونزوات وضغوطات النظام بدلا من أن تقف الموقف المضاد الشجاع الذى تلزمها به تعاليم الدين الذى تتحدث باسمه- فقامت مشيخة الأزهر وجماعة الإخوان المسلمين والقيادة الكنسية للأقباط الأرثوذكس والبروتستانت بإصدار التصريحات التى تدعو الشعب إلى عدم الخروج لمسيرة يوم الثورة المبارك فى الخامس والعشرين، ولكن الشباب – لحسن الحظ ولحسن الوعى ولنقاء الضمير- قرر عدم الإمتثال لهذه النداءات التى لن يغفرها التاريخ، وخرجت بالآلاف دون رعاية أو حماية القيادات “الحكيمة” لتثبت للشعب و التاريخ أنها أكثر حكمة بكثير وأنها الأكثر وعيا والأصدق مع نفسها ومع ربها، وعندما كلل لها النصر أو كاد، هرعت هذه القيادات والجماعات الدينية وراءها لتحصد بعض ما حققه الشباب المتمرد فإذا بها تغير من موقفها وتعكس نداءاتها ولكن لا قيمة لمواقف تأتى بعد زوال الخطر- وإنما تقاس مواقف الرجال والنساء حينما يختارون الحق ويعلنونه فى اللحظات الخطرة التى قد يدفعون فيها ثمنا باهظا لمواقفهم هذه.
وقد جاء هذا لصالح مصر ولصالح هؤلاء الشباب – فلابد أن تكون ثورتهم هذه ليس فقط ضد النظام السياسى الفاسد البليد الذى كان يجثم فوق صدورهم، ولكن ليعلنوا بها أيضا تحررهم من قبضة القيادات والتيارات الدينية التى كانت تتسلط عليهم تسلطا لاحق لها فيه- وكان سلطانها قد تغول وتوغل فى كافة مناحى الحياة المدنية فأدخل الكثيرين البسطاء فى غيبوبة من الدروشة الدينية تقاعسوا معها عن العمل الفعال الجاد وارتضوا فيها بالطغيان والفساد حتى ثار الشباب لكى يخلص نفسه ويخلصهم من حالة العبودية السياسية والدينية معا قائلين لقد خلقنا الله أحرارا فلن نخضع أو نستعبد بعد اليوم.
وهكذا شاهدنا صورا بديعة لشباب مسلمين وأقباط يدا فى يد يدافعون معا عن مطالبهم المشروعة ويستشهدون معا برصاص البطش والطغيان ويحتفلون ويرنمون ويصلون معا فى نفس المكان فى خلال الثورة وبعد انتصارها فى الميدان الذى جمعهم ووحدهم وحررهم ومنحهم هويتهم الواحدة الواعدة فى إنهم جميعا مصريون قبل أى شئ أخر.
وقد أشترك الشباب من كافة اطياف وفئات المجتمع، وانضم بعد يوم الثورة الأول – فى الجمعة التالية – شباب من الإخوان ومن الأقباط ومن الأحزاب ولكن بشكل فردى، ولعل المظاهرة الوحيدة التى كانت لها طابع دينى قام بها التيار السلفى فى الإسكندرية فى أحد الأيام – بينما استمرت كافة المظاهرات فى الإسكندرية والقاهرة والسويس والمحلة والمنصورة وغيرها فى طابعها المدني العام الجامع لمختلف الطوائف والاتجاهات.
المرح والابداع
كما لم يعرف التاريخ ثوارا قاموا بتنظيف وغسل ميادين ثورتهم، لم يعرف أيضا ثوارا كالمصريين فى مبلغ المرح والفكاهة وخفة الدم التى لم يكن يمكنهم التخلى عنها حتى وهم فى وسط الميدان الذى تساقطت عليهم فيه قنابل الملوتوف والحجارة والزجاج وكان يتساقط فى قلبه وعلى مداخله الشهداء والجرحى بالمئات، لقد شاهد كل من كان من حظ عمره أن يدخل ميدان التحرير فى أيام الثورة وحتى بعد انتصارها مشاهد مدهشة لثوار من نوع جديد، ثوار تجتمع فى شخصيتهم خصال الشجاعة إلى حد التهور والبسالة فى التصدى للظلم وجنوده- والوعى الشديد بشرعية مطالبهم وعدم شرعية النظام المزور الذى يحرمهم منها، ومع هذا كله قدر كبير من الدفء الإنسانى وحب الحياة والمرح وخفة الدم، والقدرة على اقتناص المفارقة الطريفة فى وسط المخاطر والأهوال والضحك من القلب فى عمق الدموع، شاهدنا ظرفاء مثل الشاب الجالس على الارض تعبا وبيده لوحة طويلة عليها “إرحل بقى .. إيدى وجعتنى” وعشرات مثل هذه اللافتات الاحتجاجية التى تمزج المرارة بالمرح، وشاهدنا المنشدين يرددون أناشيد بلادى بلادى وأغانى ثورة 52 لعبد الحليم وأم كلثوم وعبد الوهاب، وشاهدنا آخرين يرقصون ويدورون حول بعضهم للتدفئة فى ليل القاهرة القارص. وبعد رحيل مبارك انطلقت سيول من النكات على الفيس بوك والإى ميل – مما ذكرنى بالعدد الهائل من النكات التى أطلقها الشعب المصرى بعد هزيمة 67 مباشرة فى أكبر عملية لنقد الذات والتطهير النفسى الجماعى عرفها التاريخ – ولعلها كانت ضرورية لكى يتمكن الشعب المنكسر أن ينتهى من محاسبة النفس بأقصى سرعة لينصرف للاستعداد لحرب الاستنزاف ثم العبور العظيم فى 73. نجد هنا نفس الظاهرة، شعب بأكمله ينخرط فى التنكيت والاستظراف الذى يستخدمه للنقد والتطهير والتفريح عن النفس لكى يمكنه الاستمرار فى تحمل الأطوار التالية من المعركة. إنها طريقة المصريين العبقرية التى تعينهم على التحمل والتجمل والصبر وأيضا الثورة.
هناك علاقة عضوية – علميا – بين القدرة على المرح والفكاهة والقدرة على الابداع والتفكير الخلاق Creative thinking ولذلك فلا غرابة أن رأينا الثوار المصريين يظهرون مقدرة فائقة على ابتكار آليات وأساليب غير تقليدية ساعدتهم فى كافة مراحل ثورتهم على الاعداد والتخطيط والتنفيذ والمتابعة والتغيير والملاحقة والمساندة التى مكنت من تحقيق النصر على أكبر قوة أمنية مدججة ومدربة – تدريبا أمريكيا حديثا- فى الشرق الأوسط- لقد استطاع الشباب المصرى الأعزل أن ينتصر لأنه استخدم عقله المبدع وذكاءه العقلى والعاطفى معا فابتكر آليات جديدة لنشر أفكاره على درجة عالية من مهارة التسويق والإعلان والتصميم لشعاراته القوية الذكية، كما رأينا الثوار يختارون النزول بعد صلاة الجمعة لضمان نزول أكبر عدد من الجماهير- وبالمناسبة فالأقباط يصلون يوم الجمعة أيضا قداسا ينتهى فى الظهر تقريبا فى نفس توقيت خروج صلاة الظهر من الجوامع، مما ساعد على خروج الجميع إلى الشوارع بأعداد هائلة – فى نفس الوقت، وهو أحد أسرار نجاح الثورة.
شاهدنا الابداع المصرى يتجلى فى قدرة الثوار الخارقة على تنظيم أنفسهم- بلا تدريب سابق – ليعملوا بعد ذلك وكأنهم جيش موحد مؤهل ومدرب، فى تصديهم لجحافل بلطجية الحزب الوطنى التى أطلقها النظام الساقط بالآلاف فى محاولة لغزو ميدان التحرير والاجهاز على الثوار ، مسلحين بالمولوتوف والحجارة والسنج ورصاص القناصة من فوق أسطح المنازل والجسور، فإذا بالثوار ينظمون أنفسهم فى ثلاثة دوائر من خطوط الدفاع، أمامية ووسطى وخلفية، وقد أقاموا المتاريس المعدنية التى أخذوها من موقع إنشائى كان فى منتصف الميدان لشركة المقاولين العرب كما أخبرنى مهندس يعمل بها، وراحوا يكسرون أرض الميدان للحصول على الحجارة التى كانت هى ذخيرتهم فى مقابل المولوتوف والرصاص الحى من بلطجية مبارك، كما ابتدعوا لرؤوسهم خوذات من حلل الطبيخ ولصدورهم دروعا من زجاجات المياه البلاستيكية، وغيرها من عشرات الابتكارات فى جميع المجالات مما تفتقت عنه الذهنية الفهلوية الخلاقة التى هى لب العبقرية المصرية.
فى النهاية فإننى أحرص فى كل ما أكتب أن ألتزم بالموضوعية وأبتعد عن العاطفة، ولكنى أمام هذه الثورة التى أطاحت بنظام ظللت أكثر من عشر سنوات أكتب ضده فاضحا مدى خطورته على حاضر مصر ومستقبلها، ومنها مقال نشر فى منتصف العام الماضى 2010 بعنوان “على النظام أن يحمل عصاه على كاهله ويرحل”، أعترف أننى بكيت فرحا لأننى عشت لأرى جيلا خرج إلى الشوارع يقول “إرحل” ويطلب إسقاط النظام ويحقق طلبه فى ثورة شعبية هائلة، جيلا من الشباب الذى كثيرا ما كنت أختم مقالاتى المهاجمة للنظام بقولى أن الأمل الوحيد هو في شباب مصر.. وها هو الشباب يحقق الأمل.
fbasili@gmail.com
كاتب من مصر يقيم في نيويورك