هل يستطيع “حزب الله” ان يطلب من اللبنانيين اعتباره مقاومة بعد ما حصل؟… جعجع: سنقوم بكل ما لدينا ليعود الحريري رئيساً للحكومة وننتظر من الرئيس سليمان إعادة الحق لأصحابه
لفت رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع الى أن “8 آذار” لا تريد سعد الحريري رئيساً للحكومة لأنه لا يلبي رغباتهم ومطالبهم، ولأنه يريد لبنان مستقلاً وحدوده محترمة، ولأنه يريد مصالح شعبه، ولا يقيم حسابات لمصالح أخرى.
وانطلاقاً من كل هذه الإعتبارات هم لا يريدون الحريري، مشدداً على انهم لا يريدون رئيساً للحكومة في لبنان يتكلم بأمور عالقة بين لبنان وسوريا كترسيم الحدود العالق منذ 5 سنوات مثلاً. وأضاف: “يجب على الحريري ان لا يطرح موضوع الحدود والسلاح خارج المخيمات والمعتقلين أو السلاح غير الشرعي في لبنان”.
وعن شكل الحكومة المقبلة في حال شكلها أحد أركان “8 آذار”، وإذ اعتبر ان الفكرة واضحة في حال كُلف الرئيس الحريري لتشكيلها، سأل جعجع في مؤتمر صحافي عُقد في معراب: “فلنتصور للحظة تكليف الرئيس كرامي بتشكيل هذه الحكومة، السؤال: من سيكلف الحكومة بربكم؟”، مستطرداً بالقول: “تشكيلها سيكون من قبل رستم غزالي الذي له اليد الطولى في هذا الموضوع”، موضحاً انه “إذا سُمي كرامي فإن الحكومة ستتشكل بين اللواء رستم غزالي والحاج وفيق صفا مع احترامنا لكرامي”.
لبنان = غزة!
ورأى جعجع ان الوضع في لبنان سيكون، تقريباً كغزة، والجميع يستطيع تصور المواقف العربية من هذه الحكومة باستثناء الموقف السوري طبعا.
جعجع اعتبر انه “ستعود إلينا وجوه كميشال سماحة ووئام وهاب وناصر قنديل، مع احترامنا لهم، ومن هنا نستطيع أن نتصور طبيعة المواجهة الحالية، فإما ان نتقدم ببطء، أو أن نرجع الى الوراء وبسرعة”.
وسأل: “هل يستطيع أحد تصور وضع الليرة إذا ما استلم الفريق الآخر الحكومة؟”.
وعن مواقف النائب ميشال عون قال جعجع: “أتخيل عون جالساً على غصن شجرة، وينشره بالمنشار الآن”، مشيراً الى ان “عون يخوض معركة في مواجهة الفساد، ولا أدري إذا كان صادقاً في معركته ضد الفساد، مع اني لا أعتقد ذلك”، متوجهاً اليه بالسؤال: “هل برأيك حكومة يشكلها عمر كرامي وغزالي وصفا، هي حكومة ضد الفساد في لبنان؟”.
وأضاف: “لا يقنعنا أحد ان حكومة كرامي وغزالي وصفا هي حكومة محاربة الفساد”، متوجهاً لقواعد التيار الوطني الحر بالقول: “عليكم تحديد موقفكم من هذا الموضوع”.
وسأل جعجع: “هل كان للرئيس رفيق الحريري أكثرية في أي من الحكومات التي استلمها؟ لمن كانت أغلبية الوزراء في تلك الحكومات؟”، مذكراً انه كانت لحلفاء عون الحاليين.
جعجع شدد على ان أساس السلطة الفاسدة التي ينتقدها عون كان حلفاؤه المباشرون وغير المباشرين، وسأل: “هل سيحارب الفساد بأساس الفساد؟”. وقال: “إذا كان يعلم عون ماذا يفعل فهذه مصيبة، وإذا لا يعلم فهذه مصيبة أكبر وأكبر”.
وشرح جعجع موقف عون بالقول انه “يصور في الكثير من الأوقات، ان أعداء لبنان هم المجموعة الحريرية، في السابق الرئيس رفيق الحريري، والآن سعد الحريري، وانهم توسعوا على حساب المسيحيين بين 1990 و2005″، سائلاً: “ماذا فعل “حزب الله” و”أمل”؟ ألم يتوسعوا على حساب المسيحيين في لبنان؟”.
ولفت الى ان ما يطرحه عون غير صحيح، فهل من المنطق أن يعيد السوريين الى الحكومة لتقوية المسيحيين في لبنان؟
وقال: “لمعلومات النائب ميشال عون: المشكلة الوحيدة لدى الفريق الآخر هي المحكمة الدولية”.
المطلوب “موقف” من سليمان!
وفي سياق آخر لفت جعجع الى أن السعوديين وضعوا ثقلهم كي لا تحصل أي “خربطة” أمنية في لبنان، ولذلك كان الموقف الحاد من الأمير سعود الفيصل بأن السعودية سحبت يدها من الوساطة مع سوريا.
وإذ شدد على ان فريق “14 آذار” ينتظر من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إعادة الحق الى أصحابه، أوضح جعجع ان الرئيس سليمان أقدم على تأجيل الإستشارات انطلاقاً من حسه الوطني وروحه التوافقية، ولسير الأمور بأسلس طريقة ممكنة، ولكن في الوقت نفسه، الفريق الآخر دفعه الى هذا الموقف تحت غطاء التوافق ليستفيد من الوقت.
وقال: “عدنا الى نقطة الصفر والى معركة أصوات طاحنة، وعلى الرئيس أن يرى ماذا يجب عليه أن يفعل لأننا كنا ضد تأجيل الإستشارات وانا أتكل على استقامته”، مشيراً الى أنه “إذا كانت بعض الأطراف غيرت رأيها من الرئيس الحريري، فذلك بسبب الضغوط التي مورست عليهم”.
وأكد جعجع ان الفريق الآخر لا يريد التسوية، ولا يعتقدن أحد انه يريد ذلك او يريد ملاقاتنا في نصف الطريق، نافياً قول البعض ان التسوية منجزة في اليومين الماضيين، فسعد الحريري موجود والسعوديون موجودون، ولم يوقع أحد منهم على اي تسوية.
وسأل جعجع: “أي تسوية تقوم على بند واحد؟”، لافتاً الى ان وقف البروتوكول بين لبنان والمحكمة كان مطلب الفريق الآخر وليس مطلب الرئيس الحريري.
الحريري لم يوقّع ورقة تسوية
وأكد جعجع استعداد “14 آذار” للبحث في موضوع المحكمة، ولكن لا شيء يخص مسارها، إنما مطلبنا كان المصارحة والمصالحة، ونحن لا نريد الإنتقام والتشهير بأحد، ولكن أن تتبين الأمور على حقيقتها، وإذا لم تُبين على حقيقتها بأدلة دامغة فسنرفضها وان البحث يجب أن يكون بمعالجة أي تداعيات ممكن أن تنشأ عن عمل المحكمة الدولية وليس بمسارها.
وإذ شدد على أن الحريري لم يوقع أي ورقة تسوية، طالب جعجع من يملك ورقة موقعة ان يظهرها للرأي العام.
ولاحظ ان الفريق الآخر لا يريد حتى البحث بإعادة الحياة السياسية الى المؤسسات.
جعجع أكد ان الفريق الآخر يريد ان يقف الحريري ويقول: “انا اتخلى عن المحكمة الدولية”، مذكراً انه “عندما أتى الجواب من الحريري ان الأمر مستحيل، أتى الجواب منهم انهم لا يريدون سعد الحريري رئيساً”.
وسأل: “لماذا لا يريدون الحريري؟ هل لأنه من آل الحريري؟، مذكراً في هذا السياق ان “8 آذار” طبلوا وزمروا عندما اتى رئيساً. وتساءل أيضاً: “لا يريدون الحريري لأنه سني؟ هل لأنه من صيدا أو بيروت؟ هل لأنه فاسد؟”، مشيراً الى انهم يريدونه أن يكون فاسداً ليستطيعوا أن يتحكموا به.
وذكر جعجع انه “في السابق، لسان حال المعارضة كان انهم لا يريدون السنيورة وأن الحريري فظيع. كان السبب حينها ان السنيورة ليس تحت يد “حزب الله” او سوريا، فقاموا بمعركتهم من أجل أن يأتي الحريري رئيساً، لأخذه بالأحضان من أول لحظة ويرتبوا أموره كي يصبح تحت يدهم لأنه “شاب جديد”، معتبراً انهم لا يريدونه لأنه لا يفعل ما يريدونه هم.
وأسف جعجع لموقف أحد وزراء الذي كان من المفروض أن يكون من وزراء رئيس الجمهورية، وهو لم يكن كذلك، فكان الوزير الحادي عشر الذي استقال وسقطت الحكومة.
وكشف ان الرئيس نبيه بري ذهب الى الرئيس سليمان وحددا موعد الإستشارات في 17 و18 كانون الثاني من دون التداول مع “14 آذار” ولكن عندما رأى الفريق الآخر ان “البوانتاجات” ليست لصالحهم، قرروا تأجيل الإستشارات، والحجة التي أعطوها هي ان الوزيرين التركي والقطري سيأتيان للبحث في مساعي حل الازمة.
وأضاف: “ليس نحن من طرح موعد 17 و18 كانون الثاني لبدء الإستشارات انما “8 آذار”، وسأل: “ما دخل المشاورات التركية القطرية بالإستشارات؟”.
وأكد جعجع ان تهديدات جدية أدت الى تغيير في موازين القوى بالنسبة للإستشارات النيابية. فبعد ان كان لدينا 70 صوتاً، عدنا الآن الى نقطة الصفر.
وعن تحرك حزب الله الثلثاء الماضي قال: “إذا كانت وسائل “8 آذار” سمت انتشار “حزب الله” في الشارع الثلثاء “نقزة” فلمن كانت تلك “النقزة”؟، مستطرداً بالقول: “كانت للأولاد الذين ذهبوا الى مدارسهم، وعلى الليرة ورجال الأعمال وعلى الأرصدة المالية الموجودة في لبنان”.
وسأل جعجع: “هل يستطيع “حزب الله” ان يطلب من اللبنانيين ان يعتبروه مقاومة بعد ما حصل، في الوقت الذي يستخدم قدراته لغايات أقل ما يمكن القول بها انها غايات حزبية ضيقة لا علاقة لمصالح الشعب بها؟”، معتبراً ان “حزب الله” تنطيم مسلح، ولدينا رأينا في هذا الخصوص، وهو يستخدم إمكاناته المادية لأمور داخلية”.
وشدد على ان “14 آذار” ستقوم بكل ما لديها ليعود الحريري رئيساً للحكومة وتأمين الأصوات اللازمة لذلك، موجهاً ندائين، الاول لنواب الأمة أن “لا ينسوا لحظة انهم نواب الأمة وانه يتوقف على تصرفاتهم بقاء الأمة أو زوالها وليتذكروا المقترعين الذين أدلوا بأصواتهم لهم وأن لا ينسوا الوعود التي قطعوها أمام الشعب والوطن والله وأن يتذكروا ان ما من شيء باق في هذه الدنيا سوى الاستقامة والشجاعة والموقف عند ساعة الحقيقة ولقد دقت ساعة الحقيقة”.
والنداء الثاني لشعب “14 آذار” بالقول ان “المسيرة بدأناها من تحت الأرض وربحناها، فكيف إذا كنا نستمر بها من فوق الأرض؟ وفاء لكل من هم تحت الأرض وخدمة لكل الذين هم فوق الأرض.