أكد العلامة السيد علي الأمين امس ان “المحكمة الدولية انبثقت عن مؤسسات دولية، ستأخذ مجراها بغض النظر عن وجهة النظر الدينية الخاصة بمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، حتى وإن كان “حزب الله” يؤيد خامنئي في هذه المسألة”. وأوضح أن “الولي الفقيه يمثل قمة الهرم في النظام السياسي الإيراني، ولكن علاقته محصورة بمواطنيه وليست له علاقة أو صلاحيات خارج حدود إيران. لذلك، ليس له ولاية على الشيعة اللبنانيين وهو لا يشكل مرجعية دينية لهم، إذ أن مرجعيتهم الدينية موجودة في العراق. أما العلاقة السياسية للشيعة اللبنانيين فهي مع النظام اللبناني وليست مع النظام الإيراني”.
وقلّل الأمين في حديث الى موقع “سيدرز نيوز”، من أهمية الحديث عن زلزال سيحدث بعد صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”، وقال: “انا شخصياً لا اتوقع أن يتغير شيء بعد صدور القرار لأن الدولة اللبنانية ستكون عاجزة عن تطبيقه”.
أضاف: “الدولة اللبنانية عاجزة عن الاستجابة لقرار كهذا صادر عن المحكمة الدولية. لا يمكنها أن تطبق هذا القرار على الأرض اللبنانية. و”حزب الله” سبق له أن أعلن انه لن يستجيب لما يصدر عن المحكمة. الدولة ليست قادرة على بسط سلطتها على كل أراضيها وعلى كل شعبها، وبالتالي هي لا يمكنها أن تنفذ هذا القرار، فسيبقى إذن قراراً من دون تنفيذ كسائر القرارات التي يمكن أن تصدر عن المؤسسات الدولية ولا تطبقها الحكومات المحلية”. وأوضح ان “حزب الله” يقول بأنه تابع لولاية الفقيه ويؤمن بها “ولكن بالطبع هذا إيمان يرتبط بـ”حزب الله” فقط”.
ورأى أن “مشكلة الذين يشكلون الحكومة اللبنانية في أنهم أبعدوا الذين يريدون بناء الدولة اللبنانية ومشروعها عن التمثيل، وعندئذ وجدوا أنفسهم مضطرين الى التعاطي مع من لا يريد بناء الدولة إلا على شاكلته، أي على الشاكلة الإيرانية”.
ونفى وجود اية قنوات حوارية او لقاءات مع” حزب الله” وحركة “أمل”، معتبراً ان “الطريقة التي يمكن ان يواجه بها القرار الاتهامي لا يمكن أن تكون بطريقة العنف وبطريقة الإكراه للمجتمع اللبناني. والحزب بحاجة إلى اعتماد محامين قديرين وجديرين بأن يكشفوا مواقع الخلل أو الخطأ في هذا القرار والنقاط السياسية فيه، إذا ما كان مسيّساً. هذا ما يمكن ان ينفع “حزب الله”، ويمكن عندئذ ان يكون الرأي العام اللبناني وغير اللبناني معه إذا سلك هذا السلوك. أما طريقة العنف فهي لن تنفع “حزب الله”، بل سيكون وحيداً في مواجهة المجتمع الدولي”.
وأشار الى ان “من يعارض “أمل” و”حزب الله” معارضة حقيقية لا يأمن على نفسه، اذ لا توجد سلطة للدولة في الجنوب، فالسلطة هناك هي بيد قوى الأمر الواقع”.
وعن اسباب عدم انضمامه الى قوى 14 آذار، قال: “لم يُطلب مني الانضمام ولست بصدد الانضمام. مهمتي كرجل دين هي النصح والتدخل في السياسة بالأمور العريضة فقط. ألتقي مع 14 آذار في تأييد مشروع الدولة، وقد تكون لي ملاحظات عديدة على أداء 14 آذار ولكنني لست جزءاً منهم. وحتى في المواقف الصعبة التي وقفناها لم نجد هناك احتضاناً لقوى الاعتدال داخل الطائفة الشيعية، لا من الدولة اللبنانية ولا من 14 آذار”.
ورأى أن “المساعي السورية ـ السعودية لا تزال مجمدة، ويبدو أن هناك بعض الافكار تُتداول في بعض العواصم العربية، ولكن حتى الآن نحن لم نلمس تطوراً إيجابياً”.
وأكد ان “مهمة رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) صعبة، والظروف التي جاء فيها هي ظروف التوافق، لذا فهو حريص على الا يزعل طرفاً من الاطراف. ولذلك سيبقى الأداء دون المستوى المطلوب في إعادة تفعيل مؤسسات الدولة وفي بسط سلطتها ما دامت الامور تراوح مكانها”، مشيرا الى ان “رئيس الحكومة (سعد الحريري) يتعرض لمزيد من الضغوط والابتزازات”.
المستقبل
ولفت الى ان طاولة الحوار ذهبت إلى غير عودة في القريب المنظور، مرجحاً انعقاد مجلس الوزراء بعد الأعياد.