مفاجأة الأعياد من العيار “الأمني” الثقيل هذه المرة في “التيار الوطني الحر”، فـ “التيار” صار لديه جهاز أمني يعمل على الأرض ويراقب الناس ويوزع الصفات على من يريد، كأنما كتب على اللبنانيين أن يعودوا إلى صور وأشكال نسوها من زمن الحرب، حيث كان لكل حزب أو تنظيم جهاز “أمني” يراقب الناس ويحسب أنفاسهم ويسجل عليهم المآخذ. وفي المقابل يقوم رئيس “التيار” ورئيس “تكتل الإصلاح والتغيير” النائب ميشال عون بمهاجمة فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي متهماً إياه بالجهاز اللاشرعي والعصابة، وغيرها من الصفات والنعوت والتي يحاول فيها منع قيام جهاز تابع للدولة اللبنانية من متابعة مهماته في محاربة التجسس والجريمة.
حيث كان الجنرال دأب منذ فترة على وصف “فرع المعلومات” بالعصابة المسلحة، والمخالف لكل القوانين، واعتبر أن “من يحمي هذا الفرع هو رئيس العصابة”. وقال يومها إن “الدولة في لبنان سقطت منذ زمن “لأن فيها فرع المعلومات، واعتبر أنه كبر بشكل عشوائي وأصبح عدده يفوق الألفين ومهماته كل شيء بحجم السي أي اي و الموساد والشاباك والكي جي بي”، وتساءل “عن المسؤول عنه ولمن يرسل تقاريره ومن يراقبه ومن يعرف موازنته؟”.
هجوم عنيف على الدولة كأنما عمل المؤسسات صار محرّماً بعرف الجنرال، فيما العودة إلى التشبه بالحرب صار يظهر عبر تشكيلات تتشابه مع أنظمة الحرب، وفي الوقت نفسه يعمل لإنهاء مؤسسات الدولة، عبر الدعوة لحل جهاز أمني رسمي أو عبر تعطيل مجلس الوزراء ومنعه من إصدار المراسيم والقوانين التي تهم الناس وحياتهم.
إذاً وفي تفاصيل “الجهاز الأمني” التابع “للعونيين” هو قيام قيادة “التيار الوطني الحر” بتسليم منسقين في هيئات المناطق لديهم صفة “رئيس جهاز الأمن”، وعمل هذا “الرئيس” هو متابعة القضايا الأمنية المتعلقة بـ “التيار”، وكذلك العمل لحماية “التيار” من الاختراقات، إضافة إلى متابعة “القضايا الحساسة والأمنية” التي تقع ضمن منطقة سيطرة “المسؤول” الأمني.
مصدر متابع لوضع “التيار” لفت إلى أن أيضاً من مهمات “الأمنيين” في “التيار” متابعة المهمات السياسية مع القوى الموجودة على الأرض، ومتابعة الاتصالات السياسية، وتبليغ عناصر “التيار” بمهماتهم، إضافة إلى توجيه الحلقات التثقيفية والسياسية التي قد يقيمها أعضاء “التيار”، كما الإشراف على حفلات السهر التي يقيمها “العونيون” في مناطقهم، بكل تفاصيلها من موقع الحفلة إلى الأسعار وصولاً إلى ترتيب الخطباء ومتابعة الظروف الأمنية المحيطة والحراسة.
أما علاقة هؤلاء “الأمنيون”، أي رؤساء أجهزة الأمن في المناطق مع القيادة “العونية” فهي تتم عبر اجتماعات أسبوعية أو نصف شهرية مع الجنرال عون في الرابية حيث يبلَغون بكل تفاصيل الوضع السياسي والأمني، ويرسمون الخطط لمتابعة عمل “الخلايا” طوال الفترة بين اجتماعين. وفي الوقت نفسه يقومون بنقل أوضاع المناطق وظروفها وحالتها “الأمنية” إلى الاجتماع الرئيسي عبر تقارير تفصيلية مكتوبة تظهر ما تمت مراقبته من عمل أحزاب الأكثرية وكذلك الظروف المحيطة بكل قطع السلاح التي وزعت قبل حوالي العام على عدد من “التياريين” في الهيئات تحت مسمى “مواكبة النواب والوزراء” خلال زياراتهم لهذه المناطق.
نستطيع اليوم أن نسأل الجنرال نفس الأسئلة التي سألها قبل فترة عن “فرع المعلومات” ولكن هذه المرة نسألها عن “فرعه الأمني” الذي لا ينتبه إلى محاسبته، نرسل الأسئلة مع بطاقة المعايدة المرفقة، لنقول للبنانيين كل عام وأنتم بخير من دون “أجهزة” غير شرعية.
نقلاً عن “المستقبل”
التيار “الأمني” الحر…
محمد مأمون الحمصي كندا — rabeadmc@hotmail.com
بدمائهم الطاهرة النبيلة رحم الله الشهيد سمير القصير وعملاق النهار جبران تويني وسائر شهداء لبنان . وسيعود الإستقلال أيها الأبطال محمد مأمون الحمصي