تقترب معركة حزب الله حول القرار الاتهامي والمحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري من نهاياتها التي لا تبدو أنها ستكون سعيدة، لأنها خيضت بطريقة خاطئة، وبالاعتماد على حلفاء لا يمكن أن يعتمد عليهم ولا أن يعتد بهم، إلا في دعم اضطراب أمني داخلي يسيء الى صورة الحزب وسبب وجوده، مثلما يلحق ضرراً فادحاً في مكانة الشيعة في لبنان وفي كل مكان من العالم، ولأنها ايضا استندت الى معطيات لا تنفع في مواجهة ما يعتبره الحزب، عن حق، خطة دولية كبرى لتصفيته واستئصاله، أو على الاقل للانتقام منه نتيجة تورطه في السنوات الخمس الماضية في عدد من المواجهات السياسية الداخلية التي لا يمكن أحداً أن يزعم أن محصلتها كانت مجزية.
فات أوان القول كيف كان يمكن الحزب أن يخوض مثل هذه المعركة الحرجة، علما بأنه هو نفسه لن يتأخر في الاستنتاج انه لو قدم عكس ما قدمه طوال الاسابيع القليلة الماضية من عروض سياسية وتلفزيونية وخطابية غير موفقة، لكان قد توصل الى نتيجة أفضل وأسلم بكثير لتفادي قرار اتهامي صار حتمياً، وربما ثأرياً، وانتقل البحث أخيراً داخل الحزب وخارجه الى مرحلة ما بعد صدوره، نتيجة رهانات غير دقيقة على وساطات غير واقعية، وحتى غير موجودة على أرض الواقع أصلا، وهي إن وجدت يوماً حسبما يظن البعض، فإنها لم ولن تستطيع أن تقف في وجه تلك الخطة الدولية المشار اليها.
ومن حق الحزب أن يسأل نفسه في نهاية هذه المعركة لماذا بات وحيدا إلا من جميع حلفاء الداخل الذين لم يحسن اختيارهم أبدا والذين كانوا وسيظلون عبئا ثقيلا عليه، يتكئون على تجربته المقاومة، لكي يدفعوا جداول أعمالهم السياسية الخاصة التي ورطت الحزب والطائفة في معارك بالغة الخطورة، ووضعتهما معا على شفير فتنة مذهبية، كان يفترض أن يكون وأدها أولوية قصوى لا تتقدمها أي أولوية، بما فيها مواجهة العدو الإسرائيلي، خصوصا أن أدواتها ورموزها ظاهرة ومكشوفة، كما أن بعض مراميها تتقاطع مع أهداف ذلك العدو تحديدا.. ومع هلوسات شيعية تزعم أنها مجرد رد على هذيان سني لا شك فيه أيضا.
لكن الأسوأ من هذا المشهد المحلي البائس، الذي وجد أو وضع الحزب نفسه فيه، هو ذلك الرهان الأشد بؤساً على حلفاء الخارج، لا سيما سوريا وايران اللتين اكتشفتا فجأة أن الازمة الراهنة هي مسؤولية اللبنانيين وحدهم، لأنها من صنعهم بأنفسهم، وصارتا تتعاملان مع فرقائهما بحيادية غير مألوفة، حتى كاد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يوحي في زيارته الاخيرة الى لبنان بأنه لا يتعامل إلا مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، وحتى أصدر الرئيس السوري بشار الاسد في زيارته الاخيرة الى باريس اول موقف مؤيد للقرار الاتهامي وللمحكمة الدولية.
ربما حان الوقت لكي يجري الحزب مراجعة شاملة لمعركته، لان خسارتها لا تعوض، ولا تحفظ المقاومة ولا الشيعة في لبنان اولا من مستقبل أقل ما يمكن أن يقال فيه انه صعب جدا.. ويمكن أن يزداد صعوبة اذا ما زيّن أحد للحزب استخدام قوته في الداخل الذي سبق أن احتوى الكثير من المشاريع الانقلابية.
مراجعة حزب الله
حسنين — hara@aol.org
يا أخ حسين ركز على مضمون المقال وبلا شعارات طنانة ما بقا تفيد دخيل عرضك هيئتك ما بتحضر وبتسمع إلا مقدمات اخبار التلفزيون السوري…. قوي!!
مراجعة حزب الله
hassan — hara13_sa@yahoo.com
هذه المؤامرة جزء من عدة مؤمرات .المؤامرة القبل الاخيرة عدوان تموز 2006 حيث شارك فيه العالم (امريكا / اسرائيل / اوروبا / والعربان “الذين هم اشدد كفرا” وهم كثر في هذا العالم العربي) وهزموا. ان قرار المحمكة الدولية لا يقدم ولا يؤخر في عمل المقاومة حيث ان شعوب العالم الحرة اصبحت تدرك جيدا ان المحكمة وجدت لا من اجل عيون الحريري ولا من اجل غيره بل ليحققوا مصلحة ما لاسرائيل.
اتمنى من الاعلام العربي ان يركز على تهويد فلسطين والقدس “يا عرب” لانه اهم من المحكمة