أطل الجنرال عون على اللبنانيين والعالم أمس وبعد إجتماع “ما يسمى بتكتل الإصلاح والتغيير” ليلفت نظر الاعلام على ان الموضوع المالي يهم كل لبنان مضيفا بربط غير مبرر “رأينا اشخاصا يضحون ويموتون من اجل وطنهم وخاصة في المؤسسات الوطنية، لكننا لم نر وطننا يموت من اجل شخص أو خط سياسي معين”.
عون كان رأى في لقاء مع مخاتير ورؤساء بلديات ” كثيرين منّا استشهدوا في سبيل الوطن ولكن لم نرَ وطناً يستشهدَ في سبيل شخص مهما علا شأنه، إن كان رئيساً للدولة أو كان إنساناً بسيطاً. ليفهم الجميع أنّ لبنان لن يستشهد في سبيل أحد، أولادُه افتدوه بالدّم ليبقى وطناً للجميع، لذلك إنقاذ الوطن أهم من إنقاذ أي شخص آخر”.
غريب امر الجنرال عون يتصرف وفق منطق الفاخوري “صانع الفخار” الذي يضع “مقبض الجرة حيث يريد.
فالجنرال لا يريد ان يستشهد لبنان من أجل شخص، وهو يعني هنا تحديدا بالشخص رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري. ولكن لأن عون “الفاخوري”، فهو لا يريد ان يرى من القادة الشهداء سوى الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليبث سمومه وحقده الدفين عليه في قبره.
ونسي عون “الفاخوري” أنه منذ إغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رياض الصلح في عمان وصولا الى إغتيال الرائد وسام عيد، سقطت قافلة من الشهداء القادة في السياسة والاعلام ورجال الدين وعلماء الاجتماع والفلسفة والقادة الأمنيين وسواهم ….، من دون ان تتحقق العدالة يوما، بحيث أصبح الإغتيال السياسي وسيلة لتصفية الحسابات ليس في لبنان وحسب بل وفي المنطقة ككل.
ولأن “الفاخوري” لديه ذاكرة إنتقائية، فهو نسي أنه تصرف بمنطق “نيروني” عند تشكيل الحكومة الحالية حيث أعلن في مؤتمر صحفي وردا على سؤال “هم رفضوا توزير جبران باسيل وحبيت ان اتسلى بهم وسمّيته”!
مضيفاً: “من ينتقده ينتقدني”. وتوجه عون بالشكر لكل وسائل الاعلام ومسؤولي “14 آذار” الذين تحدثوا عن وجود كفاءات داخل التيار العوني غير باسيل للتوزير، وقال لهم: “حلّوا عن هونيك شغلي بالتيار”. وأضاف: “اذا مش عاجبكن جبران باسيل دقوا راسكم بالحيط واذا ما كفّاكم في حيط الصين الكبير”، مهدداً بالقول: “الله يساعد اللي بدو يطلع بعد يحكي”. واعتبر عون ان الموضوع الحكومي أصبح موضوعا شخصيا، وقال: “لعيون صهر الجنرال ما تتألف حكومة”.
لعيون صهره ما تتشكل الحكومة، ولأنه أحب أن “يتسلى: عطل تشكيل الحكومة لاكثر من أربعة أشهر!!
ونسأل الجنرال مع السائلين ألا يستحق لبنان يا جنرال ان تتحقق فيه العدالة ويصبح الإغتيال السياسي فيه عبئا على المجرمين وليس على الضحايا واهلهم ومحبيهم؟
يا جنرال إذا كانون عيون صهرك عطلوا البلد أربعة أشهر ولجأ العديد من السياسيين الى سور الصين “لينطحوا راسهم” فماذا لو كان صهرك، لا قدر الله مليون مرة شهيدا، او اي شخص آخر من قادر التيار؟! فهل نعطل البلد ام عندها لا مانع من ان يستشهد البلد؟