الرياض – الشفاف – خاص
غادر الملك عبدالله بن عبد العزيز الى الولايات المتحدة لتلقي العلاج نتيجة إصابته بـ”إنزلاق غضروفي”، رسمياً. لكن معلومات أخرى تشير الى ان جلالته مصاب بجلطة دموية في العامود الفقري من دون ان تتوفر معلومات تفصيلية عن الوضع الصحي العام للعاهل السعودي وما إذا كانت حراجة الوضع الصحي استدعت نقله الى الولايات المتحدة للعلاج اما ان زيارة واشنطن هي روتينية في المسيرة الصحية للملك عبدالله بن عبد العزيز!
العاهل السعودي كان غاب عن شعائر الاضحى المبارك بسبب مرضه، كما تغييب عن عدد من المناسبات الملكية بسبب المرض.
وفي 17 نوفمبر، وفي خضم الشعائر الدينية الاسلامية احتفالا بعيد الاضحى، اعلنت وسائل الاعلام السعودية ان الامير بدر الذي زاول طويلا مهمة نائب رئيس الحرس الوطني السعودي الذي أنشأه الملك عبدالله وترأسه منذ تأسيسه عام 1962، طلب إعفاءه من منصبه بسبب وضعه الصحي. وبعد لحظات من نشر طلب الامير بدر، ذكرت وسائل الاعلام السعودية ان العاهل السعودي استجاب طلب الاعفاء وانه تم تعيين الامير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز رئيسا للحرس الوطني خلفا لوالده في هذا المنصب برتبة وزير دولة.
وتزامنا مع التغيير الذي طرأ على قيادة الحرس الوطني وصل الى المملكة العربية السعودية الامير سلطان ولي العهد، وصدر امر ملكي اعلن بموجبه ان العاهل السعودي كلف ولي العهد تسيير شؤون الدولة أثنار رحلته العلاجية.
مصادر متابعة لمجريات الاوضاع في المملكة العربية السعودية اعتبرت ان الملك عبدالله اراد من خلال تكليف ولي العهد القيام بمهامه أثناء فترة غيابه قطع الطريق على الامير نايف الذي، بحسب التراتبية لتوارث العرش في المملكة، هو من ستؤول اليه القيادة بغياب الملك وولي العهد الذي بدوره كان يقيم في المغرب بعد ان خضع لعلاج طويل الامد استوجب فترة نقاهة طويلة الامد في المغرب.
وأضافت المصادر ان العاهل السعودي، وبما يشهد له من بعد نظر ورؤية، أراد التحوط لاحتمال تدهور وضعه الصحي. فسعى الى تأمين استمرار الفخذ الذي ينتمي اليه في العائلة الحاكمة عبر نجله الامير متعب الذي سلمه قيادة الحرس الوطني، كما انه حرص على مراعاة تقاليد توارث العرش عبر ولي العهد مهما كانت الظروف التي يعاني منها الوريث الشرعي.
واستشهدت المصادر بموقف العاهل السعودي من إحترام تقاليد توارث العرش أثناء إعتلال صحة سلفه الملك فهد بن عبد العزيز الذي اقعده المرض عن القيام بمهامه لفترة طويلة. وكان الملك الحالي وليا للعهد، فاضطلع بمهام الحكم كولي للعهد وحافظ على مكانة سلفه الملكية ولم يطلب لنفسه الملك ولا العرش لتستقيم الامور له بعد وفاة سلفه ويصبح ملكا.
وتشير المصادر الى ان اختيار الامير متعب من فخذ الملك عبدالله، وليس مستشاره الامير عبد العزيز بن عبدالله، مؤشر على رغبة ملكية، ما يعني ايضا تراجعا للدور الذي اضطلع به الامير عبد العزيز خصوصا في ملف الازمة اللبنانية والعلاقات السورية اللبنانية.
وتضيف المصادر ان إعتلال صحة العاهل السعودي ووجود نجله عبد العزيز الى جانبه في الولايات المتحدة اثناء فترة العلاج سيعني بطريقة او بأخرى حالا من انعدام الوزن في السياسة السعودية الخارجية. كما انه سيعني ايضا تغييب الدور الذي إضطلع به الفخذ الذي ينتمي اليه العاهل الحالي لصالح عودة فخذ السديريين الى واجهة القيادة السياسيية في المملة من خلال ولي العهد الحالي الامير سلطان القائم مقام الملك خلال غيابه.
وعودة السديريين الى السلطة في المملكة تعني ايضا عودة تأثير الامير بندر الذي غُيب دوره، وكذلك عودة الحياة الى وزارة الخارجية والامير سعود الفيصل وضمورا تدريجيا في دور الامير عبد العزيز، مع ما لهذا الامر من انعكاسات على السياسات التي سادت خلال السنتين الماضيتين خصوصا في ملف الازمة اللبنانية والعلاقات اللبنانية السورية التي طبعها الامير عبد العزيز برؤيته لسيرورة هذه العلاقات.
الملك عبدالله الى اميركا للعلاج والسديريون الى واجهة القيادة
عمو لأيوب — blindedpress@blindhotmail.lb
لا حول ولا قوة الا بالله